وزعت هيئة الهلال الأحمر مساعداتها الإنسانية والإغاثية على ألف و 600 أسرة متضررة من السيول في ولاية الجزيرة السودانية وحركت الهيئة قافلة مساعدات من العاصمة الخرطوم إلى المناطق المتأثرة في الولاية على بعد 220 كيلو مترا جنوب العاصمة والتي تعتبر من ضمن الولايات السودانية الأكثر تأثرا بكارثة السيول. وتضمنت المواد التي تم توزيعها الاحتياجات الإيوائية التي شملت المشمعات والناموسيات والفرش والبطانيات وعبوات المياه. وكانت محطة التوزيع الأولى محلية أم القرى في ولاية الجزيرة التي أضرت السيول عددا من قراها وشردت سكانها في ظروف إنسانية صعبة وجسدت المشاهد التي عايشها وفد الهيئة برئاسة سالم سلطان السويدي على الطبيعة في القرية ( 38 ) بالمحلية حجم الكارثة التي لحقت بسكان القرية و القرى المجاورة حيث داهمتهم السيول الناجمة عن هطول الأمطار لأكثر من 5 ساعات متواصلة في وقت متأخر من الليل وحاصرت المياه الأهالي إلى أن تم إجلاؤهم بواسطة الجهات المختصة في الولاية عبر القوارب إلى مخيمات قريبة أقيمت على عجل بالقرب من قراهم الأصلية. تسليم المساعدات وقام وفد الهيئة بتسليم المتضررين المساعدات التي تم تخصيصها لهم بناء على احتياجاتهم الأساسية بمشاركة عدد من المسؤولين و المتطوعين في فرع جمعية الهلال الأحمر بولاية الجزيرة وانفرجت أسارير المتضررين رغم ظروف المحنة عندما شاهدوا إخوانهم في الإنسانية يفدون إليهم من إمارات زايد الخير حاملين إليهم رسالة حب ووفاء من شعب الإمارات الوفي ورأوا قوافل الخير الهلالية قادمة إليهم قاطعة مئات الكيلو مترات لمساندتهم و تلبية احتياجاتهم وكان إحساسهم بالفرحة كبيرا عندما وجدوا أنفسهم في بؤرة اهتمام هيئة الهلال الأحمر الإماراتية التي أكدوا أنها الوحيدة من بين المنظمات الإنسانية الإقليمية و الدولية التي تصل إليهم و تقف بجانبهم في هذا الظرف العصيب. جولات ومواصلة لمهامه الإنسانية وجولاته التفقدية و الاستقصائية تجول الوفد داخل مخيم الإيواء الذي أعد للمنكوبين في منطقة مجاورة تعتبر أكثر أمنا من مهددات السيول ورأى الوفد على الطبيعة محتويات المخيم التي تنقصها الكثير من الأساسيات خاصة الخيام ، حيث يقطن المتأثرون في عشش أقيمت من المواد المحلية و المشمعات التي لا تقيهم إذا ازدادت معدلات الأمطار المتوقعة خلال الأيام القادمة وتفقد الوفد العيادة الطبية داخل المخيم واستمع إلى شرح من مسؤولها الطبي حول أدائها و الخدمات الصحية التي تقدمها رغم تواضع إمكانياتها حيث تحتوي على عنبر واحد و صيدلية و معمل. وأعرب رئيس وفد الهيئة عن تقديره لفرع جمعية الهلال الأحمر السودانية بولاية الجزيرة التي أشرفت على إنشاء المخيم رغم شح قدراته . وفي ختام المهمة بولاية الجزيرة التقى الوفد المسؤولين في محلية أم القرى الذين أشادوا بجهود الهلال الأحمر الإماراتي ومبادراته المتواصلة في التضامن مع الأوضاع الإنسانية للشعب السوداني وأكد احمد محمد سليمان الشايقي معتمد المحلية أن الأمطار التي هطلت مؤخرا لم تشهدها المنطقة منذ العام 1979 . وقال ان هناك سبع قرى في المحلية تتعرض دائما لمهددات السيول وتمت معالجة أمرها في السنوات الماضية من خلال ترحيل سكانها واستقرارهم في مناطق آمنة ما عدا القرية ( 38 ) التي جرفتها السيول حاليا ..مشيرا إلى صدور قرار الآن بترحيل سكان القرية إلى منطقة آمنة ...مضيفا ان السيول قضت على جميع منازل ومرافق القرية ولم تكن هناك حالات وفاة مشيرا إلى أن 21 امرأة أجهضت خلال عملية الإجلاء التي كانت في غاية الصعوبة. إلى ذلك عقد الوفد اجتماعا مع المسؤولين في فرع الجمعية الوطنية السودانية بولاية الجزيرة بحث خلاله الموقف الراهن للمتأثرين من السيول في الولاية و احتياجاتهم المستقبلية . وأوضح أسامة محمد عثمان المدير التنفيذي للفرع أن الوفيات الناجمة عن السيول في الولاية بلغت 17 وفاة إضافة إلى حوالي ثلاثة آلاف و 455 منزلا في أربع محليات بالولاية شملت أم القرى و شرق الجزيرة و المناقل و مدني الكبرى دمرت بالكامل إلى جانب ثلاثة آلاف و 728 منزلا دمرت جزئيا و 25 انهيار مرفق حيوي وخدمي و نفوق 317 رأسا من الماشية مشيرا إلى أن احتياجات الفرع الراهن تتمثل في المساعدة على توفير الظروف الملائمة لإيواء الفين و 455 أسرة بصورة عاجلة و توفير متطلبات إصحاح البيئة و إقامة محطات للمياه وتوفير تناكر لنقلها إلى المناطق التي تعاني شحا في هذا المرفق الحيوي. اهتمام كبير أكد سالم السويدي رئيس وفد هيئة الهلال الأحمر لقيادة عملياتها الإغاثية لمتضرري السيول في السودان أن الهيئة تولي برامجها و أنشطتها الإنسانية في السودان اهتماما كبيرا وتعمل دائما لتعزيز وجودها على الساحة السودانية التي تواجه العديد من التحديات الإنسانية الناجمة عن الكوارث الطبيعية التي تشهدها بين الحين و الآخر و شدد على أن الهيئة لن تدخر وسعا في سبيل تحقيق غاياتها في رفع المعاناة و تحسين حياة منكوبي الكوارث و الأزمات في السودان. واكد ان الهيئة على استعداد تام لتقديم المزيد من الدعم و المساندة لضحايا الكوارث في السودان وذلك مواصلة لمشاريعها التنموية وبرامجها الإنسانية وخدماتها الإغاثية لتعزيز قدرة السكان هناك على مواجهة ظروفهم الطارئة، مشيرا إلى أن الهيئة تدرك تماما حجم الأضرار التي خلفتها كارثة السيول والأمطار وتأثيرها المباشر على الفئات الأكثر احتياجا لذلك ستكون برامجها على قدر الحدث و حجم المأساة الإنسانية التي يواجهها هؤلاء الضعفاء.