للوقت بالغرب كينونة ، والحياة هناك تقوم عليه، وليس بمقدورك زيارة أخوك (ود أمك وأبوك) بمنزله دون موعد مسبق بينكما، إذ لا بد من جدولة لهذه الزيارة ضمن برنامج اليوم المحدد للموعد وليس من أخلاق الخواجة التعدي على النظام ليزقك مكان موعد مع آخر أو تفضيلك على عمل ما... المهم هو ان لا وقت فائض ليهدر هناك ، أما نحن فلا قيمة للوقت بيننا لدرجة تميزنا بذلك(مواعيد سودانيين) وهو مثل تفوق على مواعيد عرقوب وقد وثقت لذلك (أغنياتنا الساعة ستة .. يا حبيب ما تنسى)، (حبيتو ما حباني.. إتذكرتو قام نساني .. ليه أنا مالي) وفي الأمر مضيعة للوقت في تفاصيل غير موضوعية ، و(المزعلني وهارِد فشفاشي) هو التساؤل الساذج..ليه أنا مالي ؟ ما إنت بعضمة لسانك قلت حبيتو وما حباك طيب اللياقة العليك شنو؟(حباك بُرص) بل مضينا في إنتهاك الوقت الى أبعد من حبيتو وما حباني ، بلغ بنا الإستهتار بالوقت في إستمهالنا له ( يا زمن وقف شوية وأهدي لي لحظات هنية... وبعدها .. شِيل باقي عمري شِيل شبابي .. شِيل عينياّ) وانت من ضيع الزمن ثم أتيت مستوقفه الجاب العيون والإتجار بالأعضاء البشرية شنو! عموما نحن نتصدر قائمة إنتهاك قيمة الوقت وحقوق الزمن بين دول العالم ويومنا رايح في : وين يا زول ما باين؟ ليجيب الزول: والله أهو مع الجري دا، أو عامل شنو مع السخانة دي؟/ مع البلدي/ مع الفلس دا .. الى آخر ( مسلسل شنواتنا المعروفة) ما جرنا الى كل هذا الحسكنيت توبيخ وزير الحكم الإتحادي العاملين بمركزأبحاث الطاقة الاسبوع المنصرم ، ومعرفتي بالوزير فيصل حسن ابراهيم لا تتعدى حدود المنبر الدوري للديوان وقد كنت من المداومين على حضوره من قبل ، والرجل قليل الكلام ومن الصعب فك شفرة شخصيته من خلال ملامح وجهه التي لا تتيح لك خطوطا عريضة. وهو اقرب لجنود المارينز من حيث شخصياتهم غير القابلة للإختراق والتواصل وحولهم سياج ميتافيزيقي عجيب المهم ان فيصل من الشخصيات التي اكن لها إحترام وتقدير فقط لتقديره الوقت والعمل ولا مكان عنده لناس عامل شنو مع الشنوات الذكرناها، ويذكر انه قد تم ترشيحه من حزبه المؤتمر الوطني لولاية شمال كردفان في الانتخابات السابقة الا ان اهلها قالوا للحكومة في طولكم وعرضكم شوفو لينا غير فيصل دا بفضل شهرته بالضبط والرط وموضوع إحترام الزمن في بلد (زمنها فارِق) وقد كان لهم ما أرادوا إذ استبله الحزب بمعتصم ميرغني حسين زاكي الدين .. ووالدهناظر عموم البديرية ولا غرابة لتوبيخ الرجل العاملين بمركز أبحاث الطاقة الاسبوع المنصرم حسب ما تناقلته الصحافة وبخ وزير ديوان الحكم الاتحادي فيصل حسن إبراهيم منظمي ورشة (الطاقة الجديدة والمتجددة) التي نظمها المركز القومي لأبحاث الطاقة، وذلك لتأخر قيام الورشة (45) دقيقة عن الموعد المضروب، وعدم تنسيقهم الجيد للورشة، وقال في ختام مخاطبته الورشة (إن كل ذلك الذي نسعى إليه و نطلبه يجب أن لا يكون خارج إطار الزمن، الزمن قروش، وأنا أعتب على أخواننا بالمركز بالرغم من شراكتهم معنا، نحن اتفقنا بالديوان أن نلتزم بالمواعيد وبالزمن، هذا البرنامج لم يضعه الأخوة بالديوان، أخوانا بالمركز هم من وضعه، الذين وضعوا البرنامج قالوا يبدأ الساعة التاسعة، كان مقترحنا يبدأ الساعة العاشرة، وهم قالوا الساعة التاسعة وقبلنا بذلك ، ولو قالوا يبدأ الساعة الخامسة صباحاً لوافقنا، لأنو أنا متأكد أن الأخوة الوزراء جاؤوا في المواعيد التي تحددت لهم، ولكن أن تبدأ هذه الجلسة الافتتاحية بعد (45) دقيقة من الزمن المحدد، فقط إذا ضربنا (45) دقيقة في زمن كل واحد من الناس الحضروا في هذه الورشة، هذا الزمن ضاع علينا جميعاً، ونحن نتكلم عن إصلاح الدولة، إصلاح الدولة يعني الانضباط، و يعني أن تنفذ البرامج في وقتها ومواعيدها بصورة أساسية، الأخوة الكرام هذه الورشة أنا أحمد لأخواننا بالمركز أنها جاءت بمبادرة منهم، الغرابة عندي في من اين اتى هذا الرجل وكيف تحمل الانقاذ بكل زمنها وتصريحاتها وحاجاتها كلها الفارقة!...حقيقي من أين أتى هذا الرجل وومن أين له بهذه الطاقة لمجابهة زمن القوم السايب ولو ان هناك زمنا بدل ضائع لاهدروه ولو واتتهم الفرص تباعا أضعاف عمر حكمهم المديد وحتى لو قدر لهم تسليما لعيسى أو كما قالوا ... أخى فيصل ....هذا السياق لا يليق بك ، وهذا زمان الفوضى ومسرح العبث فهون عليك . وحسبنا الله ونعم الوكيل