تصاعدت مقاومة المواطنين ضد اقامة سد كجبار وفى الذاكرة الدمار الذى لحق بممتلكات المواطنين والارث التاريخى بعد اقامة سد مروى ....مقاومة سد كجبار تأتى بتنامى الوعى باهمية مشاركة المواطنين فى اتخاذ القرار الخاص باقامة السدود وكل مشاريع التنمية .(الميدان) اجرت الحوار التالى مع الاستاذ عثمان ابراهيم سكرتير لجنة مناهضة بناء سد كجبار الذى ظل يقف بقوة ضد اقامة السد والاستاذ عثمان خريج كلية الحقوق جامعة القاهرة فرع الخرطوم وموظف السابق بالتامينات الاجتماعية هل لك أن تعطينا خلفية عن فكرة أنشاء سد كجبار؟ بدأت فكرة انشاء السد عام 1990 وطرحت الفكرة من لمرحوم محمود شريف وهو من أبناء المنطقة وكان مدير هيئة الكهرباء في ايام الإنقاذ الأولى والفكرة كانت قائمة على بناء توربينات تقام في منطقة السد لكي تولد 84 ميقاواط تكفي لإنارة المنطقة وما تبقى يذهب لدعم المشروعات الزراعية والصناعية بمعنى تكفي المنطقة 54 ميقاواط للمنطقة والباقي للاستعمالات الأخرى كما ذكرت وأستمرت هذه الفكرة حتى 1995 وكانت في الاساس تعتمد على إغراق جزئي لبعض الجزر وقيام ترعة تصب في جبل يسمى (قرين) وتصب هذه الترعة في النيل وتعلق عليها التوربينات لتوليد الكهرباء وفجأة تحولت الفكرة من بناء توربينات الى فكرة قيام سد بالكامل تحت أشراف وزارة الري . اضافة لعدم عدم وجود أي دراسة جدوى لإنشاء هذا السد ونحنا كلجنة مناهضة طالبنا بهذه الدراسة ثم إدارة السدود عندما تم أنشاءها أنشئت بقانون غريب جداً يعفى إدارة السدود من أي مسؤولية تجاه الآخرين. وأعطيت صلاحيات كاملة في عمل أي شئ حتى حساباتها لا تراجع من قبل المراجع العام وهكذا.. ما هي مخاوف أهالي المنطقة من قيام السد؟ طبعاً هناك تجارب سبقت قيام سد كجبار وأقرب تجربة هي بناء سد مروي وقضايا سكان أمري والمناصير حتى الآن لم تحل مشاكلهم وحتى الذين تم ترحيلهم وجدوا انفسهم في مناطق صحراوية لا تصلح للزراعة وحتى البيوت التي شيدت لهم تصدعت، أما الذين آثروا البقاء حول بحيرة السد من أصحاب الخيار المحلي فمازالوا هائمين على وجوههم رغم صدور قرار جمهوري بحل مشاكلهم. والنقطة الثانية هي تجربة تهجير أهالي حلفا الناس تركوا حلفا الجديدة وجاءوا لأطراف العاصمة ومع الأسف اضطرت نساء حلفا للعمل كخادمات في البيوت في الخرطوم والآن الأغلبية يطالبون بالعودة إلى حلفا القديمة خصوصاً بعد تعثر المشاريع الزراعية وفشل خزان خشم القربة في توفير مياه الري اللازمة للزراعة والإهمال الواضح من قبل السلطات الحكومية لقضايا المواطنين النقطة الثالثة قضية بناء السدود في العالم أصبحت فكرة مرفوضة. البنك الدول قرر في عام 2000 عدم تمويل بناء اي سد على مستوى العالم هذا القرار لم يأتي من فراغ لأن السدود في العالم كله ادت لتشريد البشر وتدمير البيئة لم تنجز . النقطة الرابعة هي وجود بدائل لإنتاج الكهرباء بالطاقة الشمسية المنطقة يمكن أن تنتج طاقة شمسية تغطي السودان كله. هذا عدا عن راي الخبراء في هذا الشأن وعلى رأسهم الدكتور يحيى عبد المجيد الذي أوضح أنه لا جدوى اقتصادية من بناء هذا السد بل على العكس بناء السد مضر اقتصادياً. كيف تكونت لجنة مناهضة بناء السد؟ تكونت اللجنة بطريقة ديمقراطية واضحة وجهنا بتكوين جمعيات عمومية في كل مشيخه من مشيخات المحس والسكوت وهي 26 مشيخه واختار الناس بحر إرادتهم اعضاء اللجنة ففي يوم 12 مايو 2007 تم اختيار المناديب الذين اختاروا هذه اللجنة والتي اتشرف بكوني أشغل منصب السكرتير فيها وعدد الأعضاء 26 عضواً. ما هي مهام وأعمال لجنة المناهضة؟ من اهم اعمال للجنة المناهضة تنوير المواطنين بمساوئ السد وشرح خطورة بناء السد على هوية المنطقة وأرثها الحضاري والتاريخي بالاضافة إلى الأثار في المنطقة لذا نسعى حثيثاً لشرح . خاصة وان التأثير النوبي في السودان يمتد إلى كل الولايات حتى جنوب كردفان توجد مسميات نوبية لقرى في جنوب كردفان . ماهو دور اللجنة بعد أحداث كجبار المؤسفة؟ بعد الجريمة البشعة التي حدثت بأغتيال أبناء المنطقة بدم بارد بالتواطؤ مع سلطات الولاية باستجلاب قوة من خارج الولاية لاعتراض موكب سلمي للمواطنين كانوا في طريقهم لمكاتب إدارة السدود لتسليم عريضة وعلى بعد 7 كيلومترات من موقع السد وفي مكان ضيق تم ضرب المواطنين بالرصاص الحي والمؤسف أن اللجنة أمرت المواطنين بالرجوع عند بداية المواجهات لكن الشرطة ضربت المواطنين رغم رجوعهم وكل الاصابات كانت بضرب من الخلف مما يعني أن النيه كان مبيتة لقتل المواطنين ثلاثة من الضحايا تهشمت جماجمهم والرابع اخترقت رصاصة قلبه من الخلف ايضاً حسب التقرير الطبي. هذه الأحداث تقع المسؤولية فيها كاملة على لجنة أمن الولاية التي كانت برئاسة الوالي ومسئولية الضباط الذين قاموا بالتنفيذ وكذلك الجنود لكننا نحمل لجنة أمن الولاية المسؤولية كاملة ونملك تسجيل بالصوت والصورة لهذه الأحداث القوة التي تم استجلابها من خارج الولاية كانت متمرسة فوق الجبال واصطادت المواطنين من أعلى. الموضوع هذا رغم تكوين لجنة تقصي حقائق من وزارة العدل برئاسة وكيل نيابة أعلى واللجنة كانت متخوفة من انفعالات الناس بعد الأحداث. وقمت بإستضافة هذه اللجنة في منزلي وخلال عشرة ايام كملت اللجنة تقريرها لوزارة العدل هذا التقرير حتى يومنا هذا لم نسمع به من 2007 وحتى الآن في وزارة العدل ولم يتحرك شبراً واحداً ورفعنا مذكرة من 42 محامي ولم نستلم اجابة حتى الآن وبعثنا مذكرة ثانية في 2009 بتوقيع 52 محامي ولم ترد أي أجابة في 2011 رفعنا خطاب للجلوس مع وزير العدل لتحريك الملف لم يرد علينا الوزير حتى الآن على العموم لا يمكن اقامة السد في هذه المنطقة وقضيتنا اليوم ليست السد بل هي تحريك ملف الشهداء ونحنا عندنا ملف قضية كجبار كاملاً وعرضنا هذا الملف على محكمة العدل الدولية في لاهاي بهولندا بمعنى اعطينا هذه القضية بعدها المحلي والدولي وعشان لن نسكت بعد هذا التسويف والمماطلة وزير العدل يتسبب في إهدار العدالة في كجبار المسألة واضحة تهرب واضح ويشارك وزير العدل في ذلك رئيس الجمهورية ووزير الداخلية وكل الطاقم الحكومي. هل هناك محاولات حكومية لاختراق عمل اللجنة؟ كانت هناك محاولات من إدارة السدود في هذا الصدد وكانت تسعى بأي شكل وأسلوب حتى تتوصل لشق صف اللجنة لكن كل هذه المحاولات بائت بالفشل طبعاً الاختراق يستهدف دائما استغلال ضعاف النفوس وخصوصاً أبناء المنطقة من عضوية المؤتمر الوطني لكن تكاتف المواطنين حال دون ذلك شرعيتنا مستمدة من اجماع الناس علينا طبعاً إدارة السدود لما فشلت حولت ملف انشاء سد كجبار للولاية والوالي قام بأنشاء لجنة أسماها لجنة انفاذ سد كجبار برئاسة الوالي وفوراً واجهت الجماهير هذا القرار بالرفض القاطع وعنما شعر الوالي بذلك أنسحب من رئاسة اللجنة وأسندها لمقررها وهو من العناصر المحسوبة على إدارة السدود عليه رفضت لجنة المناهضة التعامل مع هذه اللجنة الجديدة لانفاذ السد عليه جماهير المنطقة سوف لن تتعامل مع أي جهة حكومية إلا عبر لجنة مناهضة السد وقد حاولت إدارة السدود تجاوز لجنة المناهضة وقامت بأرسال وفود إلى ال26 مشيخة يوم 17/4/2013 لكن الجماهير رفضت التعامل معهم وقالوا لهم بالحرف الواحد أن الجهة الوحيدة المناط بها الحديث عن السد هي لجنة مناهضة سد كجبار فرجعوا جميعاً بخفي حنين واقول يعتبر يوم 17 أبريل 2013 حدث تاريخي كل جماهير المنطقة أكدت رفضها قيام السد وكذبت كل أقاويل إدارة السدود وسلطات الولاية وسكتت أصوات عملاء إدارة السدود ونحن في حالة ترقب دائم. ما هي علاقة لجنة المناهضة بكهرباء الشبكة القومية في المنطقة؟ في تقديرنا أن كهرباء الشبكة القومية حق لكل مواطني المنطقة والكهرباء وصلت حتى حلفا القديمة لكن إدارة السدود تحاول أن تفرض علينا شروطها بمنع وصول كهرباء الشبكة القومية لمنطقة المحس والسكوت حتى نوافق على قيام السد وأعتقد أن هذا نوع من الابتزاز وهذا نوع المقايضة يعني لو عايزين كهرباء يجب أن توافقوا على قيام السد. أن كل القوى السياسية والفعاليات الشعبية تطالب بإيصال الكهرباء للمنطقة يعني الكهرباء وصلت الى كردفان ودارفور وبورتسودان وهي خارجه من رحم الولاية ولا تصل الى منطقة المحس والسكوت يعني الولاية بها سبعة محليات الكهرباء وصلت لخمسة محليات ما عدا محليتي السكوت والمحس هذا الموقف المتعنت من إدارة السدود يدل على إدارة السدود دولة داخل دولة وهي فوق سلطات رئيس الجمهورية الذي أصدر قرار بادخال الكهرباء لكل الولاية الشمالية؟ ما هي قصة الاعتقالات الاخيرة في المنطقة؟ حقيقة تم اعتقالى حوالي الثانية صباحاً وتم اعتقال الاستاذ سراج المحامي في نفس الصباح وحولنا لدنقلا بمكاتب الأمن وتم التحقيق معنا وكل الأسئلة كان حول علاقة لجنة المناهضة بالحزب الشيوعي فقلت لهم ان موضوع المظاهرات التي أندلعت في دلقوا كانت بخصوص الكهرباء ولم أكن موجودا هناك فلماذا يتم اعتقالي ثم ان اللجنة الخاصة بالكهرباء تضم كل القوى السياسية بما فيها المؤتمر الوطني حزب الحكومة فقال المحقق ان اللجنة المناهضة اجندة اجنبية وتتعاملون مع الاجانب . فقلت لدينا قضية محددة وكتابنا مفتوح المنطقة النوبية تتعرض لخطر وهناك مخطط لاغراق المنطقة ولن نقف مكتوفي الايادي .اما بخصوص المطالبة بكهرباء الشبكة القومية فهي حق مشروع لاننا مواطنين سودانيين. على اي اساس تم اعتقالك؟ حسب ما ذكر لي ضابط الامن قال لي بالحرف الواحد ان لجنة المناهضة بتنفيذ اجندة الحزب الشيوعي فقلت له ان الحزب الشيوعي حزب مسجل وشرعي وانا افتخر بانني عضو فيه منذ اكثر من 40 عاماً والحزب ليس لديه اجندة غير خدمة قضايا الناس. س ما هي الرؤية المستقبلية للمنطقة؟ لا ارى شئ في الافق سوى مقاومة قيام السد بكافة اشكال المقاومة ونحن حتى الان سلاحنا هو كلمتنا ونقولها بوضوح بنقول هذا السد لن يقوم اما اذا اعتقدت ادارة السدود بانها يمكن ان تبني السد بقوة السلاح والقهر تاكد ان هذه المنطقة الوحيدة الامنة في السودان ستتحول الى بؤرة حرب اذن الحكومة هي من يدفع الناس لاختيار الطريق الصعب الانسان عندما يكون مظلوم يسعى لكل وسيلة للتخلص من الظلم من يريد اغراقنا ومحونا من الوجود لن نتفرج عليه. الميدان