البرهان يعلن تضامن السودان الكامل مع قطر    بدء إجراءات سفر الطلاب السودانيين بعد اعتماد التأشيرات بالقاهرة    موقع فرنسي يكذب الجيش السوداني بشأن حلايب وشلاتين    أمير قطر: إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية ل"حماس" فلماذا تفاوضهم؟    سبب استقدام الشاب أموريوم لتدريب اليونايتد هو نتائجه المذهلة مع سبورتنغ لشبونة    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    شاب سوداني يستشير: (والدي يريد الزواج من والدة زوجتي صاحبة ال 40 عام وأنا ما عاوز لخبطة في النسب يعني إبنه يكون أخوي وأخ زوجتي ماذا أفعل؟)    أمير قطر: بلادي تعرضت لهجوم غادر.. وعازمون على مواجهة عدوان إسرائيل    السودان يستعيد عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم    السيتي يتجاوز يونايتد في الديربي    الهلال على موعد مع التاريخ في نهائي سيكافا أمام سينغيدا بلاك استارز التنزاني    سِيكَافا وفَن التّزحلق عَلَى الحَنِين    السودان يردّ على عقوبات الخزانة الأمريكية    ركابي حسن يعقوب يكتب: ماذا يعني تنصيب حميدتي رئيساً للحكومة الموازية؟    شاهد بالفيديو.. الناشطة المثيرة للجدل "زارا" التي وقع الفنان شريف الفحيل في غرامها تعترف بحبها الشديد للمال وتصدم المطرب: (أرغب في الزواج من رجل يملك أكثر من مليون دولار)    شاهد.. "جدية" الإعلام السوداني تنشر صورة لها مع زوجها الشاعر وتستعين بأبيات من الغزل نظمها في حقها: (لا شمسين قدر نورك ولا الاقمار معاها كمان)    شاهد بالصورة والفيديو.. بضحكة مثيرة جداً وعبارة "أبشرك اللوري مافي زول سائقه مركون ليهو زمن".. سيدة سودانية تثير ضجة واسعة بردها على متابع تغزل في جسدها: (التحية لسائق اللوري حظو والله)    شاهد بالفيديو.. الفنان شريف الفحيل يفتح النار على المطربة إيمان الشريف: (المجهود البتعملي عشان تطبلي لطرف تاني قدميه لزوجك لأنك مقصرة معه ولا تعطيه إهتمام)    شاهد.. "جدية" الإعلام السوداني تنشر صورة لها مع زوجها الشاعر وتستعين بأبيات من الغزل نظمها في حقها: (لا شمسين قدر نورك ولا الاقمار معاها كمان)    شاهد بالصورة والفيديو.. بضحكة مثيرة جداً وعبارة "أبشرك اللوري مافي زول سائقه مركون ليهو زمن".. سيدة سودانية تثير ضجة واسعة بردها على متابع تغزل في جسدها: (التحية لسائق اللوري حظو والله)    محمد صلاح يضرب شباك بيرنلى ويُحلق ب"ليفربول" على قمة البريميرليج    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    لامين يامال: هكذا سأحتفل إذا فزت بالكرة الذهبية    مصر تسجل مستوى دخل قياسيا في الدولار    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    عودة السياحة النيلية بالخرطوم    ترامب يلوح بفرض عقوبات كبيرة على روسيا    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    أرميكا علي حافة الهاوية    انتقادات عربية وأممية.. مجلس الأمن يدين الضربات في قطر    وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري بالخرطوم تبحث إعادة إعمار وتطوير قطاع الألبان    شاهد بالصورة والفيديو.. عروس سودانية ترفض "رش" عريسها بالحليب رغم إقدامه على الخطوة وتعاتبه والجمهور يعلق: (يرشونا بالنووي نحنا)    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    أعلنت إحياء حفل لها بالمجان.. الفنانة ميادة قمر الدين ترد الجميل والوفاء لصديقتها بالمدرسة كانت تقسم معها "سندوتش الفطور" عندما كانت الحياة غير ميسرة لها    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    نجاة وفد الحركة بالدوحة من محاولة اغتيال إسرائيلية    ديب ميتالز .. الجارحى ليس شريكا    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    حادث مأسوي بالإسكندرية.. غرق 6 فتيات وانقاذ 24 أخريات في شاطئ أبو تلات    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهدي : البلاد قسمت، وسيادتها ضاعت، والمعيشة ضاقت، والأخلاق تردت وكثير من البنات يحملن حبوب الإجهاض في حقائبهن.
نشر في الراكوبة يوم 30 - 08 - 2013


بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة 30 أغسطس 2013م الموافق 23 شوال 1434ه
التي ألقاها الإمام الصادق المهدي بمسجد قُبا بأم بدة الحارة 15
الخطبة الأولى
الحمدُ لله الوالي الكريم، والصلاة على الحبيب محمد وآله وصحبه مع التسليم، أما بعد-
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز،
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا) . هذا يعني أن الزواج ليس مجرد رابطة شرعية، بل يجب أن تقوم فيه بين الزوجين علاقة مودة ورحمة وسكون أي محبة. بعض الناس ينفرون من عبارة المحبة، ولكنها هي أفضل علاقة تقوم بين الإنسان وربه، (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّالِّلَّهِ) ، وبيننا وبين نبيّنا، وبين المؤمنين مع بعضهم بعضاً ("مَا مِنْرَجُلَيْنِ تَحَابَّا فِياللَّهِبِظَهْرِالْغَيْبِ إِلَّا كَانَ أَحَبُّهُمَا إِلَىاللَّهِ أَشَدَّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ) .
بعض الناس يشاهدون الحديث عن الحب في الأفلام والمسلسلات، ولكن الحب حلاله، أي الذي في الطريق لعلاقة شرعية، حلال، وحرامه، أي الذي يجافي الخطة الشرعية، حرام. وقد كتب عن مشروعية المحبة بين الرجال والنساء كثير من علماء الدين –مثلاً- كتاب ابن حزم بعنوان طوق الحمامة، وكتاب ابن القيم بعنوان روضة المحبين، وكتاب السيوطي بعنوان شقائق الإترنج.
من مقاصد الشريعة أن تقوم العلاقة الزوجية بين الرجال والنساء على المحبة، لذلك مقولة "زوّجت مجبرتي" عبارة خاطئة. وللمرأة حق القبول أو الرفض كالرجل، فلا يعقل أن تكفل الشريعة للمرأة حق تملك المال وتنفي عنها حق تملك نفسها.
الزواج هو طلب، وقبول، ويمكن أن يكون الطلب من الرجل أو المرأة، وشهود ومهر، والباقي زوائد. للأسف بعض الزوائد اليوم مفاخرة ومباهاة ذميمة. صار بعض الناس يبالغون في شكل كرت الدعوة، وفي إيجار الصالة، وفي أجرة المغني، وفي فستان الزفاف الذي هو إسراف غريب على ذوقنا، وفي زخرفة العروس حتى كأنها كشكول ألوان. هذه المبالغات صارت قدوة للناس، ورفعت تكاليف الزواج بصورة هبطت بنسبة الزواج بين الشبان، وجعلت البنات يصرخن قائلات:
نحن البايرات يا جماعة
ولي الله يدينا بنرفع
شعارنا عريس متواضع
يا حي يا رازق اسمع
ما همنا حفلة وشيلة
بي حاجة قليلة بنقنع.
ولكن هيهات، فتقاليد المجتمع صارت عقبة في سبيل الزواج الميسر. وحتى إذا تيسّر الزواج فإن نسبة العطالة العالية، وأزمة السكن، والحروب المتعددة عوامل تؤثر سلباً على تكوين الأسرة، وعلى استقرارها.
بعض الزوائد في الزواج حميدة وغير مكلفة، وهي من تراث السودان الثقافي مثل الحناء والجرتق. الحناء زينة وعشب طبيعي معروف في تراثنا الثقافي والديني، والجرتق يرمز لانتقال الزوجين من الانفرادية إلى الثنائية ويرمز للخصوبة المطلوبة والفأل الحسن باللبن والعيش والتمر.
وكثير من الزيجات صارت تنتهي للطلاق لأسباب أهمها:
رجال يتعاملون مع زوجاتهم بتقاليد قديمة مع أنهن صرن يتطلعن لمعاملات تراعي مكانتهن المكتسبة.
زادت أهمية العلاقة النووية بين زوج وزوجة، ولكن أسرتيهما ما زالتا تحرصان على علاقات الأسرة الممتدة وتتدخلان في خصوصية العلاقة بين الزوجين.
وصار الإعسار يشكل سبباً آخر في الطلاق، فالزوج ربما تكلف أكثر من طاقته في الزواج، ثم تذهب الحماسة ويفرض الواقع المرهق نفسه.
صحيح في أكثر المناطق الريفية ما زالت المرأة تقبل المعاملات التقليدية، لذلك الأسر هناك مستقرة. ولكن مع التعليم والوعي الاجتماعي فالنساء صرن يحرصن على حقوقهن. الحقوق التي كفلها الإسلام ومنعها منهن اجتهاد بعض الفقهاء، وبعض التقاليد السودانية.
المطلوب الآن التعامل مع بناتنا خاصة في المدن والمتعلمات بثقافة جديدة أهمها:
- المساواة في تربية أطفالنا بنين وبنات.
- التخلي عما يفترض دونية المرأة من المعاملات.
- تأكيد أنه من حيث الحقوق الإيمانية والإنسانية فإن النساء كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "شَقاَئِقُ الرِّجَالِ" ، وقال تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) . هذه المعاني صاغتها إحدى شاعرات السودان:
أيها الداعي بهندٍ والمنادي في تحدي
أنت كم تظلم هنداً فوق ظلم المستبد
إنها صارت شعاعا ومناراً لك يهدي
فارجع الطرف تراهاهي نداً أي ندِّ
استجابة للمفاهيم الإصلاحية ينبغي أن تراجع كافة القوانين التي تحرم المرأة حقوقها في المساواة في المواطنة، وعلى رأسها قانون النظام العام ورفع الملاحقات للنساء بسبب المادة 152 من القانون الجنائي، فمجتمع الفضيلة والاحتشام المطلوب شرعاً يقام أولاً بالتربية وبالقدوة الحسنة وبالرأي العام، والزي المطلوب للنساء المؤمنات طوعي لا يفرض فرضاَ، ومن هذا المنبر أنادي بشطب الدعوى ضد الناشطة المهندسة أميرة عثمان، وكافة قضايا النظام العام التي يجلد بسببها عشرات الآلاف من النساء سنويا. كما يراجع قانون الأحوال الشخصية بما يعترف للمرأة بحقوقها الإنسانية ويحميها من الاستغلال، وفي هذا المجال يحرّم زواج الطفلات، فالطفل مرفوعٌ عنه القلم ولا يجوز أن يدخل في تعاقد غليظ كعقد الزواج. والقياس على زواج النبي محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها بأنها كانت في التاسعة من عمرها قياس خاطيء، فعمر السيدة عائشة لدى زواجها كان 17 أو 18 عاماً. وخفض البنات المسمى ختان يجب منعه تماماً لأن فيه ضرراً كبيراً، والشريعة تقوم على مبدأ لا ضرر ولا ضرار. ولا يقاس ختان الأنثى على ختان الرجل، ففي حالة الرجل ما يقطع جلدة زائدة أما في حالة المرأة فما يقطع عضو تناسلي ينقص من أنوثتها.
الخليقة كلها تتوالد على الشيوع، ولكن الإنسان لأن الله كرمه وعين له حقوقاً في الكرامة والحرية والعدالة والسلام والمساواة صار توالده عن طريق رابطة الزواج التي أوجبها القرآن والسنة المطهرة. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ" ، وقال حاثاً على إكرام النساء: "خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، ما أكرم النساء إلا كريم، ولاأهانهن إلا لئيم" .
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المؤمنين.
الخطبة الثانية
الحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، أما بعد-
أحبابي في الله وأخواني في الوطن العزيز
قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُممَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ) .
إن نظام الحكم الحالي في السودان استولى على الحكم بالانقلاب على حكومة شرعية ديمقراطية منتخبة، وانفرد بالحكم ربع قرن إلا قليلاً، والنتيجة أن البلاد قسمت، وأن سيادتها ضاعت، وأن معيشة الناس فيها ضاقت، والأخلاق تردت لدرجة لم يشهدها السودان في تاريخه. انتشرت المخدرات، وانتشر داء الإيدز، وروت كاتبة أن كثيرا من البنات يحملن حبوب الإجهاض في حقائبهن قائلة إن هذا ما أثبتته لها تحريات الشرطة، ومأساة المايقوما وصمة كبيرة، وقبل أيام استأجر لصوص دفارا وعربة وحاموا حول قرية (الفتح1) (الجخيس) غرب أم درمان وبمكبر الصوت أن سيلاً جارفا في الطريق للقرية وعلى السكان مغادرتها ففعلوا، فجاء اللصوص للقرية وسرقوا كل ما لم يستطع الأهالي حمله! قصص انهيار الأخلاق وتفنن الإجرام تزكم الأنوف.
لذلك رأينا ألا سبيل لخلاص الوطن إلا إذا قام نظام جديد، وأصدرنا بياناً واضح المعالم لهذا النظام الجديد، وآليتنا إلى ذلك تذكرة التحرير، والاعتصامات، وكافة وسائل العمل لتحقيق النظام الجديد، ما عدا العنف والاستنصار بالأجنبي.
إننا ماضون في هذا المشروع، وفي هذه الوسائل لتحقيقه. وللمواطن أن يتساءل ما هو موقع لقائي برئيس الجمهورية يوم الثلاثاء الماضي من مشروعنا هذا؟
أقول لمن قرأ مشروعنا إن المشروع ينطوي على وسيلتين: إحداهما مذكرة التحرير والاعتصامات والضغط بكل الوسائل المدنية لتحقيق النظام الجديد. والوسيلة الثانية هي المائدة المستديرة أو المؤتمر القومي الدستوري الذي يضع خطة قومية لا تعزل أحداً ولا يسيطر عليها أحدٌ للاتفاق على إقامة النظام الجديد.
إن لقائي برئيس الجمهورية فيه اتفاق على أن مسائل الحكم والدستور والسلام قضايا قومية لا تعزل أحداً ولا يسيطر عليها أحدٌ. هذا اتفاق عام على القوى السياسية أن تناضل بالفكر والعمل والاجتهاد ليصير الحكم المنشود نظاماً جديداً، وليصير السلام المنشود شاملاً لكافة جبهات النزاع، وليصير الدستور المنشود وعاءاً شاملاً للسلام العادل الشامل وللتحول الديمقراطي الكامل، وإذا تحقق ذلك نحمد هذه السنة، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم "مَاخُيِّرَبَيْنَأَمْرَيْنِإِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْإِثْمًا" . ونكون مع الشريف الرضي :
ملكت بحلمي فرصة ما استرقّها من الدهر مفتول الذراعين أغلب
فيما يتعلق بتحقيق السلام العادل الشامل، فعلينا أن نعمل لمشاركة الجبهة الثورية في حوار السلام، والمطلوب أن نعترف نحن والحكومة السودانية بالجبهة كشريك في الحوار على أن توافق هي على مبدأين هما:التخلي عن العنف وسيلة لإقامة النظام المنشود، والإيمان بوحدة السودان.
وفيما يتعلق بقومية الدستور فإن على القوى السياسية تحديد كيفية تحقيق ذلك.
وفيما يتعلق بقضية الحكم فإن على كافة الأطراف تحديد معالم هذا النظام الجديد، كما فعلنا نحن، للاتفاق على خريطة الطريق لإقامة النظام المنشود.
في كل هذه القضايا حتى إذا اتفق على مبدأ القومية يمكن أن يكون تصور الحزب الحاكم للقومية مختلفاً عن تصور الآخرين، وسوف يكون من واجبنا استخدام كافة الوسائل لجعل رؤيتنا هي الراجحة.
وبدل حديث بعض الناس عن خيبة أملهم فيما حقق لقاء الثلاثاء، الأجدى بالعناصر الجادة أن تقول نرحب بالاتفاق على قومية هذه القضايا الثلاث، وأن نسعى لتحقيق إجماع حول استحقاقات قومية القضايا الثلاث.هذا هو المطلوب كمتابعة للاتفاق على مبدأ القومية في تناول القضايا الثلاث على أساس لايعزل أحداً ولا يسيطر عليه أحدٌ، وهذه خطوة طويلة في الطريق إلى مطالب الشعب.
ولكن بعض المراقبين حجبهم الغرض أو الحسد أو مقولة القرآن: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا) . لذلك فإن أقوال بعض الناس تعليقاً على اللقاء خاطئة وظالمة:
o قال بعضهم هذا معناه فشل مذكرة التحرير. مذكرة التحرير وسيلة ماضية إلى سبيلها، ما لم نحقق مقاصدها بوسيلة أخرى.
o قال بعضهم في اللقاء بنود سرية:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
ليس فيما دار أية بنود سرية.
o قال بعضهم إن ما حدث هو خطوة في طريق مشاركة حزب الأمة في النظام. نقولها للمرة الألف: حزب الأمة لن يشارك إلا في إقامة نظام جديد حدد معالمه.
ومع عدم مشاركتنا في الحكومة لم نتقاعس عن المشاركة في حوكمة السودان في القضايا القومية – مثلاً – نحن من جاء بفكرة المحكمة الهجين، وتبناها الاتحاد الافريقي. ونحن من جاء عبر خبراء بمعادلة ما يدفع الجنوب مقابل خدمات البترول وقام عليه الاتفاق. ومع أن اتجاه المسؤولين كان ضد سد النهضة فنحن عبر ورشة متخصصة من غيّر الاتجاه، والآن تجنباً للحرب فقد قدمنا معادلة مفوضية الحكماء التي لابديل لها إذا أريد تجنب أن يمنع الاختلاف حول بعض القضايا تنفيذ الأمور المتفق عليها، وهكذا يفرض حزبنا شرعيته في حل القضايا القومية مع أنه يقدم أكثر المشروعات جدوى لاقامة نظام جديد.نحن مع الوطن للنهاية، ولكننا كذلك نعارض الوطني حتى النظام الجديد:
كنا مشتبكين ضد نظام الخرطوم ولكن عندما ضرب مصنع الشفاء أدناه وقلت في اجتماع هذا عمل يضر بالمعارضة.
وكان بعض جماعتنا قد لغّم الخرطوم لتفجيرها ولكننا منعنا ذلك. والآن نحن قد أيدنا الثورة السورية ولكننا ضد أي هجوم عسكري أجنبي على سوريا كما ندين أي استخدام للأسلحة الكيميائية ونطالب بالتحقيق الدولي في الأمر ويساءل الجناة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
نعم نحن مع الوطن وضد الوطني، ولكن بعض الناس لا يفرقون بين الأمرين وآخرون يعتقدون أن المعارضة هي بذيء القول مع قلة العمل.
لنور الله برهان عظيم تضيء به القلوب المطمئنة
يريد الحاسدون ليطفئوه ويأبى الله إلا أن يتمّه
اللّهُمَّ يَا جَلِيْلَاً لَيْسَ فِي الكَوْنِ قَهْرٌ لِغَيرِهِ، ويَا كَرِيْمَاً لَيْسَ فِي الكَوْنِ يَدٌ لِسُواهُ، ولَا إِلَهَ إِلَا إِيَّاهُ. بِحًقَّ الطَوَاسِينِ، والحَوَامِيمِ، والقَافَاتِ، والسَّبْعِ المُنْجِياتِ، ويس، وخَواتِيمِ آلِ عُمران؛ نَوِّر قُلوبَنا أفراداً وكياناً، رِجَالاً ونساءً، واغفِر ذُنُوبَنا أفراداً، وكياناً، ووفَّق جِهادَنا أفراداً وكياناً لبعثِ هدايةِ الإسلامِ في الأمةِ، وحماية الوطنِ من كلِّ فتنةٍ وغمةٍ، اللهمَّ أنتَ تعلمُ أنَّ كيانَنَا قَدْ صَمَدَ فِي وجْهِ الابْتِلَاءَاتِ والتصدِّي للموبقاتِ، فوالِهِ بلُطفكَ يَا لطِيفٌ، لنصرةِ الدينِ ونَجْدةِ الوَطَنِ. (حَتَّى إِذَااسْتَيْأَسَالرُّسُلُوَظَنُّواْأَنَّهُمْقَدْكُذِبُواْجَاءهُمْنَصْرُنَافَنُجِّيَمَننَّشَاءوَلاَيُرَدُّبَأْسُنَاعَنِالْقَوْمِالْمُجْرِمِينَ) ، (إِنَّاللَّهَيُدَافِعُعَنِالَّذِينَآمَنُوا) يَا مُغِيثٌ أغِثنا ويا نُوْرٌ بالتقوَى نوِّرنَا ولا حَوْلَ ولَا قُوَّةَ إلَا باللهِ العليِّ العَظِيْم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.