بعد إقالة الفريق طه نستطيع ان نقول النظام اصبح قطري التوجه خالصا وغير ممسكا للعصا من النص؟ وان الجيش المرتزق والمرابط بالجبال اليمنية ستستغني عن خدماته ويحل بديلا عنه جيوشا مصرية او موريتانية او ما بين ذلك وسيعود هو قريبا.. وان العلاقات الخليجية البشيرية ستعود الي المربع الاول مربع اتهام الخليج لنظام البشير كونه حاضنة للارهاب ويدعم جماعات حماس والإسلاميين السوريين الذين فتحت لهم الأراضي السودانية والمدارس السودانية والبزينز السوداني اسوة بالوطنيين السودانين وفي رواية اخري افضل من السودانيين انفسهم!.. وأنه شريان لتمرير السلاح القطري الي الجماعات الإسلامية في ليبيا وغرب افريقيا وبوكو حرام وربما مصر! وان النظام قاعدته جماعة الاخوان المسلمين الذين صدر عنهم في وقت سابق قرارا صنفهم الي جماعات إرهابية تمهيدا للقضاء عليهم كونهم غير مرغوب فيهم بالمنطقة.. سنتوقع ذلك لأن الفريق طه برجاء وموافقة البشير كان باستمرار يحاول معالجة كل هذه الملفات الفاسدة ليضع بعض من مساحيق التجميل المؤقتة علي وجه النظام ولكن المخابرات الإخوانية التركية كانت بالمرصاد استطاعت أن تضبط حسب الروايات محادثة بين طه والإماراتين يتحدثون عبرها عن مخطط لتغيير السلطة بدولة قطر ربما مستعينين بخدمات مليشيات الدعم السريع حسب ما جاء علي لسان طه في التقرير.. ولذلك جاءت الضغوط القطرية مباشرة علي النظام للتخلص من طه الذي اعتبرته العدو رقم واحد وهو المسؤول عن التنشنة الخليجية وسوء العلاقات.. الحكومة لا تستطيع رد الطلبات المباشرة لقطر لان طلباتها اوامر والبشير يدرك أن مخالفة الأوامر القطرية ستفرض علي عنقه حبل مشنقة الاسلامين المحيطين به من الوريد الي الوريد فيقضي نحبة ولم يكن قد بدل تبديلا.. فقرر تقديم طه ككبش فداء رافضا اكمال وجبة الكبسة السعودية الدسمة علي موائد سفوح الجبال اليمنية ليعود من جديد ليجد اتهامات الإدارة الأمريكية جاهزة تنتظره لتعيده الي حظيرة مربع دعم الإرهاب مربع إيواء عدوها اللدود اسامة بن لادن ومربع انتهاكات حقوق الإنسان الداخلية ومربع تصدير الإرهاب الي دول الجوار.. ربما قد نسي البشير او انسوه عنوة أن طه برضاءه كان يمسك بكل هذه الملفات وهو ظل الإدارة الأمريكية داخل النظام فهبشه سيحرك كل هذه العصافير وان الانباء ربما تكون قد نقلت الي الرئيس ترامب بأن الاخوان المسلمين قد غدروا بالشخص الوحيد من عناصر نظام الخرطوم الذي سمحت له بمصافحتك بمؤتمر الرياض وهذه تعتبر لمن لا يدرون صفعة بالغة قد لا يتحملها ترامب خصوصا من دولة مصنفة لديه ويسعي الي حظر رعاياها دخول دولته ..فإذا عرفنا بأن المك نمر زعيم الجعليين لم يقبل بصفعة الشاب التركي المغرور وإهانته حينيذ وسط اهله وعشيرته فدبر له مكيدة للتخلص منه وللابد ..فقمين بنا أن نقول التاريخ يعيد نفسه ولكن في صورة مقلوبة! .. لن يظل الإماراتيين الشيخ محمد بن زايد والأمير محمد بن سلمان الممتليان غرورا واملا لن يظلا مكتوفي الأيدي ويتفرجا علي قطر تنقض علي احلامهما بالمنطقة.. فان إقالة طه لن تمر كحدث عادي قبل أن تزلزل العروش هنا وهناك ولان الضجة التي احدثها طه لن تكون ضجة عادية بل هي انعكاس لمدي تشابك الخيوط الاقليمية والداخلية ولان طه ماهو الا الوجه الاخر للبشير رغم انحناءه للعاصفة.. وقطر مهما فعلت لن تعود بعد الأزمة الحالية التي سلطت عليها الأضواء لن تعود الي سابق عهدها وان خزانتها المالية لن تكون مفتوحة كما كانت لتمول الحركات الإسلامية او تمول حتي نظام البشير.. لن تستطيع ذلك راهبة أو راغبة ..وبالتالي كنتيجة لترك النظام معسكر السعودية- الامارات سيموت بالاختناق داخليا بسبب التدهور الاقتصادي وبسبب رياح الكوليرا والفساد السياسي ولن يجد من يقدم له الدعم مرة اخري لا قطر.. لا ايران.. لانه لم يعد حليفا موضع ثقه وهي فرصة للمعارضة السودانية أن تشغل فراغ مغادرة النظام معسكر السعودية .. هذا (هوم وورك) المعارضة عليها بأدائه عاجلا ولتطوي مربع الخلافات والانشقاقات المفتعلة فان المال الذي كان يفعل كل ذلك قد نضبت مصادره وأصبح في مهب الريح.. ولم يعد هناك ما يمكن لحاقه لدي نظام الخرطوم. الصادق الزين