قالت حكومة جنوب السودان يوم الثلاثاء إنها ستبذل ما بوسعها لحث الاتحاد الأفريقي على إعادة النظر في قراره بتجميد عضوية مصر في الاتحاد على خلفية ما جرى فيها من انقلاب عسكري أطاح بالحكومة المنتخبة في البلاد. وجاء هذا الوعد خلال زيارة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي لجوبا عاصمة جنوب السودان، في زيارة تعتبر الأولى منذ عزل الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي في الثالث من الشهر الماضي، والثانية لمسؤول مصري منذ إعلان الإطاحة بحكم الرئيس حسني مبارك عبر ثورة 25 يناير. ووفق فهمي فإن رئيس جنوب السودان سلفا كير ميار ديت قبل دعوة رسمية من نظيره المصري لزيارة القاهرة خلال الفترة القادمة، وزاد: وجدنا تأكيدا بأن هذه الدعوة ستكون محل اهتمام من جوبا. ووصف فهمي -للصحفيين- عقب لقائه سلفا كير زيارته بالناجحة "لأنها خرجت بتأكيدات اعتبرها مطمئنة للحكومة المصرية" معتبرا أن لقاءه مع القيادة الجنوبية "رفع مستوى التعاون السياسي بين مصر وجنوب السودان". وقال وزير الخارجية المصري إن الرئيس (المؤقت) عدلي منصور هنأ سلفا كير "على مواقفه الإيجابية لحل الأزمة في مصر" معرباً عن قلقه العميق إزاء أي قرار من الاتحاد الأفريقي لتعليق عضوية القاهرة بسبب ما يدور في مصر الآن. وتأتي التحركات المصرية لكسب تأييد الدول الأفريقية للوقوف معها ضد قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي بتعليق عضوية القاهرة بالاتحاد الأفريقي، حيث من المنتظر أن يجتمع قادة دول الاتحاد لمناقشة الموقف من الأحداث الجارية في مصر حاليا. وأعلن وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة جنوب السودان مايكل مكوي للصحفيين وقوف بلاده "حكومة وشعبا مع جهود الحكومة المصرية الحالية الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمة التي تمر بها مصر" مشيرا إلى أن جوبا ستبذل الكثير من الجهود لحث الاتحاد الأفريقي على إعادة النظر بقرار تجميد العضوية. وكان سلفا كير تسلم رسالة من السفير عمر متولي، المبعوث الخاص للرئيس المصري، واعدا بأنه سيجري اتصالات بقادة عدد من الدول الأفريقية بخصوص موقف مجلس السلم والأمن الأفريقي من التطورات الأخيرة في مصر وتجميد عضويتها بالمنظومة الأفريقية. وكانت الحكومة الانقلابية في مصر دعت، عبر وزير خارجيتها، السودان، الاثنين، للتوسط لدى الاتحاد الأفريقي للتراجع عن قرار تجميد العضوية، بينما طالب ناشطون بوقف التعاون الدبلوماسي مع القاهرة لحين عودة الشرعية لها. واستبعد فهمي في أول رحلة خارجية له بدأها بالعاصمة السودانية الخرطوم، في مؤتمر صحفي بعيد اجتماع امتد ساعات مع نظيره السوداني علي كرتي، خروج مصر من أفريقيا. وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي اتخذ قراره "بتسرع" دون أن يدرس الحالة في مصر. وأضاف "سنعمل مع الدول الصديقة للحوار مع الاتحاد الأفريقي لمعالجة الأمر".