لزمت "الخرطوم" الصمت جراء ما يحدث بمصر وقد كان نظام البشير نديما للمعزول الإخواني حيث لم يعترفا بفكرة الدولة ولأجل هذا كان محمد مرسي حاكما لإمارة مصر والبشير لإمارة السودان ولم يمانع الأول في ترك حلايب وشلاتين للسودان لأن أرض المسلمين "بمفهومه" واحدة. ويوم أن زار مرسي الخرطوم خطب في مسجد صحبة البشير وجلسا معًا في مقرأة ولو طال بمحمد مرسي المقام بمصر لتحولت إلى شمال وجنوب كما حدث في السودان في عهد البشير الذي ترك الجنوب لينفصل تحت مسمى جمهورية جنوب السودان. حديثي عن وادي النيل وعن السودان الشقيق مقترنا بمرارة لاتفارق على ما آلت إليه الأحوال لتغرد الخرطوم خارج السرب ضد مصلحة مصر التي ظلت ومنذ الأزل تزود عن وادي النيل بشماله وجنوبه إلى أن نجح الاستعمار في عزل مصر عن جنوبها وذات زمان كان من يحكم مصر يحكم أيضا السودان إلى أن حدث الانقسام ليستمر الشد والجذب ما بين تقارب في عهد النميري وجفاء في عهد البشير. وها هي مصر تثور ضد نظام حكم الإخوان وبالطبع لا أثر لرد فعل معضد من جانب السودان التي تسير في فلك الإخوان، وتبقي خيارات الشعوب هي الأبقي والحكام دوما إلى زوال، وتبقى السودان في القلب ويبقى الموروث الثقافي لشعبها لا يفارق الخاطر ولا ننسي حبابك عشرة والمامبو السوداني وعطر الأيام الجميلة التي جعلت الشعبين في ترابط منذ فجر التاريخ بمنأي عن جموح الحكام!. فيتو