مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب مانشستر سيتي بركلات الترجيح    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    سيكافا بطولة المستضعفين؟؟؟    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    مصر.. فرض شروط جديدة على الفنادق السياحية    شاهد بالصورة والفيديو.. ببنطلون ممزق وفاضح أظهر مفاتنها.. حسناء سودانية تستعرض جمالها وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية الفنانة إيمان الشريف    ماذا كشفت صور حطام صواريخ في الهجوم الإيراني على إسرائيل؟    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    مقتل 33899 فلسطينيا في الهجوم الإسرائيلي منذ أكتوبر    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    محمد بن زايد وولي عهد السعودية يبحثان هاتفياً التطورات في المنطقة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    رباعية نارية .. باريس سان جيرمان يقصي برشلونة    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المواطنة ومنهجية التحول الديموقراطي (8)


المواطنة ومنهجية التحول الديموقراطي
الحلقة الثامنة
المجتمع الدولي في دارفور:
أذكر أن جريدة الصحافة نقلت عن حسين عثمان أبو صالح قوله ان القوات الدولية في دارفور ستواجه بالمقاومة من كافة فئات الشعب السوداني وأنها محاولة خبيثة لنزع السيادة من السودان، فلماذا حلل حلال علي التنظيم الدولي للاخوان المسلمين ووجنود من ريالات ودولارات بترولية حرام علي المجتمع الدولي؟ وتقوم مواثيق الأمم المتحدة علي الانتقاص من سيادة الدول وقد أصبح العالم قرية وسوقا مشتركة وتلاشت المسافات بين الأمم والشعوب، ولماذا يجوز في دول البلقان وراوندا ما لا يجوز في دارفور ألأن المسلمين هم الذين يقتلون المسلمين؟ وأذكر أن فتحي خليل قال ان تدخل المجتمع الدولي في دارفور يتعارض مع القانون الدولي، لكن ذلك واجب انساني وأخلاقي وعقدى فشلت الحكومة أو امتنعت عن القيام به النتيجة في الحالتين واحدة وهي اهدار دم الضحايا والافلات من العقاب وانهيار الدولة والصوملة وتهديد الأمن والسلام الدولي، والقانون الدولي ميثاق دولي كحلف الفضول في مكة في الجاهلية قبل الاسلام الذى جاءت الاشادة به في الحديث الشريف، وقد أصبح العالم قرية كمكة في القرن السابع، وماهو الفرق بين الفاشية في السودان وصربيا واسرائيل، وقد نجد عذرا للصرب الذين عانوا من القهر والاضهاد علي يد الأمبراطورية التركية التي تعرف بالخلافة الاسلامية التي كانت تستعمر دول البلقان باسم اذلال الكفر واعزاز الاسلام ولا عزة للاسلام الا بالرحمة والاحسان، وكذلك اليهود المهددون باغراقهم في البحر الأبيض المتوسط فما ذنب الضحايا في دارفور؟ فالفاشية الدينية والعرقية المركبة علي لسان حسين أبو صالح وفتحي خليل تقرأ نصف الآية علي طريقة أبو نواس ما قال ربك ويل للأولي سكروا بل قال ربك ويل للمصلينا، وتفوقت الفاشية السودانية علي استاذها أبو نواس في الغوغائية والتهريج والتلاعب بالجمل والألفاظ وأصبح ذلك نهجا في خطاب مرتزقة السياسة في السودان الذين يتاجرون بمشاعر الناس وعواطفهم لتعطيل عقولهم لخلط الأوراق ولخبطة الكيمان والدوران بنا في متاهات لا نهاية لها حتي ندوخ ونستسلم، وليس هذا جهلا ولا تجهيلا ولا عبطا واستعباطا وانما هو فساد سياسي والفساد السياسي هو الأب الطبيعي لكل أشكال الفساد والانحطاط والتردى الأخلاقي كالحية لا تلد الا حية، أما اليسع عثمان رئيس ما يسمي باتحاد الشباب الوطني وهو مؤسسة حزبية تتمول من خزينة الدولة فقد أعلن جاهزية الجهاد ضد الغزاة فماهو رأى الضحايا والثكالي والأرامل والأيتام في دار فور؟ وكان لمعسكر كلمة كلمة فاصلة فقد أجاب علي هذا السؤال عارف الصاوى مراسل جريدة الصحافة عندما قال ان العالمين ببواطن الأمور حذروه من استعمال التصريخ الصادر له من منظمة العون الانساني التابعة للحكومة داخل المعسكر ولن يكون في أمن الا باذن من القوات الدولية ودخول المعسكر تحت رايتها، فلا يختلف النازحون في دار فور عن المسلمين في البوسنة والهيرسك الذين استقبلوا القوات الدولية بباقات الزهور ولولاها لما تبقي علي قيد الحياة من يقول لا اله الا الله،، واتهمت أبواق النظام قوات الأمم المتحدة بالتجسس فكيف تعمل القوات الدولية في مناطق النزاعات المسلحة بدون مخابرات لحماية نفسها ورفع التقارير وتلقي التعليمات؟ أما اتهام منظمات الاغاثة الدولية بتنصير المسلمين فدعاية خبيثة لتحريض المسلمين ضد المجتمع الدولي، ولولا منظمات الاعاثة الدولية لتضاعف عدد الضحايا بسبب الجوع العطش والمرض، وكانت هذه المنظمات حاضرة في كارثة الجفاف والتصحر والأمطار والسيول والنزوح بسبب الحروب الأهلية في السودان، واتضح من خبر نشرته احدى الصحف ان ميزانية اتحاد الشباب الوطني بولاية الجزيرة 500 مليون جنيه وفي ولاية القضارف هدد الوالي بالامتناع عن سداد مرتبات اتحاد الشباب واتحاد الطلاب والدفاع الشعبي والشرطة الشعبية فحرم من رحمة الانقاذ، ولدينا الكثير من الشعارات السياسية التي تحولت الي مؤسسات حكومية فتضخمت الدولة وتورمت علي حساب الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم.
اغتصاب النساء:
الحرب مشتقة المعتي من الحرب بفتح الحاء والراء وهو أخذ المال بالقوة، واغتصاب النساء من متلازمات الحرب في كل زمان ومكان، وكانوا في برنامج في ساحات الفداء يبيحون اغتصاب النساء باسم ما ملكت أيمانكم والعودة بنا الي عصور الاماء والجوارى والعبودية، وبدلا من التحقيق في اتهام عساكرهم باغتصاب النساء في قرية تابت قالوا ان السودانيين لا يفعلون ذلك وكأنهم ملائكة وليس بشرا، وكلمة السودانيين عادة يقصد بها أدعياء العروبة لأن الآخرين متهمون بالاباحية، وكان عمر بن الخطاب يتخوف من عواقب غياب جنوده عن زوجاتهم وغياب الزوجة عن زوجها لأن الغريزة الجنسية حاجة بايولوجية كالحاجة الي الطعام، وتسخرنا الطبيعة في دوراتها حول نفسها والمحافظة علي الاتواع ولولا المتعة الجنسية والعاطفة الأبوية لما تحمل الآباء معاناة الحمل والولادة وتربية ورعاية الصغار، وتلهو بنا الحياة وتسخر ومن كالشاعرفي ادراك العلاقات الخفية بين الأشياء لأنه يتعامل معها بشعوره، وكانت المهدية تعاني من تجاوزات جنودها الذين كانوا يعرفون بالجهايدية وكان أفلاطون في جمهوريته الطوباوية يتخوف من طغيان المؤسسة الأمنية، والانكشارية جيش من عبيد الخلافة الاسلامية المزعومة وكانوا في مصر يعتدون علي أعراض الناس بشهادة يوميات الجبرتي، وفي طوكر اشتكي الأهالي للزبير محمد صالح من العساكر الذين يعتدون علي أعراضهم فقال لهم البلد ا ن خشها البوت سوق عيالك وفوت، وكان جهايدية الحركة الترابية يصادرون المواد الغذائية من الأسواق باسم من جهز غازيا وزاد المجاهد وكان ذلك يعرف في أسواق الخراطيم بالنهب المسلح، وكان ولا يزال العساكر من الجندى الي القائد العام طبقة حاكمة تفتح أمامها كل الأبواب وكانوا يتخطون الناس في صفوف الرغيف ويدعون أن لهم حقوقا فوق حقوق الآخرين، وقال لي صف طابط انهم يعرقون دما والمدنيون يعرقون ماءا، وجاء العوا الي دار فور بعد القرضاوى وفي لقاء تلفزيوني قال ان اتهام عساكر الحكومة باغتصاب النساء يقصد به التشهير بالحكومة وأهل السودان والحكومة لم ترتكب أى جريرة، ويوجد مخطط لاخضاع السودان للغرب ودار فور غنية بالحديد واليورانيوم، وقال ان دارفور بوابة الاسلام في أفريقيا ومسلمو دار فوريشكلون خطرا علي الغرب، والمرء مخبوء في لسانه فلماذا لم يعترض التنظيم الدولي للاخوان المسلمين علي فصل الجنوب وقد كان جسرا للاسلام واللغة العرية من ساحل المحيط الأطلسي الي ساحل المحيط الهندى، والفرق بين الاستعمار البريطاني والاستعمار الاخواني في أن الأول وحد السودان من شتات متنافر من القبائل والقوميات والثاني فككه، وكان الاسلام يتمدد وينتشر في ظل الاستعمار البريطاني الي أن أصبح سجنا وسجانا ومقصلة وسوطا يجلد به الناس كالعبيد في العصور المظلمة ومن دخله يقطع رأسه اذا خرج وتقطع يده اذا جاع وسرق، وانطلقت المظاهرات في الهند تضامنا مع طالبة تعرضت للاغتصاب وانطلقت مظاهراتنا تضامنا مع الضحايا في غزة وسوريا أما ملايين الضحايا في السودان فلم يحس بهم أحد في السودان، وقال أرنولد تويبني ان فقدان الثقة بين الأقلية المسيطرة والأكثرية المغلوب علي أمرها ينتهي الي تفكك الوحدة الوطنية وهذا ما حدث في السودان .
الأمن الشعبي وبيوت الأشباح:
كان للترابيين خلايا مخابراتية بمؤسسات الدولة ترفع التقارير وتتلقي التعليمات ولها مركز بمزرعة بمنطقة سوبا منذ تحالفهم مع النظام المايوى في النصف الثاني من السبعينيات، وبدأ ذلك التحالف الشيطاني يتكشف للمراقبين بالقيادة الرشيدة وبنك فيصل الاسلامي ومنظمة الدعوة الاسلامية التي تولت ادارة سلاح التوجبيه المعنوى بالقوات المسلحة بالوكالة، ويفترض أن جريدة القوات المسلحة اصدارة مهنية لكنها كانت صورة مكررة لجريدة الراية وفي مرحلة لاحقة كورس الدعوة الذى كانت تنظمه وتديره وتموله المنظمة لضباط وصف ضباط القوات المسلحة والشرطة والسجون وتواصل الكورس حتي عهد حكومة الصادق المهدى وأذكر أنني كنت أحذر من مغبة ذلك الكورس وحاول بعضهم تبرير ما لا يمكن تبريره ردا علي مقالاتي، وصحت توقعاتي فقد كان الضباط الذين قادوا الانقلاب ضد الديموقراطية من خريجي كورس الدعوة، وبالاستلاء علي السلطة احتكر الترابيون اللجان الشعبية بالأحياء السكنية وتحولت الي بؤر أمنية تتجسس علي الناس وتصنفهم، وأصبح لذلك استمارات ومركزا بعمارة الفيحاء بشارع علي عبداللطيف يتلقي الاستمارات من اللجان الشعبية وخلايا المؤسسات الجكومية ويعد ويشرف علي تنفيذ كشوفات الصالح العام، وكان القائمون بأمر المركز معروفون للضحايا ويشغلون الآن وظائف دستورية فقد كان ضحايا الصلح العام يتقدمون اليهم بالتظلمات، ثم أصبح للضحايا اتحادا اختلفت المصادر في عضويته بين عشرات ومئات الألوف، وأذكر أنني في مقال صحفي تصحتهم بعدم جدوى الشكوى والتظلم بعد أن تم تعطيل قوانين الخدمة العامة وأصبحت الحكومة خصما وحكما وان الهدف الحقيقي هو اخلاء الوظائف لكوادر الحركة الترابية، والصالح العام جريمة ضد الاتسانية لاتقل بشاعة عن جرائم الحرب في دارفور وقطع الرزق كقطع الرقبة، والقاعدة الأصولية في الاسلام لاطاعة لمخلوق في معصية الخالق بمعني ان المسئولية الجنائية مسئولية شخصية وهي كذلك في القانون الدولي ومواثيق حقوق الانسان، واقترحت تقديم شكوى الي محكمة الجزاء الدولية تتضمن اسماء الجناة، وربما كان عدد ضحايا الصالح العام أكبر من كل الأرقام المتداولة حول ضحايا الابادة الجماعية في دار فور، ولا تسقط هذه الجرائم بالتقادم ولا يزال عمر البشير وأعوانه وحسين هبرى ملاحقين وكان الأمر كذلك في صربيا وشيلي والأرجنتين، وكان موظفو الخدمة العامة الذين اتهمهم الترابيون بالتسيب الديني والتربية الاستعمارية لتبرير ما لا يمكن تبريره يستصحبون المسئولية الأخلاقية والاجتماعية في تصريف مهامهم اليومية ويرفضون التدخلات الخارجية، وفي عهد الانقاذ أصبحت كوادر الحركة الترابية تتدخل في العمل التنفيذى وبصفة خاصة في مؤسسات الحكم الشعبي المحلي وسيف الصالح العام مسلط علي الرقاب، وكانت اللجان الشعبية تابعة للحزب وكانت تعرف تنظيميا بالأمن الشعبي، وأذكر أنهم كانوا يمنعون الجيران من الجلوس علي النواصي والاستماع الي اذاعة المعارضة والاذاعات الأجنبية يهددون بمصادرة جهاز الراديو فقد كان السودانيون غرباء في بلادهم يحاولون التقاط أخبار السودان من خارج السوان ويتبادلون الصحف والمجلات التي يأتي بها المغتربون خلسة، وفي حديث صحفي قال كمال عمر ان بيوت الأشباح كانت تابعة للحزب، وكان للحزب النازى في ألمانيا والحزب الفاشي في ايطاليا تنظيما أمنيا وبيوت أشباح وبسيج كبسيج الحرس الثوري في ايران للتصفيات الجسدية والأعمال القذرة، وكانت الحركة الترابية ترسل كوادرها للتدريب علي يد الحرس الثورى في ايران والنظام في السودان استنساخ للتجربة الايرنية، ومن أوائل المتدربين في ايران نافع علي نافع ومطرف صديق والطيب سيخة وقطبي المهدى ويحي حسين والفاتح الجيلي وهم المسئولين عن تأسيس وادرة الأمن الشعبي وبيوت الأشباح واسننساخ التجربة الخومينية.
طلاب السلطة وعشاقها:
في منتدى الفاشر التداولي قيل ان المتعلمين وأنصاف المتعلمين الذين يتصدرون العمل العام ويتاجرون بأهلهم في سوق السياسة هم أصل المشاكل في دارفور، وكيف لا يتطلع الشباب الي السلطة المحلية والمنازل الحكومية والعربات الرباعية التي ورثها أولاد الجلابة من الاستعمار وقد شاهدوا ذلك يتحقق لآقرانهم في الخراطيم بالطاعة العمياء في المنشط والمكره وليس بالشهادات العلمية والخبرة العملية، وقال لي الأخ عباس عبد المنان المدير التنفيذى في الفاشر أنه فوجيء بتلغراف يفيد بتعيين محافظ من أولاد دارفور في عمر أصغر أولاده فغادر مكتبه الي أن احيل الي المعاش للصالح العام، وتخرج عباس في جامعة الخرطوم ونال درجة الماجستيرفي الادارة العامة من أرقي الجامعات البريطانية علي نفقة الحكومة وتدرج في سلك الضباط الادايين وتنقل بين المديريات الي أن وصل الي درجة المدير التنفيذى التي تعادل درجة رئيس الوزراء علي المستوى المركزى كمسئول عن الأداء في كل القطاغات الخدمية والانتاجية علي مستوى المديرية، وبعض الناس يعتقدون ان السلطة أقرب الطرق الي الثراء الرفاهية والحياة الناعمة الرخية، يحلقون فوقها ويتزاحمون عند أبوابها لكنهم مختلفون في مواهبهم وقدراتهم ومستوياتهم الثقافية وطبيعتم البشرية، منهم الذين يعاانون من الشعور الزائد بالذات والأهمية الذين يتسللون الي المؤسسات الأمنية لاشباع شهوتهم في الغطرسة والاستعلاء واذلال خلق الله ومن صفاتهم الاشتعال لأدني احتكاك بالآخرين والاستجابة لأدني درجة من الاستفزاز ورد الفعل عند هؤلاء يزيد علي الفعل ولا يتناسب معه، وخير مثال لذلك رجل الشرطة الذى أطلق النار علي شاب يعاني من مرض نفسي رفض الاستجابة لأوامر الشرطة وتعلل في التحقيق معه بأن الشاب حقار، وقد يتسلل الي المؤسسات الأمنية طلاب المال الحرام، وكثير من الذين هاجروا الي الدفاع الشعبي في الجنوب كانت هجرتهم لتجارة يصيبونها أو امرأة يغتصبونها باسم ما ملكت أيمانكم بدليل أشبال الأسود وكتل المهوقني والقمبيل لدى السماسرة في أسواق الخراطيم، ومنهم طلاب الوجاهة والشهرة والظهور ونعرفهم بأجسادهم الناعمة وأناقتهم الزائدة وهؤلاء قد لا يعنيهم المال قل أو كثر وهم مطلوبون في المجالس التشريعية لأنهم دمي تتحرك بالخيوط من وراء الكواليس وينطبق عليم قول بشار بن برد ان في الصمت عيّ كعي الكلم، وهولاء هم آفة العمل العام في السودان وأخطرهم المتعلمون الذين لا يفهموت ان العمل العام بذل وعطاء وتضحية لخير البلاد والعباد، وقد شاهدناهم عند تكوين الحكومة الانتقالية يستعرضون أنفسهم في نادى اساتذة جامعة الخرطوم ودار المهندس ودار الأطباء يرتدون البدل والكرفتات في عز الحربمعني أنهم جاهزون مما جميعه وكأنهم لم يشاهدا بوش وأوباما بالقميص والبنطلون، والدليل علي قلة الاهتمام بالشأن العام أنهم لم يكونوا يعلمون ان الانتفاضة سرقها لصوص السلطة باقصاء الحركة النقابية التي قادت الجماهير الي النصرمثلما سرقت الثورة الفرنسية، وكان ذلك بالتآمر بيين الأحزاب الطائفية والجبهة الاسلامية وبقايا النظام المايوى، وتلتقي الأحزاب الطائفية الثلاثة في خوفها من الحزب الشيوعي ومنظمات المجتمع المدني ولا تريد مجتمعا حديثا وشعوبا حرة، فلها مصلحة في الفقر والجهل والتخلف، وقد أصبحت البدلة والكرفتة زيا تقليديا ويني فورم لرجال السياسة والاعلام، وفي العهد المايوى فوجيء موظف قيادى باختياره وزيرا لكن البدلة الوحيدة التي جاء بها من بعثة دراسية ضاقت وأصابتها العتة ونظرا لضيق الوقت نشطت الاتصالات بين الزملاء طلبا لبدلة مناسبة يرتديها عند أداء القسم أمام كاميرات التلفزيون، وكلما ازداد الشكل أهمية كلما كان المضمون هزيلا، ولكل ساقطة لا قطة ويقولون ان فاتك الميرى تدردق في ترابو فقد كانت وجوه أعضاء اللجان الشعبية بالأحياء تتكرر منذ العهد المايوى الي أن احتكرها الترابيون.
جهاز الأمن الوطني:
في الالنتخابات الأولي في عام 1953 كان الاتحاديون دعاة وحدة وادى النيل تحت التاج المصرى بزعامة اسماعيل الأزهرى أول من استعان بالخارج علي الداخل وتكون حزبهم في القاهرة برعاية الحكومة المصرية التي أمدتهم بجنود مع جنيهات عددها خمسمائة ألف جنيه مصرى وكان ذلك مبلغا خرافيا بمقاييس ذلك الزمان عندما كان الترابي والترابيون وجنود من ريالات ودولارات بترولية في علم الغيب، واحتج حزب الأمة وطلب الدعم من الحكومة البريطانية وجاء الرد بأن حكومة صاحبة الجلالة ليس في يدها أموال خارج الميزانية وليست كالحكومة المصرية التي تستطيع أن تتصرف في المال العام كيف تشاء، والميزانية وعاء للمال العام ومصادر معلومة ومصروفات معلومة وبنود محددة وبرنامج عمل لمدة عام وباجازتها بواسطة السلطة التشريعية تكون قانونا من القواين الجنائية وتخضع لقانون الاجراءات المالية وقانون المراجع العام وهما أيضا من القوانين الجنائية، ويحرم قانون الاجراءات المالية نقل بند الي بند أو التصرف في فائض الميزانية الا بتصديق كتابي من وزارة المالية ويعرف فائض الميزانية بالاحتياطي الغير مخصص، وفي كتابه الديموقراطية في الميزان انتقد محمد أحمد محجوب مجلس ريفي الابيض واتهمه بالتقصيرفي توفير الخدمات الضررية لوجود فائض قدره أحدى عشر ألف جنيه وكان ذلك مبلغا جسيما في ذلك الزمان، وفي عهد الترابي والترابيين أصبح لكل وزير أو نصف وزير مالا خاصا يتبرع منه بالملايين ولا يعرف هل ذلك خارج أو داخل الميزانية؟ وهل يخضع أو لا يخضع لقانون المراجع العام وقانون الاجرءات المالية؟ وتقدر الايرادات خارج الميزانية في عهد الترابي والترابيين بخمسة وستين في المائة، وديوان المراجع العام محكوم بالايردات والمصروفات داخل الميزانية، وفي الديموقراطية الثالثة كنت أجد في مكتبة جريدة الايام الميزانية المقترحة والمصدقة وتقارير المراجع العام فقد كان للأيام مكتبة خاصة، وأصبح المراسلون البرلمانيون يعتمدون علي تداولات النواب حول تقارير المراجع العام، ويفترض أن يوزع التقرير علي كافة الصحف وينشر علي أوسع نطاق لأن المراجع العام يمثل الشعب وليس الحكومة والمال مال الشعب وليس مال معاوية بن أبي سفيان كما قال أبو ذر الغفارى، وعند مناقشة قانون أمن الدولة كانت الاعتراضات علي أعمدة الصحف والمقالات الصحفية تدور حول اعفاء المال الخاص من أحكام قانون الاجراءات المالية وقانون المراجع العام، وان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة وان القانون استنساخ لقانون الحرس الثورى في ايران له الولااية المطلقة علي كل مؤسسات الدولة والقوامة علي القوانين المدنية والجنائية باسم مهددات الأمن القومي، وخير مثال لذك تتهم الصحف باثارة النعرة العنصرية فكيف يمكن توصيف الداء قبل وصف الدواء، والحرس الثورى في ايران دولة داخل الدولة ومؤسسات اقتصادية ومالية كبرى تتحكم في مفاصل الاقتصاد الوطني، وقد يزيد مرتب جندى في أمن الدولة علي مرتب استاذ جامعي، ويتردد في مجالس الخراطيم ان تراكمات الفوائد المصرفية عن ودائع الحكومة بالبنوك الأجنبية التي أفتي فقهاء وكهنة الترابي وحيرانه بأنها كسب حرام لايجوز أن تتضمنه ميزانية الدولة الاسلامية المزعومة علي عكس ما أفتي مجلس البحوث الاسلامية بالأزهر الشريف أحيلت الي جهاز أمن الدولة، وقدرها نائب تحت قبة المجلس الوطني فبل أكثر من عشر سنين بأحد عشر مليار دولار، ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا وأتوا البيوت من أبوابها ولا تدخلوا بيوتا حتي تستأذنوا وقد يخاف الناس من رجال أمن الدولة لكنهم لا يحترمونهم ، وللفقر والبطالة أحكام وقد أحلت للجائع الميتة ولحم الخنزير وما أهل لغير الله ولو كان الفقر رجلا لقتلته، وكان العاملون بمؤسسات الدولية يعلمون أن بينهم جاسوس من زملائهم يتقاضي مرتبا من جهاز الأمن بالاضافة الي مرتب وظيفته ويتوقون لاكتشافه بعد سقوط النظام لكن عمر عبد العاطي النائب العام في حكومة الانتفاضة في حديث صحفي قال ان وثائق الأمن المايوى سلمت لرئيس المجلس العسكى الانتقالي وأحرقت، وكان في مايو مقابر جماعية لاتزال سرا مغلقا، وكان بين الطيب مصطفي وعثمان ميرغني مناوشات ومناقضات فكرية وفي مكتب عثمان ميرغني قلت له دع الطيب مصطفي لي ولا تشغل نفسك به وفي صباح اليوم التالي كان كلامي لعثمان ميرغني موضوع عمود الطيب مصطفي بجريدة الانتباهة وكان نفثات حرى، وقد صحت توقعات المنتقدين لقانون الأمن الوطني وكانت الانقاذ كالأعرابي الذى ربي جرو الذئب، فقد أصبح جهاز الأمن فيلا والانقاذ ظله بدليل ان الاتفاقيات منذ اتفاقية جيبوتي وموضوعها التحول الديموقراطي كانت حبرا علي ورق وحبالا بلا بقر لأن المعارضة كانت تتفاوض مع ظل الفيل، ولا يختلف الرئيس والبرلمان المنتخب في ايران عن الانقاذ لوجود شراكة معلنة بين جهاز أمن الدولة وجماعة عصام أحمد البشير التي تقوم بدور الولي الفقيه وخميني النظام في السودان.
عبد الله محمد أحمد الصادق


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.