بسم الله الرحمن الرحيم فتح المدارس..لا بننكر الكوليرا ، ولا بنعترف بيها !! ( عطلة داخل عطلة) على وزن أغنية الحقيبة الشهيرة، هما عطلة العيد ، وعطلة السبت . ومع ذلك ، دعوة لإدارات المدارس لحضور اجتماع بحضور مسئولي الصحة ، في سابقة لم تألفها التربية والتعليم.الموضوع ببساطة عن فتح المدارس، والتحوطات اللازمة لتلافي المزيد من انتشار الكوليرا التي لم ترحم ولاية، ولم تراع ضعف انسان السوداني ودقة حاله، ولا فعلت ذلك الحكومة ،لتثبت أنها والوباء، وجهان لعملة واحدة. التوجيهات الصحية مفهومة، إن جاز لنا الإقرار بفتح المدارس في ظل هذه الظروف.وكأن ذلك لا يكفي جرماً في حق فلذات أكبادنا ، فتزيد الحكومة ضغثاً على اباله. فإذا وضعنا التوجيهات من السلطات الصحية جانباً، فإذا بتوجيهات في غاية الغرابة لم نسمع عنها كذلك في غير هذا العهد الأغبر. تفتح المدارس حتى العاشرة لثلاثة أيام!!؟ ويعاد التلاميذ إلى بيوتهم !؟ولا تدريس!!؟لينهض السؤال الذي يستدر الحسرة : ولماذا عليهم أن يأتوا من أساسه؟ أما التبرير ، فهو العذر الذي يعجز الذنب قبحاً. نعم ، هنالك حالات للكوليرا. ولذلك يجب التحوط . ولكن الدولة لن تستطيع إعلان الوباء ، لأن لذلك آثاره السلبية على صورة الدولة واقتصادها وصادرها وحركة سفر مواطنيها للخارج!!؟أي استهتار بقيمة الإنسان وصحة أطفالنا الأبرياء يفوق ذلك؟ لا أريد الاسترسال في هذا الجانب . فهو من قبيل تأكيد المؤكد. لكن دعونا نبحث في ضرب آخر من جنسه. فنحن أمام صورتين لمهنتين خدميتين ، همُّهما الإنسان في المقام الأول. لذلك ، يكون للعاملين فيهما سلطات كل في مجاله ، فمسئول الصحة ، لا يتوانى في اتخاذ قراره الإداري المستند على الرأي الفني ، إذا رأى أي تهديد لصحة الإنسان ، دون أي اعتبار لأي جهة ، ولا يستفتي غير علمه وضميره المهني . أما مسئول التعليم ، إذا وجد نفسه في هذا الوضع ، والمهدد لصحة من استأمنه أولياء الأمور عليهم،يتخذ القرار ثم يخطر رئاسته بذلك . ولا حساب يواجههما بل إشادة ، ورصيد في سجل خدمته لقدرته على اتخاذ القرار. أما الحال الماثل المائل ، فللسياسي كل الاعتبار . وليذهب الباقي إلى الجحيم.ولا تسمعن دعاوى تقصير الظل الإداري بفعل تقسيم الولايات والمحليات ، فالحقيقة أنها ممارسة للدستوريين ، ما هو في الأصل ، مهام للتنفيذيين .عندها، لا تتعجب إن خاطب الوالي اجتماعاً لإدارات التعليم في اجتماع سنوي لتنفيذ الموازنة وكشف التنقلات، ليضع شروطه . أو يفتي في أمور الصحة.أرأيتم أمام أي إخصاء للوظيفة الحكومية نحن ؟ لك عزيزي القارئ في الختام أن تعلم ، في تناسق مع السياق، أن هذا الأمر توجيه مركزي. لا تحيد عنه ولاية. لتعرف التفسير الحقيقي للإعلانات المتكررة ، التي تملأ شريط الأنباء أسفل شاشات الفضائيات، لتعلن بداية العام الدراسي في مواعيده. ولا يملك مسئول الصحة ، إلا أن يردد في الاجتماع ( خافو، وما تخافو!!؟). فهو مجبور على قول ذلك. وفي قرارة نفسه أمر آخر. أما إدارات التعليم..فلله العوض ومنه. ادفع أيها المواطن العزيز بفلذة كبدك للخطر وارم به للتهلكة. فهكذا تريد الحكومة.أما انت، فلن تعرف اكثر من الحكومة ، أو كما قال عادل إمام في مسرحية شاهد ما شفش حاجة. معمر حسن محمد نور