الحياة السودانية مليئة بالنماذج المشرقة.. من رجال ونساء يعملون بصمت من أجل تربية الأبناء والعيش بكرامة وكبرياء في مهن عديدة، تضمن لهم لقمة العيش الشريفة. «آخر لحظة» جلست مع الوالدة سلوى مناي اسماعيل.. من بري اللاماب أم صابرة مثابرة تعمل بسوق بري اللاماب قرابة الاثنين والعشرين عاماً.. تعد الوجبات الشعبية والافرنجية، وتخصصت أيضاً في إعداد الطعام للمناسبات والأفراح.. قالت لنا وابتسامتها لا تفارقها.. بداية عملي كانت بالسوق في مجال الشاي لمدة أربع سنوات، ثم تحولت للعمل في مجال إعداد الأكل، وأقوم بتصنيع العديد من الوجبات الشعبية وبارعة فيها، بشهادة الجميع، منها اللحمة «الشية» و «أم فتفت» والعصيدة بالتقلية والفول، والفسيخ وغيرها من الطبخ والمفروك بأنواعه. وقالت في فخر تعلمت ذلك من والدتي، إلا أنها تتذكر أن أول طبيخ قامت بصنعه هو طبيخ البطاطس.. عن الذين يرتادون محلها قالت الكثير منهم فنانين وإعلاميين ومثقفين إضافة الى عامة الناس، والحمد لله لدي شهرة لجودة ما أقدمه للناس.. والناس بتحب الأكل ذي النكهة البيتية، واذكر أن المرحوم حسن ساتي كان من رواد هذا المحل- الله يرحمه- وكمان بعض الأسر تشتري مني الأكل جاهز.. اسعاري ليست بالغالية وهي مع السوق، وبحاول أوفق بينها وظروف الناس، وسعر الطلب حسب الصنف، أعلى صنف طبعاً اللحمة، لأن أسعارها غالية. سألناها أخيراً عن هوايتها المفضلة.. ضحكت قائلة والله ما عندي وقت، هوايتي عملي دا.. بالإضافة إلى انني اشجع الهلال والمريخ، لأن زبائني كلهم رياضيين، وما دايرة أزعل واحد فيهم، وبسمع أغاني زمان الطيب عبد الله وعبد القادر سالم.. وتركناها تعد طعامها وابتسامتها مرتسمة على وجهها،، امرأة طيبة من بلادي.