✍ يحكى أنه كان هنالك ديكا في مزرعة حيوانات معجبا بجمال طاؤوس وكان يصاحبه ويصادقه، ويقلد صوته وحركاته، ومن شدة اعجاب الديك بالطاؤوس كان يتمنى أن يكون مثله جميل الشكل.. فصار يتتبعه ويجمع ما تساقط من ريشه.. حتى صارت له حصيلة كبيرة من الريش .. فعمد إلى ذيله ومعطه و حاول إلصاق ريش الطاؤوس بدلا عنه.. ولكن اكتشف فداحة الخطأ عندما لم يستطع إلصاق الريش..وظهرت سوءته بسبب معطه لزيله فضحك عليه كل من بالمزرعة. ✍ عندما يتصدى أحدهم لموضوع لا يهمه من قريب ولا بعيد، وليس حتى من اختصاصه، ولا اهتمامه، وليس له من الأمر شيئ سوى أنه يريد التقرب من مديره في المؤسسة وتقليده حتى في ظلم الناس، وظنا منه أنه بذلك يكسب حب مديره ورضاه، متناسيا أن من يُرضي الناس بسخط الله يُسخط الله الناس عليه، وأنه بقدر اعزاز المرء لأمر ربه يُعزه الله ويقيم له العز في قلوب المؤمنين. ✍ حقيقة هنالك بعض السلوكيات والتصرفات الشائنة وقبيحة التي تبدر من المقربين للمدراء والوزراء سواءا كان من باب التودد والتقرّب، أو متعمدة من أجل إبعاد منافسيهم، هذه التصرفات قد تتسبب في تحطيم حياة الآخرين بإهدار حقوقهم وظلمهم والتسبب في ضياع مستقبلهم، وبينما هم ينعمون بحب المدير ورضاه، يقبع من تسببوا في ظلمهم في غياهب السجون وتعاني أسرهم من الألم والعذاب والسهر في انتظار الفرج بخلاصهم، ويبحث عنهم أطفالهم في عيون أمهاتهم بكل حيرة وضياع، ولذلك حرّم الله الظلم على نفسه لما له من تأثيرات مؤلمة للغاية في نفوس المظلومين، وجعله بين عباده محرما، لما له من عظيم أثر وجسيم أذى. ✍ من يمتلكون السلطة ويحسبونها قوةً يستبدون فيها بقراراتهم، وكأن الأرض لم تنجب غيرهم، فينتقمون ممن يخالفهم الرأي أبشع إنتقام، ويحسبون أن كل مخالفٍ لهم وكأنه لا ينتمي لهذا الوطن النازف، هم تتار ومغول هذا الزمان، وستذهب بهم عدالة السماء لمذبلة التاريخ، وقد يكون عقابهم جسيما يتمثل في لعناتٍ جسيمة وتشوهات خلقية يجدونها ماثلة أمام أعينهم في أطفالهم، فيرون عدالة السماء واقعا متجسدا أمامهم كلما نظروا لأطفالهم وأسرهم، فمن الغباء والجهل الغاشم أن يستخف المرء بمراقبة الله عزوجل لكونه، ويحسب أن التزكيات الحزبية والإجتماعات السرية، والقوة الأمنية، وقمع نظامه الذي ينتمي إليه، سيكون منقذه من أقدار الله وسنته في كونه، التي تقضي بأنه كما تدين تدان. ✍ ليس هنالك مبرر أن يمارس الطبيب مهنة المكانيكي التي لا يفقه فيها شيئا، سوى أنه يعشق ركوب السيارات، وليس هنالك مبرر أن يرتدي السياسي عباءة الشيوخ والفقهاء في الدين لمجرّد أنه قد أطال لحيته، وليس هنالك مبرراً أن يصبح فنّي الحاسوب مستشاراً قانونيا لمجرد أنه يريد إرضاء ولي نعمته التي تحصل عليها بالباطل، وليس هنالك مبرر ولا مبررات لكل أخطائنا التي نتعمدها من أجل الأنانية البغيضة وحب ال (أنا) المستحكم في نفوسنا الذي يجعلنا نجرّد الآخرين من أبسط حقوقهم الحياتية. ✍ أخيرا.. قيل قديما أنه كان صياد يصيد العصافير في يوم بارد، وكان يذبحها والدموع تسيل من عينيه فقال عصفور لصاحبه : لا بأس عليك من الرجل اما تراه يبكي حزنا! فقال له العصفور الاخر : لا تنظر الى دموعه بل انظر الى ما تصنع يداه... ومن يبكُون أخيرا بعد أن تنفُذ فيهم عدالة الله عزوجل، سيعلمون أي منقلب انقلبوا إليه. علي بابا 11-8-2017م. [email protected]