لا اعتقد ان الاسلام كمشروع حياة متكامل وابدي وصالح لكل الازمنة والعصور قد ترك قضية جوهرية في حياة المسلم كقضية الجنس دون وضع حلول شاملة وناجعة وغير منحرفة عن الفطرة السليمة والاخلاق القويمة وصالحة لكل زمان ولكل ذوق و لا خلاف علي ان الزواج التقليدي احد هذه الحلول . ولكن لا اعتقد انه الحل الوحيد . فالزواج بصيغته التقليدية عليه ماخذ كثيرة و يترتب عليه مسؤليات غير قضاء الحاجة الجنسية قد يزهد فيها الرجل لاسيما في هذا العصر، والسؤال هنا . هل واجب علي المسلم ليقضي حاجته الجنسية ان يتحمل تبعات وتكاليف الزواج . كتاسيس منزل ورعاية الزوجة والاطفال؟ المعلوم ان قضية الجنس ليست فقط قضية تاسيس الاسرة وحسب ولكنها في الحقيقة حاجة طبيعية للانسان كحاجته لتسكين الجوع . او كحاجته لشرب الماء اذن فهنا ثمة اجتهاد متواضع ابحث فيه عن منافذ شرعية اباحها الاسلام وقد تكون الامة غافلة او متغافلة عنها. او ذكرت في القران واؤجلت لمثل عصرنا ولم يعمل بها في العصور الاولي، وهي كذلك دعوة للمتفوقين والمتاملين للبحث. فلابد ان يكون في القرآن حلول لكل مشكلة تواجه كل عصر. ولا بد ان نؤمن بذلك. والجنس مشكلة تواجه امتنا الاسلامية الان و التي انتشرت فيها الرذيلة بشكل غير مسبوق لعدم وجود حلول شرعية تلائم العصر ولا تخالف الشرع. اذن فهنا ثمة اشكالية في كيف المخرج لايجاد منافذ شرعية أخري غير الزواج التقليدي قد شغلت علماء الاسلام والمهتمين بامر الامة زمنا طويلا لا سيما في عصرنا الحالي. فقد اجتهد العلماء واشباه العلماء والفقهاء واشباه الفقهاء وحتي السفهاء واشباه السفهاء وابتدعوا مخارج لقضاء الشهوة الجنسية موازية للزواج التقليدي وجلها ما انزل الله بها من سلطان فاقترحوا الزواج العرفي وزواج المسيار وزواج الايثار . وهلم جرا الشاهد ان هذه الاجتهادات المبتدعة اكثرها تقنين لممارسة الفاحشة خارج حدود الشرع والسبب ان هؤلاء المجتهدين لم يدرسوا بتاني ما كان مباحا وموجودا في عهد النبي صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من بعده والغريب ان هؤلاء المبتدعون ينكرون اشد الانكار زواج المتعة .بسبب عدائهم للشيعة الذين اباحوه ؤيعملون به حتي اليوم كمنفذ يعتبرونه شرعيا ومباحا ومكافحا لممارسة الرذيلة، فالمعروف ان المتعة كانت موجودة في عهد النبي صلي الله عليه وسلم وحتي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . ونحن كاهل سنة نتحفظ علبه لان الخليفة الراشد عمر بن الخطاب قد اوقفه ولكن لا بحق لنا استنكاره علي الشيعة ولهم سند ظاهر من القرأن يبيح المتعة. ولذلك فاعتقد ان الخطوة الاولي لايجاد المنافذ الشرعية لقضاء الحاجة الجنسية هي بالرجوع لعهد السلف الصالح والبحث عن الذي كان مباحا في عهدهم ثم النظر في امكانية بعثه من جديد. اخذين في الاعتبار المستجدات العصرية والتطور العقلي والمعرفي للانسان في هذا العصر ومهتدين بالقران الكريم لا غيره. حينما نراجع ما كان مباحا في عهد النبوة الاولي من منافذ لقضاء الحاجة الجنسية نجده مطابقا لما ذكر في القرآن الكريم الذي أحل الله تعالي فيه ثلاثة أنواع من الرباط الحلال بين الرجل والمرأة وهي الزواج التقليدي والاستمتاع وملك اليمين. الان لم يتبق من هذه الروابط الحلال غير الزواج التقليدي بالاضافة.للاستمتاع عند الشيعة الذي منعه بالنسبة للسنة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. ولا وجود علي الاطلاق لرباط حلال بصيغة ملك اليمين في عصرنا الحالي. . فاذا استصحبنا الماخذ علي صيغة الزواج التقليدي وعدم ملائمته لشريحة كبيرة من الجيل الحالي خاصة بالنسبة للفتيات المثقفات من حيث عدم موافقتهن علي هيمنة وقوامه الرجل عليهن. وعدم ملائمته لكثير من الشباب من ناحية التكلفة والمسؤولية المترتبة عليه. واذا استصحبنا موقفنا كسنة من الارتباط بصيغة الاستمتاع للمنع الذي شرعه الخليفة عمر بن الخطاب. يكون المتبقي من صيغ الارتباط الحلال ملك اليمين. دعونا نتامل في مفهوم ملك اليمن. اذ ان ضبابية معناه والمقصود منه في القرأن الكريم قد يكون مقصود لإتاحة الفرصة للمجددين لاستخدامه بصيغ ملهمة تواكب عصورهم وتطور مجتمعاتهم. بمعني ان مصطلح ملك اليمين اذا كان يقصد به في العصور القديمة الجواري والسبايا وما يمتلكه الرجل من نساء. لا يلزم ان يكون هذا المعني موقوف عليه اذ لا وجود لجواري في عصرنا الحاضر مثلا. فيمكن بذلك فضفضة المصطلح ملك اليمين ليدخل فيه صيغ مبتكرة ومتعددة وغير مخالفة لثوابت الشرع ومواكبة لتطور العصر وملبية لحاجته ومحلحلة لقضاياه الجنسية ومنقذة للمجتمع من الوقوع في براثن الرذيلة والفحشاء. والذي شغل بالي ولا يزال يشغله هن النساء. ماهو الحل الذي وضعه الشارع للمراة لتقضي حاجتها الجنسية في زمان تطورها وتعليمها ؟ اعتقد ان الاولي بالبحث هو قضية النساء وشهوتهن المسكوت عنها اذا ان الحل الكلي للقضية الجنسية للرجل والمراة يكمن في حل قضية النساء وكيف يمكنهن ايجاد منافذ شرعية طيبة تمكنهن من قضاء حاجتهن بالحلال ودون انتظار رجل يتقدم للزواج بهن متي شاء ويتركهن متي اراد فمصير المرأة لا يزال في يد الرجل حسب نص الزواج التقليدي. وهذا تقليد ظالم للمرأة من وجهة نظري لا سيما في عصرنا الحالي. اذ ان المرأة خرجت من جاهليتها وكبتها القديم الي التعليم والتحرر والعمل واصبحت مساوية للرجل من كل النواحي بل ومتفوقة عليه احيانا في كثير من المجالات فهل ثمة حلول لقضية المراة الجنسية وضعها الشارع؟ اعتقد ان الاجابة نعم الحلول موجودة ولكن التصريح بها يحتاج الي عقول متفتحة ومتجددة وواعية بمقاصد الشرع ومدركة ان القرأن منهج متكامل صالح لكل عصر ومتجدد ومتطور مع كل زمان. يتبع ان شاء الله م.خالد الطيب احمد