فن الممكن (محششين) ماشاء الله..! التصريحات الخطيره والمثيره التي ادلى بها السيد احمد بلال عثمان وزير الاعلام اول امس في منبر طيبه برس وتناقلتها الصحف بقوله ان المخدرات المضبوطه لاتمثل سوى 10% فقط من الكميات التي تدخل السودان تطابقت تماما مع ماكنت اعتقده ،ففي كل مره تقبض السلطات على حاوية مخدرات في ميناء بورتسودان او في مابعد الميناء كنت اقول ان هذه الحاويه هي من بين تسعه اخريات دخلن السوق و(فلتن) من عيون الاجهزة الامنيه والشرطيه وبمعنى ( كلام) الوزير ان من بين كل 100 حاويه مخدرات(داخله) تستطيع السلطات فقط على ضبط 10 وال90 الاخرى تجد طريقها الى السوق . لاول مره تكشف الحكومه عن هذه المعلومه الخطيره، وكنت مستغربا جدا لعدم اهتمام غالبية الصحف بهذا التصريح اللافت ، ويبدو ان شفافية الوزير احمد بلال وشجاعته جعلته لايتردد في ان يقول حديثه هذا للراي العام وهو لايبالي ..وحديث مثل هذا يخرج من لسان مسؤول كبير له مدلولات كثيره تحتاج الى الوقوف عندها . الوزير اتهم مافيا عالميه بالتورط في عمليات تهريب المخدرات بكميات كبيره الى البلاد واشار الى ان 90% من متعاطي المخدرات (المحششين ) من الشباب. احمد بلال جزاه الله خير (ماقصر) واورد لنا معلومات في غاية الاهميه ولكن في اعتقادي بشكل او با اخر حديثه (ورط) جهات اخرى وحملها مسؤولية ذلك ضمنا لان دخول كميات كبيره من المخدرات يعني فشلا زريعا للاجهزة الامنيه والرقابيه خاصة تلك المعنيه بالمخدرات . في ذات مره كنت اتناقش مع احد الزملاء عندما كشفت السلطات عن القبض على حاوية مخدرات في ميناء بورتسودان وقلت له هذه ستكون واحده من عشره حاويات دخلن الى السوق واليوم صدق الوزير احمد بلال ذلك الحديث بكشفه لنسب المخدرات التي تدخل البلاد وقلت لزميلي ايضا اعتقد جازما ان هناك نافذين في الدوله يتاجرون في المخدرات ولان الكميات تعبر دون ضبطها فان لدي هولاء النافذين اذرع وجنود داخل هذه المعابر سوى كانت البحريه او البريه او الجويه يقومون بتمرير هذه الحاويات او الشحنات لتصل الى اصحابها با امان .فكيف يعقل اذن لولا كان ذلك كذلك ان تقبض السلطات على 10 من بين كل 100 حاويه كما قال وزير الاعلام .!! تجارة المخدرات اكثر تجاره مربحه في الدنيا ولذلك يلجا لها الكثير من الناس فهي تستخدم في غسيل الاموال التي تجعل هولاء التجار رجال اعمال يستثمرون في اشياء اخرى (مباحة) ،ويرى الكثيرون ان غالبية رجال الاعمال الذين يظهرون فجاءة دون اية مقدمات هم في الاصل تجار مخدرات ينتمون لتلك المافيا التي يقصدها احمد بلال . البعض يعتقد ان السودان اصبح معبرا لتجارة المخدرات لافريقيا با اعتبار وجود الميناء ولكن هذا كله لايهمنا، ومايشغل بالنا ويؤرقنا دخول هذه الكميات الرهيبه دون حسيب او رقيب ،حيث اننا لم نسمع حتى الان عن عقوبات رادعه لاولئك الذين يتم ضبطهم متلبسين وهم يشرعون في دخول شحنه كامله او حاويه الى البلاد عبر المنافذ المختلفه . المخدرات جريمه كبرى وارقام المتعاطين من الطلاب والشباب مخيفه لدرجة يمكن ان نقول ان غالبية الشعب السوداني (محشش) والا اين تذهب كل تلك الكميات الكبيره التي تنسرب يوميا من بين ايدي الجهات المسؤوله . مكافحة المخدرات ليس بالتوعيه فقط وانما بتفعيل القوانين وكشف المندسين داخل الاجهزة الرسمية في الدوله والذين يوفرون الحماية الكاملة (لمافيات) المخدرات وقد يكونون شركاء معهم بالطبع ،وهنا اشدد عن معرفة هولاء الذين (يطوعون) السلطات المسؤولة لصالح اولئك المجرمين الذين يريدون تدمير وتفكيك مجتمعنا. يجب محاكمة كل من يتورط في تجارة او تعاطي المخدرات في ميدان عام وتوقيع اقصى انواع العقوبات عليه فهناك دول جاره لنا تحاكم تجار او متعاطي المخدرات في ميادين عامه بالاعدام او السجن المؤبد لكي يتعظ الجميع . اجهزة المعلومات الخاصه والتي يهمها بناء امه سليمه وقويه لابد ان تتحرك سريعا لكشف المتورطين داخل الاجهزة الرسميه واعطاء هذه المعلومات للجهات القضائيه لتحرك اجراءات في مواجهتهم وتتم محاكمتهم على رؤوس الاشهاد لان المشكله اكبر من ان تتحملها اللجنة القوميه لمكافحة المخدرات (وكلام) وزير الاعلام واضح (والواضح مافاضح) كما يقولون. مجاهد عبدالله