عاد الجدل الى الخرطوم بعد إطلاق سراح مدير جهاز الأمن والاستخبارات الوطني السابق الفريق أول صلاح عبد الله قوش إثر كشفه ان عملية الإفراج عنه تمت بوساطة قيادات الدولة، ما يؤكد أن العملية نتجت عن ضغوطات خارجية. ولم يتوان قوش في الوعيد بكشف ملفات عديدة، متهما مجموعات في السلطة بالسعي إلى إفشاء الخلافات بينه و الرئيس عمر البشير على خلفية اتهامه بالتخطيط لمحاولة انقلابية. ودخل قوش في صراع علني مع مساعد الرئيس السوداني نافع علي نافع وشن هجوماً عليه من خلال الإذاعة السودانية، حيث اتهمه بالتدبير لسجنه ووصف اتهامه بمحاولة الانقلاب على السلطة بانه «مسرحية سيئة الإخراج ومثيرة للضحك وتدعو للبكاء». وقال انها «مؤامرة تستهدفه بدافع الغيرة والحسد»، كما اتهم «الإنقاذ»، قائلا: «لا شك ان إخواننا تقمصهم شيطان الفتنة وسعوا بالنميمة الى الحكام». ملفات قوش من جانبه، يقول رئيس اللجنة العليا لاستقبال مدير جهاز الأمن والاستخبارات الوطني السابق، الذي عاد إلى معقله، محمد الأمين كرسني انه «لولا وعي مواطني الدائرة 5 القومية لشهدت المنطقة تمردا شرساً، ولولا توجيه قوش لنا وهو في المعتقل بضبط النفس، لتمردت المنطقة على المركز». ويري مراقبون ان الفريق قوش استطاع ابان توليه رئاسة جهاز الأمن والاستخبارات الوطني السابق ان يبني قاعدة علاقات إقليمية ودولية كبيرة من خلال إدارته لملفات خطيرة ارتبطت بأحداث دولية وإقليمية مثل الحرب التي شنتها الولاياتالمتحدة على الإرهاب، وما قدمه من تعاون كان رصيدا له لبناء علاقات صلبة مع واشنطن. كما ان مساهمته في إدارة أزمة التفجيرات الإرهابية لسفارتي الولاياتالمتحدة في تنزانيا وكينيا، تشير إلى تمدد علاقاته القوية مع عدد من النافذين في بعض الدول العربية والكثير من الدول الأفريقية. مقترحات إصلاحية ويؤكد قوش انه يحمل رؤية إصلاحية لحلحلة الأزمة السودانية قدمها لمؤسسات حزبه المؤتمر الوطني الحاكم خلال الفترة التي سبقت اعتقاله، «غير ان تلك المقترحات ظلت في طي الأدراج داخل مكاتب الحزب»، على حسب قوله، حيث يرى ان أساس الأزمة السودانية «يتمثل في الاستقرار والتنمية، ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا في ظل حوار شامل منفتح وشفاف مع الحركات المسلحة والأحزاب السياسية المعارضة». مفتاح الحل يعتبر مدير جهاز الأمن والاستخبارات الوطني السابق الفريق اول صلاح عبد الله قوش ان الأمين العام للحركة الشعبية- قطاع الشمال ياسر عرمان هو مفتاح عقدة التوتر بين دولتي السودان، على اعتبار انه ما يزال الاكثر تأثيرا على قيادات الحركة الشعبية في الجنوب. البيان