( نقيب الصحفيين السودانيين) لم أكن مرتاحاً لنظرة الإخوان المسلمين للإعلام وأثره خلال فترة العام التي أعقبت فوزهم بالانتخابات في مصر وهي نظرة تماثل تعامل الحكومة في السودان مع الإعلام مع الفارق الكبير طبعاً في طبيعة الإعلام والإعلاميين في كل بلد.. فقد ظل الإعلام وبالأخص الفضائيات توجه الإساءات وتخرج على أخلاقيات ممارسة مهنة الإعلام في التوازن والتحقق من المعلومات والعدالة في طرق التغطية الخيرية والإعلامية.. ولهذا كنت انظر بإشفاق شديد إلى إعلام الإخوان المسلمين وهم في سدة الحكم فكانت صحافتهم بائسة وخطابهم الإعلامي بائساً ولم (يتمكنوا) من أحداث تغيير يذكر في بنية الإعلام المصري صاحب التجربة الشمولية العميقة التي امتدت لأكثر من ستين عاماً.. لقد لعبت الفضائيات الدور الأكبر في تأليب الشعب ضد الإخوان المسلمين واستخدمت الرمزيات مثل حكم المرشد، وأخونة الوظائف والحياة رغم أن الإعلام ظل طيلة فترة حكمهم كان خارج إطار حدود المعقول والمقبول.. وقد امتدت ألسنة العلمانيين والأقباط والفلول لتتجاوز حدود مصر إلى السودان.. وما ذكره المدعو أيمن نور مجرد خطأ فني أظهره ولكن نظرة هذه القوى الانقلابية للسودان نظرة صهيونية استعلائية( فوق كم أنا ما عارف) ولكن الحق علينا نحن في السودان الذين نقبل أن يبصقوا علينا فنطبطب عليهم.. ومراجعة بسيطة لمواقف الأنظمة المصرية باستثناء عهد عبد الناصر كان مشحوناً باستفزاز مشاعر أهل السودان وخلق المشكلات لبلادنا ويكفي أن قانون المناطق المقفولة الذي انتهى إلى فصل الجنوب ثم عندما كان السودان يصطلي بنيران الاستعمار الإنجليزي المصري(عصر المآمير) والباشوات. وبرغم أن السودان قدم تضحيات جسام بإغراق مدينة بأكملها وضياع تراث حضاري كامل في منطقة السد العالي وتهجير سكان وادي حلفا إلى بيئة غير بيئتهم وأرض غير أرضهم فعانوا الأمرين مرارة مفارقة أرض الأجداد والآباء.. أرض الحضارة والتاريخ.. ومرارة العيش في بيئة مشحونة بالأمطار والرعود والصواعق.. بيئة غريبة عنهم وعن أنفاسهم وكأنهم رحلوا وتركوا أرواحهم ووسط النخيل والمساكن والمساجد والآثار التي -رغم مزاعم الإنقاذ- ضاعت.. بل إن هناك من عاش مرارة ثالثة بفراق الأهل.. حيث انقسمت الأسر نصفهم رحل إلى قرى في صعيد مصر.. ونصفهم إلى حلفا الجديدة.. ورغم فقدان السودان لحقوق كثيرة إلا أن الحكومة آنذاك تعاملت مع الإخوة في مصر بأخلاق عالية هي أخلاق أهل السودان كافة.. وبمسؤولية تفضيلية لقيام مشروع السد العالي الذي سيولد الطاقة وتمتد أعمدة النور إلى أرض النوبة السودانية فأخلف المصريون وعودهم.. وبدلاً عن ذلك مدوا أعمدة الكهرباء والغاز إلى إسرائيل عدوة العرب والمسلمين كافة.. ولم تك تلك نهاية المطاف في العلاقات السودانية المصرية- صحيح هناك بعض الحريصين على مقابلة السودان ودا بود-.. ولكن هناك فئة ضالة مستفزة تنظر إلينا من علي وكأننا(شعب درجة ثانية) كما ذكر أحدهم في إحدى القنوات الفضائية أثناء التمرد الانقلابي.. أما موضوع(الأراضي السودانية المحتلة) بواسطة الجيش المصري في حلايب وشلاتين وعلى طول.. الحدود الشمالية فإن ذلك أمر آخر سنتعرض له مع قضايا أخرى منها احتضان المعارضة وتقديم العون لها.. سد الألفية.. اتفاقية مياه النيل وضرورة التوقيع بجانب مطالب دول البحيرات العظمى. الشرق