توالت عبر التاريخ الانساني حضارات منسية وحقب طويلة مجهولة منذ وجود الانسان علي الارض. ظل ذكر بعضها علي حقيقته معروفا تستلهم منه الاجيال العبر والدروس والفخر لبعض الشعوب واندرست بعضها ونسيها العقل الانساني. وبعضها تم تزويره لاغراض متباينة واقصد بالتزوير نسبة حضارات قديمة لشعوب غير صاحبة الحضارة الاصلية ومن ثم جري تزوير في اصول شعوب معاصرة حتي يتم نسبة الشرف القديم لغير اصحابه هذا المبحث متعلق بهذا النوع الاخير وهي محاولة لرد كل حق لصاحبه حتي تستقيم الامور اما السؤال عن غرض هذا المبحث وفوائده فتتلخص في نقاط وهي ان الشعب الذي تسلب حقوقه الحضارية التاريخية يكون شعبا خاملا وغير محب لجذوره ولوطنه بعكس الشعب الذي تنسب اليه الحضارة زورا وبهتانا حيث تجده شعبا فخورا بتاريخه محبا لوطنه معتزا بجنسه فمثلا الحضارة الفرعونية القديمة سلبت من اصحابها الحقيقيون النوبة او ما يعرفوا اليوم باهل السودان ونسبت زورا وكذبا وبهتانا للقاطنين شمال وادي النيل او ما يعرف اليوم بالمصريين ولذلك نلاحظ محبة هؤلاء الوافدون لشمال وادي النيل لوطنهم وفخرهم باصلهم وتعاليهم علي غيرهم حتي تفوقوا علي اصحاب الاصالة والحضارة الحقيقية ثم اننا نلاحظ ان السوداني متنكر لاصله وتاريخه وغير محب لوطنه كسول حتي تخلف وعاش علي هامش الحضارة الانسانية. اذن فالتاريخ العظيم للامم ينفخ في الامة روحا جبارة تجعلها تتقدم الامم والعكس بالعكس والنقطة الثانية ان رد الحقوق الي اهلها مبدا انساني واخلاقي اصيل ومعاقبة اللص معنويا يدخل في هذا الاصل والنقطة الثالثة انني كسوداني اتالم حين اري شعبي مهزوم الارادة وهو القوي كاره لوطنه وهو الوطن الاعظم عبر تاريخ الانسانية جاهل لاصله وهو الاصل الاشرف بين بني البشر. قزما بين الامم وهو العملاق هذه النقاط مجتمعة دعتني لكتابة هذا البحث وسيكون من خلال محاور ثلاثة في عشرة مقالات المحور الاول البحث عن الاسم الحقيقي والقديم لاطراف السودان المعاصرة او الاسم التاريخي المنسوب اليه الشرف في الكتب السماوية لكل منطقة في السودان المحور الثاني البحث عن الاصول القديمة لاجناس وقبائل السودان الحالية وهي مجهولة حسب علمي حيث نسبت بعض اصولنا لامم اخري. وبعض اصولنا المذكورة في التاريخ ظلت مجهولة واطلقت عليها الامم الاخري انها مفقودة المحور الثالث الحضارات القديمة المعروفة التي كانت هنا في ارض السودان ونسبت زورا الي مناطق اخري كالفرعونية او كالتي لا تزال مجهولة المكان كمملكة النبي سليمان. لاثبات المسار الحقيقي للتاريخ الذي يثبت عظمة هذا الوطن الذي يطلق عليه تضليلا اسم السودان ومن ثم اثبات اصول هذا الشعب الذي يقطن هذه الارض وتاريخه العظيم وجذوره الشريفة التي تؤهله لان يسود الانسانية جمعا ينبغي ان نسلك مسارا علميا تحليليا متماسكا حتي لا يكون البحث محض امنيات وحتي لا ننزلق الي ما اعتبرناه جريمة ما رسها الغير في نسبة ما ليس لنا من العز والشرف. المعروف ان عرق ونسل النبي يعقوب هو العرق الاشرف بين بني ادم كما جاء تفضيل بني اسرائيل علي الامم الاخري في الكتب السماوية جميعها وهم ذرية النبي يعقوب حيث ان جدهم ابو الانبياء سيدنا ابراهيم ونسلهم سيدنا سليمان وبينهم الانبياء داوود وعيسى وموسي ويوسف وتناسلت عنهم قبائل بني اسرائيل التي يفترض ان تكون موجودة ومعروفة حتي اليوم لكن الغريب ان قبائل بني اسرائيل لا تزال مفقودة او مجهولة الجهة حتي اليوم!! لماذا؟ الاجابة ان من اراد نسبة الشرف الي نفسه اجتهد لتغييب المكان الاصل والجهة الحقيقية التي اتوا منها ومكثوا فيها ولا تزال ذريتهم مقيمة فيها فاذا عرفنا هذه الجهة وكشفنا مكان هذا العرق المفقود يكون من السهل علينا معرفة باقي الحقائق المجهولة او المغيبة مثل المكان الذي الذي اقيمت فيه مملكة سيدنا سليمان عليه السلام _المفقودة الاثار هي ايضا حتي يومنا هذا_ كيف تكون مملكة بعظمة مملكة سيدنا سليمان لبس لها اثر حتي اليوم ان لم يكن ثمة تضليل واسع تم لاخفاء حقيقة مكانها لغرض خبيث وهو نسبة هذه الحضارة الكبري لجهة اخري الذي اريد ان اقوله تمهيدا لهذا البحث الكبير ان مملكة سيدنا سليمان كانت هنا في الارض المعروفة اليوم باسم السودان وقليل من البحث النظري الذي انا بصدده وبالتنقيب عن اثار هذه المملكة عمليا، سيثبت قطعيا صحة كلامي الذي سأذكره لكم تباعا باذن الله تعالى. ودوري الان في هذا البحث الاثبات النظري اخذين في الحسبان ان دولة اسرائيل لم تجد حتي ولو اثرا واحدا لمملكة سيدنا سليمان في طول الشام وعرضها وحتي في العراق وسيناء ومصر المزعومة. وبالتالي اذا تمكنا من اثبات هذا الافتراض، تكون النتيجة المنطقية ان قبائل بني اسرائيل المفقودة موجودة ايضا هنا في السودان ومنتشرة في ارضه وسكان السودان انفسهم لا يعلمون. م. خالد الطيب أحمد