قرأت تصريح لوزير الصحة الاتحادية الاستاذ بحر ابوقردة مفاده بان تلوث المياه وتعدد مصادرها من اهم الاسباب الجوهرية التى ساعدت على انتشار وتفشى مرض الكوليرا ، انتهى تصريح الوزير ... وتأميناً منى بهذا الخصوص فاننى سوف استشهد بحال المياه فى الحى الذى اسكن فيه ، فهى مياه متجاوزة لمراحل التلوث التى يمكن تخيلها ! ، فعلى الرغم من كونها مياه جوفيه ويفترض فيها ان تكون بلا طعم او لون او رائحة ، الا انها تتفرد بطعم غريب لايمكن تكييفه بالتذوق الدارج ، ولونها مثل لون ( بول ) الجمل كما يشبهها سكان الحى ! ورائحتها مثل رائحة براز البشر !! .. انها مياة لايمكن تصورها بالمرة ، مما حدا بالسكان الى التظاهر والثورة ضد هيئة المياه مطالبين بالتحقيق فى حجم المشكلة التى اعتبروها مشكلة طبيعية نتيجة للقصور والاهمال من جانب القائمين على ادارة امرالمياه ، واتذكر حينها تصدر المنضوين تحت الوية الاحزاب السياسية بالحى مسئولية الملاحقة القضائية ضد هيئة المياه ، واتفقوا قبل الابلاغ ضدها الحصول على الدليل المادى الذى يعضدد مواقفهم تجاهها ، فبعثوا بعينه من المياه الى معمل ( استاك ) فكان جواب المعمل بان المياه يشوبها التلوث نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحى ! .. وكانت هذه الاجابة العريضة غير كافية وغير مرضية لمواطنى الحى لاقتناعهم بان معمل استاك جهة حكومية وبالتالى غير محايدة !!! فارسلوا عينه اخرى الى المانيا باعتبارها اكثر تطوراً واكثر حيادية ، ولم تمر اسابيع الا وتلقوا نفس نتيجة معمل استاك ... فاسقط فى اياديهم ، وتيقنوا تماماً بان الانسان فعلاً عدو نفسه ، لان مياه الصرف الصحى اختلطت مع المياه الجوفية بسبب ( السايفونات ) الموضة التى اجتاحت انذاك الحى ، فمن قبل حذرتهم الجهة المسئولة من مغبة الاقدام على مثل هذه التجاوزات التى ستضرهم لاحقاً ، فكان من جهلهم وعداوتهم لانفسهم بان اقاموا السايفونات وشيدوها وجعلوها عيداً للتباهى والتفاخر فيما بينهم ، والمحصلة الاخيرة حدوث عدد من الوفيات ، منها ثلاث حالات فشل كلوى واثنين حالة سرطان ووفاة بالاسهال قبل ان تتداركهم السلطات وتغلق ( الصهريج ) سبب هذه البلاوى ... لذلك تجدنى اوافق السيد الوزير فى كل ماذهب اليه ، فالكوليرا بما كسبت ايدى الناس .. وطالما هناك عدم وعى وعدم تفهم لخطورة ابار ( السايفون ) فالكوليرا ستستوطن بالبلاد و( التقيل الصاح جاى ورا ) او كما يقول المثل الشعبى . عبدالرحيم محمد سليمان الاهرام اليوم