(قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَٰنُ مَدًّا ۚ حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَإِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضْعَفُ جُنْدًا ) -75- مريم سنوات تتطابق ، وأيام تتوالي ، وبلادنا ممتحنة ببلاء عصابة من المتأسلمين الفاسقين ، الذين اختاروا الضلالة علي الهدي ، والظلم علي العدل ، والبطش علي الرحمة ، والسرقة علي الامانة ، والكذب علي الصدق ، وهم في غيهم يعمهون ، ما أعجب هؤلاء يكذبون وكانهم صادقين ! يبطشون وكانهم رحماء مسكين !، يسرقون وكانهم امناء زاهدين! ، وأمدد الله عليهم حبال صبره علهم يتوبوا ، ويستغفروا مما يعملون ، ولكنهم طغوا وتجبروا معرضين ، وكلما أتاهم فوج من اصحابهم كانوا اسوء من السابقين ، حتي ولغوا ، وبلغوا أرزل العمر وظنوا أنهم خالدين . وها هو ( عمر البشير ) وصحبه قد دنت أعمارهم مشارفها ، وتربعوا في ثمانيات العمر ، وفيهم من تخطاها ، وما إتعظوا ولا وعظوا بل هم أشد غيلة وأكثر حيلة ، ومكرا . ولكن مكر الله شديد فقد جاءتهم العواقب في دبرهم ، ومن بنات أفكارهم ، فما رفعوا أحد منسوبيهم علي سنان رماحهم ، الا وجر عليهم بفضيحة داوية ، وما شكروا احد أعوانهم إلا وأتاهم بمصيبة تملأ الآفاق ، واخرهم فتي البشير المدلل (طه عثمان) الذي بعثر اوراقهم وبين مساؤهم ، وكان عميل من طراز عملاء القرون السالفة ، وباع وطنه بحفنة من الريالات المعدوات ، لينضم الي ركب العملاء في قائمة طويلة يتصدرها البشير بنفسه ، وحاشيته المتشرزمة بين مخابرات الدول الغربية ، والعربية بداية ب (محمد عطا) رئيس جهاز الامن و(عبدالغفار شريف ) و( مبارك الفاضل ) و(احمد بلال) ولم يسلم منها ضباط الجيش اللواء ( عبدالكريم علي ) والعميد (قرشي) والعميد (محمد صالح ) وقائمة طويلة ، جل عملها تجهيز تقارير ، وإرسالها للدول الغربية والعربية ، بإسعار بخسة لحفنة من الاموال . انهيار إخلاقي تخطى مراحل الممكن ، وفاق المعقول ، وضياع لهيبة الدولة ، وفساد ازكمت رائحته ؛ أنف الاعداء قبل الاصدقاء . ولكن الي متي يعيش هؤلاء الديناصورات التي اصبح كل شئ في اجسادها يسير بالدواء والمخدرات ، أو احدث الاطباء فيه تعديل وتغير حتي يعيشوا ، حتي اصبحوا عصابة من الأشباح تمشي بالمنشطات والمخدرات ، ولم يبق منهم الا عقولهم الخربة التي اورثت البلاد الهلاك ، وخلقت سقوط في كافة المناحي والنواحي ، وهي فرحة بما نالت ، حتي امسي الشباب بسببهم يخرجون من دين الله افواجا . لقد نال المتأسلمين رضاء شيطانهم ، وكسبوا دنياهم ، وخسروا الشعب السوداني ، وقد نجح البشير وعصابته في البيعة ؛ فقد بايعوا شياطينهم ، ووضعوا ايديهم في يده . والشعب السوداني موعود بموتهم سريرا ، او اكلنيكيا ، وهم يسيرون علي دروب ضلالهم ، وسيتساقطون فردا فردا ونحن ننظرهم وما علي الله ببعيد ، وموعدنا هو الموقف العظيم . ربما ضاعت ذاكرة العمر من هؤلاء الكيزان المتعسكرين ولكنها لن تضيع من بارئها وسيتساقطون وهم وقوفا ، وجلوسا وعلي جنوبهم ، وستحمل اجسادهم ؛ التي تحوي حقوق الآخرين لتواري الثرى وحيدة منبوذة ، ولا وجيع سوي حفنة من المطبلين ، والمنتفعين الذين صنعوا منهم آلهة تعبد ، واسيادا يحققون مآربهم من مسالكهم ، وستبكي شياطين الارض حرقة لموت اساتذتهم ، فما انجزه البشير وعصابته يستعصي علي المنظرين من تحقيقه ، فلا حزنت الدنيا بموت جبار ، وما أسعد الآخرة بموت مختال ، ولا مفر لكم في ذاك اليوم من قضاء الله ... غالب طيفور