يوم «الجمعة» من الأيام المفضّلة لدى كافة المسلمين، فغير عظمته الدينية، في السودان والعالم الإسلامي، له صفات خاصة وجميلة اعتاد عليها الناس من طقوس أُسرية في الطعام والشراب والزيارات وصلة الرحم، وكان يتوجّب فيه على كل شخص الخروج لصلة الأرحام أو استقبال الضيوف في البيت، والأمهات يقُمن بطهي الأطعمة الشهية مثل (العصيدة، الشية، الملوحة، القراصة ودمعة الدجاج) وغيرها، لخلق جو أسري بهيج يتيح لأفراد الأسرة التشاور ومعرفة أحوالهم في الأسبوع المنصرم. وبالرغم من هذه المميزات إلا أن الاهتمام باجتماعيات يوم الجمعة أصبح فاتراً لدى البعض. «الأهرام اليوم» سألت عدداً من المواطنين عن رأيهم في اجتماعيات «الجُمعة» في السودان، فأوضح كمال الدين تاج السر أن يوم الجمعة من الأيام المفضّلة بالنسبة له، مُعللاً ذلك بأنه بعد الخروج من الصلاة يجد كل أصدقائه ومعارفه في الحي الذين لا يجدهم في باقي أيام الأسبوع إلا نادراً، وبعد زمن طويل، ثم يعود إلى المنزل ويسترخي. وأشار إلى أن ما يزيد الجمعة جمالاً وروعة عطلة السبت التي أُضيفت إليها مؤخراً التي تُعطي الشخص فرصة لزيارة الأقارب حتى ساعة متأخرة من ليل الجمعة. وقال نايل محمد: إن يوم الجمعة عظيم جداً، لكنّه استطرد: في الوقت الراهن تغيّرت عادات الناس فيه، وصار الناس مشغولين في هذا اليوم الذي كان في السابق يجمع أهل البيت الواحد والأصدقاء، خاصة (فطور الجمعة) الذي تقوم به أمهاتنا و(العصيدة الحارة بملاح الروب)، وكل ناس البيت يكونون مبسوطين باللّمة الجميلة. وتحسّر على ما آل إليه حال اجتماعيات الجمعة في الخرطوم التي ضاعت في غابات الأسمنت المسلّح. وفي السياق يقول «محمد شروم» إنّه يحب يوم الجمعة الذي وصفه بالمتفرِّد، خاصّة في القرى، لأنَّ الرجال يجتمعون في أحد منازل القرية في لوحة تزيِّنها (الجلابية) السودانية، وأكد أن «الجمعة» كما هي في السابق في كل قرى السودان، وأضاف أنه يقضيها مع أهله في إحدى قرى منطقة شرق النيل. وقالت «رؤى عبد الله» إنها رغم الذي تُعانيه من تعب في النظافة والطبيخ الكثير، فإن يوم الجمعة جميل ورائع، لأنها ترى فرحة إخوانها ووالدها وكل أفراد الأسرة، ويتلاشى تعبها بكلمة حلوة من والدها، وأضافت: (والله تشوف أبوي وإخواني بالجلاليب حاجة جميلة ودي براها بالدنيا)، وأردفت أنها لا ترى أي تغيير في اجتماعيات يوم الجمعة إلا في الأحياء الراقية، ولكن في الأحياء الشعبية الحال كما هو.