القوز يقرر السفر إلى دنقلا ومواصلة المشوار    لاعب منتخب السودان يتخوّف من فشل منظومة ويتمسّك بالخيار الوحيد    الدب.. حميدتي لعبة الوداعة والمكر    ⛔ قبل أن تحضر الفيديو أريد منك تقرأ هذا الكلام وتفكر فيه    إلي اين نسير    منشآت المريخ..!    كيف واجه القطاع المصرفي في السودان تحديات الحرب خلال 2025    صلوحة: إذا استشهد معاوية فإن السودان سينجب كل يوم ألف معاوية    إبراهيم شقلاوي يكتب: وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المواطنة ومنهجية التحول الديموقراطي (6) .. بقلم: عبدالله محمد أحمد الصادق
نشر في سودانيل يوم 10 - 06 - 2017


أموال الحركة الاسلامية:
أذكر أن جريدة الشرق الأوسط نشرت محضرا كاملا لأول لقاء بين الحكومة والحركة الشعبية في عام 1999 بكمبالا برئاسة محمد الأمين خليفة ومنصور خالد، وردا علي الصلف والغطرسة العسكرية وعنتريات صبية الترابي والاستعلاء الايماني الذى أوصاهم به كاهنهم المرحوم أحمد علي الامام قال الدكتور منصور خالد اذا كنتم ترغبون في السلام خليكم عاقلين ولا تتشاطروا علينا فلا أحد أشطر من أحد ولو كنتم كما تزعمون لما جلستم معنا في هذه القاعة، فتذكرت عنتريات وغوغائيات صبية الترابي في المدارس والجامعات، ونشرت الشرق الأوسط قبل ذلك قائمة بأرصدة رموز الحركة الترابية في البنوك الأجنبية مجموعها خمسة عشر ألف دولار ومنهم زوجة عمر البشير الأولي، وكنا نترقب نفيا من جانب الحركة الترابية ومقاضات الجريدة لكن شيئا من ذلك لم يحدث وكأنما علي رؤسهم الطير، ويتحدث القادمون من كوالا لامبور عن حي سوداني كحي المنشية في الخرطوم وشركات ومؤسسات مالية وتجارية وخدمية واستثمارات كبرى، والناس في مجالس الأفراح والأتراح يقولون الكثير الخطر ويعرفون الكثير بحكم علاقات العمل والجوار والعلاقات الدراسية والقبلية والجهوية ويأتون من مختلف المناطق والشرائح الاجتماعية وكانت أبواق النظام تصفعم بالمرجفين في المدينة، وكانت الدولارات تنقل بالشنط بالعربات الرباعية والحراسات الأمنية الي أديس أبابا وتحول الي الخارج عن طريق البنوك الأثيوبية، وبعد محاولة اغتيال حسني مبارك أصبحت ترسل بتدابير أمنية عن طريق مطار الخرطوم، وتتحدث مجالس الخراطيم عن ضابط كلف بمامورية الي كوالا لامبور اشترى بأتعابه منزلا حديثا في أرقي الأحياء، وأثبتت الأحداث في السودان ان الاشاعة لاتنطلق من فراغ، ويقول السودانيون الما فيها شق ما بتقول طق، وفي الديموقراطية الثالثة نشر طلاب أمريكيون اعلانا بجريدة الأيام طلبا لشقة سكنية شاغرة في لندن فكم عدد السودانيين الذين يمتلكون شققا فاخرة الآن في لندن ومدريد والقاهرة وكوالا لامبور؟ وفي نهاية التسعينيات قدر الصادق المهدى رؤس الأموال السودانية في الخارج بستين مليار دولار، وهاجرت رؤس الأموال الوطنية الي أثيوبيا وكينيا والرعاة بماشيتهم الي تشاد وأفريقيا الوسطي وأثيوبيا وارتريا مثلما كان الحال في التركية الأولي هربا من الضراب بالباهطة وعنف وفساد الجباة فالتاريخ في السوان يكرر نفسه، وأصبحت مواردنا الطبيعية نهبا للشركات الدولية والمستثمرين الأجانب الذين يقدمون لهم ما يرغبون وما لا يرغبون وما يتوقعون وما لا يتوفعون من الاعفاءات والامتيازات علي حساب رأس المال الوطني وبيعت أخصب الأراضي لدول أجنبية، ومن أين يأتي المال والسلاح لحزب الله في لبنان والعراق والحوثيين في اليمن سؤال أجاب عليه المتظاهرون في ايران الذين كانوا يهتفون ايران ايران لا فلسطين ولا لبنان، فمن أين يأتي المال والسلاح لشباب المجاهدين في الصومال وداعش وطالبان في الباكستان وأفغانستان والاخوان المسلمين في السودان ومصر وليبيا وتونس والمغرب وهي حركات سنية معادية للشيعة؟ وأذكر ان الصادق المهدى في الديموقراطية الثالثة اتهم منظمة الدعوة الاسلامية بتمويل لجبهة الاسلامية واتهم الجبهة بتلقي الأموال من الأجانب ورد الترابي بأن حزبه حزب دعوى يلتقي مع المنظمة في أهدافها ومن حقه الاستفادة من أموالها، وكان ذلك اعترافا صريحا والاعتراف سيد الأدلة ولا يعرف لماذا تراجع الصادق المهدى؟ وكانت الجبهة تحتفظ بأموالها بأسماء أشخاص في الداخل والخارج خوفا من المصادرة، وقال الترابي ان الاستثمارات في شركة جياد وقدرها خمسمائة مليون دولار من أموال الحركة الاسلامية ، ومن للتبعيض بمعني البعض من الكل، وخرج الكثيرون وكل مغفل نافع من المولد بلا حمص وهم يتساءلون الآن أين أموال الحركة الاسلامية، ونعلم أن ماتي مليون دولار في حساب شخصي بأحد البنوك الأمريكية أصبحت ميراثا يحكمه القانون الأمريكي.
منظمة الشفافية الدولية:
قال أبو الطيب ان في الناس في كل زمان ومكان أبواق وطبول لكل سلطان، وقديما قالوا بلاط السلطان سوق بضاعته الملق والرياء والنفاق، وهاجمت أبواق النطام منظمة الشفافية الدولية واتهمتها بالتجني علي السودان ومعاداة المشروع الاسلامي المزعوم وشككت في مصادر معلوماتها، وتعتمد المنظمة في مصادرها غلي المستثمرين الأجانب والشركات الدولية التي تحتاجون للمعلومات والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية وهي أطراف تتعامل مع رموز النظام في أعلي المستويات قبل التعامل مع مؤسسات الخدمة العامة، ولو أنها تستطيع الوصول الي الأسواق ومؤسسات القطاع الخاص وأصحاب المظالم والحاجات لجاء ترتيب النظام في قائمة الدول الأكثر فسادا والأقل شفافية دون الصفر بكثير، فقد أصبحت الرشوة حقا معلوما يعرف بالحلاوة والاكرامية وخارج نفسك وأصبحت الوظية العامة دكانة خاصة، وأصبح الناس يتعاملون مع الفساد مثلما يتعاملون مع تقلبات الطقس والكتاحة والسموم والذباب والبعوض وانقطاعات الماء والكهرباء، وفي جلسة ونسة صحفية في احدى الفضائيات قالت صحفية ان الشرطة اعتقلتها وزميلتها وبعد الاستجواب أطلق سراحما لكن شرطيا لحق بهما خارج القسم وقال ان المسئولين عاملوكما معاملة حسنة ويستحقون الحلاوة ، ويكقي ان الحد الأدني للأجور لا يساوى سبعة في المائة من تكاليف المعيشة ولا يساوى اجرة غرفة من الطين في أطراف الخراطيم، فقد أصبح العاملون في خدمة الدولة أسوأ حالا من العبيد في عصور السخرة لأن العبد كان يعمل مقابل ما يكفي من الطعام، فقد كان من الطبيعي أن تكون الوظيفة العامة دكانة خاصة، لكن ذلك لا ينطبق علي أبناء العائلة الترابية المالكة الذين ابتدع لهم نظام الوطائف التعاقدية، وفي حديث صحفي اعترف أمين عام صندوق الزكاة أنه يتقاضي بدل سكن شهرى قدره ثمانية ألف جنيه لأنه وظيفته تعادل وظيفة وزير مركزى ويفترض ان بدل السكن يساوى ربع الراتب الشهرى بمعني ان مرتبه اثنين وثلاثين ألف جنيه زائدا بدل السكن مقابل 450 جنيه الحد الأدني للأجور، وجاء في بعض المصادر ان أمراء الأسرة العباسية الذين تصرف لهم معاشات من خزيتة الدولة كانوا في عهد المامون الخليفة العباسي السابع ثلاثين ألفا ويقدر عددهم في العائلة السعودية بخمسة عشر ألفا، وربما تكون هذه الأرقام مبالغ فيها، فكم عدد أمراء العائلة الترابية ، وتطلق كلمة العائلة في عالم الاجرام علي عصابات المافيا، لكن الترابيين اسرة وقبيلة غيرطبيعية رابطتها دنيوية وليست روحية، وجاء في الحديث الشريف اعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ويعني ذلك فيما يعني الأجر العادل، وقد أصبح الترابيون قبيلة وطبقة أرستوقراطية حاكمة كالفنقورا في الاستوائية والنبلاء والبارونات واللوردات في أوربا في العصور الوسطي لهم الأحياء الراقية والمدارس المكيفة والمستشفيات الفندقية والاستشفاء في ألمانيا وبريطانيا، ولم يكن عدد الأغنياء في السودان يزيد علي غدد أصابع اليد الواحدة وكانوا عائلات معروفة أزرى بها الدهروأصبح الحفاة العراة رعاة الشاة يتطالون في البنيان، وأصبح المجتمغ السوداني مجتمعا طبقيا، وقد يضطر بعض الترابيين بسياراته الرباعية المكيفة لحضور مناسبات الأفراح والأتراع في المجتمعات الفقيرة التي جاءوا منها لكن الناس يتحاشونهم وينظرون اليهم شزرا ويتهامسون خوفا وكأنهم يرددون قول الشاعر أتذكر اذ لحافك جلد شاة واذ نعليك من جلد البعير فسبحان الذى أعطاك ملكا وعلمك الجلوس علي السرير ، وأتوقع أن تتكرر مأساة السودان والسودانيين في تركيا، فقد بدأ الأخوان المسلمون بالجمهورية الرئاسية والصالح العام وتسييس القضاء وتصفية القوات المسلحة واعلان حالة الطوارىء واغلاق الصحف وتشريد الصحفيين واستقطاب القوميين الأتراك الذين يحلمون بعودة أمبراطوريتهم التركية باسم الخلافة الاسلامية مثلما استقطبوا أدعياء العروبة في السودان ، وقد يأتي دور الدفاع الشعبي ضد الأكراد مثلما أعلن الجهاد ضد الجنوبيين مسلمين وغير مسلمين، وأذكر ان ممثل القاعدة قي أفغانستان في لقاء مع قناة الجزيرة سئل لماذا تستثنون ايران من هجماتكم الانتحارية فقال الأولوية الآن للنظم العميلة ويقصد دول الخليج العربي، ومن المقرر نشر قوات تركية في قطر لحماية النظام القطرى، وتسعي السعودية لقلب النظام في قطر وقد نستطيع قطر بمساندة تركيا وايران قلب النظام في السعودية ودول الخليج، وقد تنقلب القوات السودانية في اليمن علي السعودية وقد يوجد تحالف مرحلي بين ايران والاخوان المسلمين، لكن النازية الايرانية تريد استعادة الأمبراطورية الفارسية باسم الخلافة الاسلامية وتريدها شيعية وتركيا تريدها سنية.وأصبح السودان كالفريسة لا يعنيه الصراع بين المفترسين لآنها مأكولة في كل الأحوال، وهذه عاقبة التبعية والاستعانة بالخارج علي الداخل، منذ دعاة وحدة وادى النيل تحت التاج المصرى واسماعيلهم الأزهرى ، ويمتد وادى النيل جنوبا حتي رواندا فلماذا شمالا وليس جنوبا حتي منابع النيل؟
المؤسسات العدلية في اسرائيل:
في اسرائيل اتهم أولمرت رئيس الوزراء بالفساد وأجبر علي الاستقالة ليأخذ التحقيق مجراه، وكذلك رئيس الدولة شيمون بيرز المتهم بالتحرش الجنسي، وفي كوريا أجبرت رئيسة الوزراء علي الاستقالة ومن المتوقع تقديمها للمحكمة بعد اكتمال التحقيق، ولولا ان الولد افتدى والده وتحمل المسئولية الجنائية لما أفلت شارون من السجن، والمدعي العام في الديموقراطية كالرصاصة عندما تنطلق من فوهة البندقية لا يمكن ايقافها ومنعها من الوصول الي هدفها، وسحب حسن عبدالله الترابي النائب العام في حكومة الصادق المهدى قضية شركة الرازى لمالكها علي الحاج من أمام المحكمة قبيل النطق بالحكم ، والسلطة الاستثنائية في قانون النائب العام هدفها الصالح العام وليس من الصالح العام افلات شركة تجارية من الغقاب، وأوقف الترابي البلاغ المقدم من أولياء الدم في قضية اعدام محمود محمد طه ضد المكاشفي طه الكباشي وآخرين، وفي حديث صحفي اتهم عمر عبد العاطي النائب العام في حكومة الانتفاضة الترابي بأنه كان وراء سحب البلاغ ضد عديله شريف التهامي في قضية عمولات البترول، وأسفر التحقيق في قضية انهيار عمارة الشرطه عن اتهامات خطيرة تتعلق باستغلال النفوذ فنقل المتهم الأول الي منصب آخر أكثر أهمية، وكان جاك شيراك رئيسا لبلدية باريس قبل أن يكون رئيسا لوزراء فرنسا وكانت البلدية اشترت معدات من شركة يملكها وكذلك كان شارون رئيسا لبلدية القدس، واعترف المتعافي حاكم ولاية الخرطوم سابقا بأن لديه بيزنز وربما كانت الولاية تتعامل مع شركاته، وأذكر ان عثمان عبد اللطيف عندما كان حاكما للاقليم الأوسط في حكومة الصادق المهدى أغلق مكتبه بشارع السيد عبدالرحمن، ولا أعرف موقفه عندما أصبح وزيرا للنقل في حكومة عمر البشير فقد تفرقت بنا السبل وامتدت بييننا المسافافت الي أن توفاه الأجل المحتوم وكان من خيار الناس الذين عرفتهم عن قرب، وأذكر أن مسجل عام الشركات امتنع عن افادة مراسل جريدة الأضواء بهوية الشركة التي فازت بعطاء هيئة الاتصالات الشهير الذى دارت حوله الكثير من الشبهات واستقال الطيب مصطفي من رئاسة الهيئة لكنه امتنعع عن الحديث المباح، ومن حق الشعب السوداني أن يعرف كافة التفاصيل عن الشركات والمؤسسات المالية المصرح لها بالعمل في السودان وهو حق المالك فيما يملك، وقد يكون لها علاقة برموز السلطة وقد توجد شركات ومؤسسات مالية تأسست في الخارج بأموال مهربة من السودان، وقد توجد شركات تأسست في ماليزيا وسنغافورا وكوريا والصين برؤس أموال سودانية وشركاء أجانب وأسماء أجنبية، وقد يكون لذلك علاقة بأهل السلطة الذين يقدمون لها الفرص والاستثناءات وقد يكون لذلك علاقة بغسيل الأموال، ومؤسسة الرقيب الادارى في اسرائيل تعادل مؤسسة المراجع العام والمدعي العام، وتراجع النظام المايوى عن مشروع الرقابة الادارية، واختارت الانقاذ الدكتور الحواتي لانشاء مؤسسة مماثلة لكنها تراجعت، والنظم الشمولية لا تطيق قانونا ومؤسسة للرقابة الادارية خوفا من دور مؤسسة الرقيب الادارى في اسرائيل.
ادعاء العفة:
ما أبعد العيب والنقصان عن شرفي ادعاء أطلقه أبو الطيب يكذبه الواقع فقد كان يستجدى السلطة لدى سيف الدولة الحمداني وكافور الاخشيدى وتعرض لآول اختبار أمام ضبة واخوته فخسر حياته جزاءا وفاقا، ولم يكن أبو الطيب عرضة للامتحان العسير كالمرشحين في السباق الي البيت الأبيض الأمريكي فقد كان شرفهم معروضا علي شاشات التلفزيون لمدة عام كامل لمن شاء أن يطعن ويشين، وأطلق الترابيون نفس الادعاء عندما استولوا علي السلطة بقوة السلاح واحتكروها واتهموا خصومهم بكل قبيح وقلوا فيهم ما قاله مالك في الخمر وأكثر ويمكن الرجوع الي بيانهم الأول، ولست من دعاة العزل السياسي لكن الانتخابات القادمة يتحتم أن تكون غربالا وامتحانا عسيرا لن يجتازه الترابيون اذا توفرت لائحة اتهامات موثقة ضد كل منهم تتعلق بالفساد المالي والادرى ، ولا يمكنهم الهروب الي الأمام الي ما لا نهاية وليس لديهم خيار سوى تزوير الانتخابات القادمة وهذا هو الهدف من الحوار الوطني المزعوم، بدليل رقض الحكومة المهنية المحايدة لاصلاح ما أفسدوه واجراء النتخابات العامة، وقد سقط الترابيون في الامتحان العملي سقوطا مريعا وطنيا واخلاقيا وكان الاسلام أول الخاسرين فقد أصبح بالاسلام فلول من قراع الكتائب لن تندمل ويسترد الاسلام عافيته في المستقبل المنظور، وهم يعلمون جيدا ان الديمقراطية ودولة المواطنة هي الخيار الوحيد الممكن للسلام والأمن والاستقرار في السودان لكنهم يعلمون أيضا ان الديموقراطية ودولة المواطنة الغاء لمبرر وجودهم في الساحة السياسية وان المسلمين في السودان أصبح لهم مناعة ضد التلاعب بعواطفهم ومشاعرهم الدينية كما توقع محمود محمد طه وأنهم أصبحوا تاجرا خرب الذمة في سوق السياسة لذلك يرقضون الاعتراف بقواتير ومستحقات السلام هروبا الي الأمام، ولم يجد الشانئون في أميركا سوى زوج سكير وعمة فقيرة تعيش في بيت للمسنين وفتاة مراهقة حملت خارج الزواج ، ولم يكن أوباما من الأغنياء ولا تزر وازرة وزر أخرى وليس الفتي من يقول كان أبي، ورفضت سارة بلين منافسة أوباما في السباق الي البيت الأبيض اجهاض ابنتها مع علمها ان الطفل سيولد معوقا لأن ذلك يعني مصادرة حق انسان في الحياة واعتراضا علي مشئة الله، فكم ضحايا الترابيين من الأبرياء في ثلاثين عاما من السلطة؟ ويتضح من حملة السباق الي البيت الأبيض ان الزنا وادمان الكحول سلوك محتقر في المحتمعات الحرة علي عكس ما يزعم الترابيون الذين يكذبون علي لله ويكذبون علي الناس، الا لما كان ذلك عيبا يمس شرف سارة بلين، وخير مثال لذلك شهادات ابراء الذمة بالونات اعلامية فارغة بدليل انها لا تنشر لتكون قابلة للطن أما المحاكم بتهمة الكذب في أوراق رسمية لمن شاء أن يطعن ويشين، والوزراء في أميركا يرشحهم الرئيس ويصادق عليهم الكونقرس بعد اختبار عسير يتنال حياتهم العامة والخاصة، ومعظم المرشحين يعتذرون اما لأن في حياتهم ما يشين واما لأنهم لا يستيطعون التفرغ للعمل العام، وأدعياء العروبة في السودان يتهمون غيرهم من الأفارقة بالاباحية ويصفونهم الرطانة كنظرة دونية ويجغلون من الجاني ضحية ومن الضحية جانيا فقد كانت العبدة في عرف أجدادهم بقرة في حظيرة سيدها يراد لها أن تلد عبدا أو عبدة كل سنة لأن للعبد قيمة نقدية فقد كانوا في التركية الأولي يخيرون بين سداد الضرائب نقدا أو ما يساوى قيمتها من العبيد لذلك كانت العبدة مستباحة لشباب قريتها ولاكرام الضيف منذ صغرها، وكان من الممنوع في عرفهم بيع الاناث من العبيد وذبح الاناث من الأنعام لكن أحفادهم كالغزاة الأجانب يصدرون اناث الماشية ويستنزفون موارنا الطبيعية وقيمنا الأخلاقية ويتاجرون في كل شيء تطاله أيديهم حلالا وحراما ، والي أن استولي الترابيون علي السلطة كان ممنوعا ذبح أو تصدير الاناث.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
/////////////////////////////


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.