دكتور قطر النور حمد يحرض السودانيين (ليقطعوا اضنينم) لحل مشكلة السودان أثناء انفعال السودانيين بما يدور في المنطقة العربية من احداث متسارعة عقب زيارة ترامب للسعودية واعلانه التحالف ضد الارهاب والتطرف، الاجتماع الذي منع من حضوره الرئيس الارهابي المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية السفاح (عمر حسن احمد البشير) وحضره بالانابة عن السودان السعودي طه، والذي تبعه إعلان -اربعة دول عربية- أن قطر دولة راعية للإرهاب بالضبط مثلها مثل السودان وان كانت لم تصدر هذه الصفة بشكل رسمي من مجلس الامن والامم المتحدة او من الولاياتالمتحدةالامريكية ولكنه قريبا ربما يصدر بعد استكمال ملفات الادانة بالأدلة الدامغة والاثباتات التي لا تقبل التشكيك، وهذه الادانة الدامغة لقطر برعايتها وتمويلها للإرهاب افزعت امثال النور حمد ومن شملهم في سلامه من اسرة ذاك الصحفي بالسلام والسؤال عن احوالهم -حيث ان النسب لدينا في السودان له مكانه كبيرة- ولكنه لم يسأله عن حقيقة موقفهم من الورطة التي وقعوا فيها وموقفهم المتذبذب والساكت عن إدانة قطر بالإرهاب. لم يعد خافيا على احد في كوكب الارض ان قطر هي جماعة الاخوان المسلمين الارهابية والتي تحكم في السودان من 89 وان كانت قد بدلت العديد من اقنعتها كجزء من سياسات التنظيم الدولي وذلك ان السودان كان نقطة تجمعهم الاولي التي انطلقوا منها بكل شرورهم لتدمير الوطن العربي لتسهل سيطرتهم على تلك الدول كما حصلوا على السودان بعد ان اشعلوا فيه الحروب ابتداءا من الجنوب ثم الغرب والتي بدأت حرب دينية وجهاد ثم تحولت حربي عرقية في دارفور لا يهم بالنسبة لهم دينية او عرقية طال ما انها تحقق التفتت والتباعد والانقسام في هذه الشعوب لتستمر سيطرتهم عليها. وكذلك يفعل النور حمد بوعيه او دون وعيه كيفما يريد الاخوان وتريد قطر. تقسيم المقسم وتجزئي المجزأ، ولا يختلف هذا الطرح عن طرح الاخوان المسلمين في شئ بل هو كفر بكل الانظمة القائمة وما الجامعة العربية التي دعا النور حمد للخروج منها واقام الدنيا ولم يقعدها الا كيان سياسي لا يغير من حقيقة الانتماء العرقي لشعوب البلدان المنضوية تحتها من شئ. والمدهش ان السودان انضم للجامعة وكان السودان الجنوبي جزء اصيل منه قبل انفصال الجنوب بأعراقه الضاربة في الافريقية ولم تكن تلك عقبه ولا حاجز لقبول السودان عضوا فيها. إذن العرب ليست لديهم عقدة تاريخية من زنوجية اهل السودان والا لما كانوا قبلوا اصلا به عضوا بالجامعة العربية والجنوب جزء اصيل منه باهله ذوي الاصول الغير عربية.!!! هل استيقظ احد ما؟؟ الموضوع يستحق الاطالة اكثر لمناقشة جوانبه المتشعبة ولكن اكتفي بهذا الحد فقد سبقني الكثيرون من الجهابذة الذين اشبعوا الاسافير تشخيصا و نقدا لمقال العقل الرعوي، وأوجه سؤال بسيط ليس للنور حمد وحده ولكن لكل الذين هللوا لهذا الطرح المشوش..!! ها قد رحل الجنوب كما اراد الاخوان المسلمين ودكاترة واساتذة المحنة، هل خروج الجنوب من السودان وضع حلا للمشاكل العرقية في الشمال او في الجنوب. هل لو خرج السودان الشمالي من جامعة الدول العربية، هل سنستيقظ غدا ونجد ان (اضنينا لم تعد حمراء) ليقبل اهل الجنوب ان يتعايشون معنا في احترام وانسجام داخل دولة واحدة ام انكم ستفعلون -كما يجب ان يفعل- (وتقطعوا اضنينكم الحمراء) -تماشيا مع ثقافة تجارة الاعضاء البشرية المنتشرة هذه الايام- حتى تتحولوا الى اصول افريقية لا تشكل ازمة للجنوبي او المنحدرين من اصول اكثر افريقية في التعامل معكم باحترام ومحبه. ام ان خروجنا منها سيكون بطلاسم سحريه ستزيل من عقل (جلابي اخواني تحديدا) استعلائيته على مواطنين الاطراف. هذا لعمري ضياع ما بعده ضياع وهزيمة فكرية صادمة ولا يصب هذا الطرح في مصلحة اي مجموعة سكانية في السودان ولا لمصلحة سودان المستقبل الذي نحلم به وطن واسع متعدد الاعراق والثقافات لتذيده قوة ومنعة وتطورا وليس جزر معزولة عن بعضها متجاورة متناحرة تغلب مصالحها الضيقة على المصالح الكبرى للوطن. الحل يمكن في قيام دولة لا يتحكم فيها الفكر الظلامي المنكفئ ولا الاخوان المتأسلمين وأذرعهم الخفية المتلونة التي تنفس سمومها في ما تبقى من حطام دولة يجب ان يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات ويحكمها قانون عدم الاعتداء على الاخرين واحترام معتقداتهم وثقافتهم وان لم تكن تروق لك. محبوب حبيب راضي مفكر معاصر