الساعة25 التلفزيون .. على نفسها جنت براقش فضائية السودان أو ما أصطلح عليه بالتلفزيون القومي يعتبر نواة البث الفضائي بالبلاد منذ أيام أسود وأبيض ، فقد إرتبط به المشاهد منذ أن كان المسلسل العربي تبث حلقاته أسبوعيا، وهو على واقعه ذاك كان منبرا قوميا بمعنى الكلمة عبر تغطيته الشاملة وبرامجه المجودة التي تلبي رغبة المشاهد وقتها ، وبدلا من تطوره ليواكب الثورة الهائلة في مجال الإتصالات، الا انه ظل في تراجع مثير للشفقة لدرجة ان (يفط) نشرة أخبارية رئيسة، وبدلا من محاكمة طاقمه الفني والإداري الراهن دعونا ننقب عن الأسباب ليس في كارثة فط النشرة اياها، فحسب لكن دعونا نبحث عن جملة الأسباب وراء التراجع الذي تشهده الفضائية الرسمية..لسان حال الحكومة، أول الأسباب تتلخص في فقر الخارطة البرامجية والمادة الضعيفة ضف الى ضعفها وهوانها انها تستعير لسان الخطاب الرسمي ما يدعو الى التثاؤب والملل في ظل الإنفتاح الفضائي والقنوات المتخصصة في كل شئون المشاهد، فما الذي يجبره على الجلوس متابعا مثل هكذا برامج محنطة، وفي المقابل هناك ما هو متاح بالفضائيات العربية بل والمحلية ما يلبي حاجته الإعلامية... اخبارية كانت أم متنوعة ما بين دراما هادفة، وكوميديا تعالج قضاياه، وما بين رياضية وفنية واخبارية تنقل لك تفاصيل الخبر من مواقع الأحداث وتستعين بالخبراء في المجالات للتحليل مع متابعات لصيقة لتفاصيل وتداعيات الحدث، وكذلك هناك برامج للصحة والأغذية والرشاقة والترويج لأحدث أجهزة الرياضة وعيادات طبية على الهواء، وترويج المنتجات الحديثة في شتى المجالات ، عموما لم تترك الفضائيات حولنا مثقال ذرة الا وأتحفتنا بها، فما الذي يجبرنا على متابعة التلفزيون القومي؟ وشامة بائعة الشاي في ركنها القصي ذاك بأحد أزقة الخرطوم، تعلم بان التلفزيون القومي الذي فر عنه المشاهدون فرار حمر مستنفرة ،فرت من قسورة، لامحالة تركض في ذات مضمارها الإعلانات فرارا الى فضائيات ذات نسبة مشاهدة تتيح لمنتجها الوصول الى الشرائح المستهدفة من الترويج، فما الذي يجبر المعلن على الإعلان عبر شاشة ربما لا يحرص على متابعتها حتى مدير البرامج فيها... الدولة رفعت يدها عن تلفزيونها لفشل كل كوادرها الذين مروا عليه منذ 30 يونيو 1989 الى يوم الفشل الأكبر بإحتجاب النشرة الإخبارية الرئيسة، والأخيرة ليست بمعزل عن واقع الفضائية البئيس وقد كانت ردة فعل المدير العام للإذاعة والتلفزيون حاسمة إذ أصدر قرارات فورية جديدة تهدف الى إعادة ترتيب إدارة الأخبار والشئون السياسية بالهيئة. وحسب القرار الإداري رقم (10) للعام 2017 م فقد تم إعفاء الوليد مصطفى من إدارة الأخبار وتكليف محمد هاشم ابراهيم بالإشراف على الإدارة العامة للأخبار والشئون السياسية، وتكليف جابر الزين بإدارة الإدارة العامة للأخبار والشؤون السياسية، بالاضافة الى مهامه الأخرى، وتكليف محمد عبد الله عمر بالعمل نائباً لمدير الادارة العامة للاخبار والشئون السياسية. ومع ان الزبير من الكوادر الإسلامية المعروف عنها المهنية وهو رجل مشهود له بالنشاط والادارة الصارمة الا انه لم يعمد الى موضع الداء بل مضى الى العرض واضعا مبضعا لا محالة مخطيء الموضع الصحيح فعلة التلفزيون تكمن في بخل الدولة في الصرف عليه فهل يعلم السيد المدير بان مهندسي البث بالاذاعة والتلفزيون لم يصرفوا راتنب يوليو المنصرم الى تاريخ السطور هذي؟ ولعله متمترس بمبرر ان الهيئة العامة للبث بالإذاعة والتلفزيون جسم لا يتبع له إداريا ،لانه في الواقع تتوزع تبعيته ما بين الاعلام الإتصالات، لكنه قطعا يعلم بان هؤلاء الفنيين هم عصب التلفزيون بل هو بمثابة المحلول المنقذ لحياة هذا الجهاز المتداعي بالعناية المركزة، فما بال الدولة في شاغل بسباق الحمير ومناوشة الأسافير/ مصدر الشائعات ، حسب أوهامها ! وبين يديها آلة إعلامية لو صانت تبنيها و أحسنت كفالتها لتصدت بخطابها لما يواجهها من من مخاطر هي من أنتجتها بسياساتها ناقصة العقل، ولكان التلفزيون خير من يرمم ما أفسدته، ونخوض اليوم في تفاصيل السلطة ودهاليز حزبها لا رأفة بها بل حفاظا على سمعة الأمة التي يخرج التلفزيون متحدثا بلسانها. وحسبنا الله ونعم الوكيل مجدي عبد اللطيف