تعهد الرئيس السوداني عمر البشير ونظيره الجنوبي سلفا كير ميارديت بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين بلديهما، وتنفيذ واحترام اتفاق التعاون الموقع بأديس أبابا العام الماضي، وعدم دعم وإيواء المتمردين، وفي حين دعا سلفاكير الخرطوم إلى القبول باستفتاء "أبيي" في أكتوبر المقبل، سمح البشير لجنوب السودان بمواصلة تصدير نفطه عبر ميناء بورسودان . وقال البشير في اجتماع مع سلفاكير في الخرطوم أمس، إن الاتفاقات التي وقعها الجانبان تسمح بنقل نفط جنوب السودان . وتعهد بالعمل على إيجاد تسوية لأزمة أبيي، وقال "نؤكد عزمنا على إيجاد حل عبر الحوار يرضي كافة المكونات السكانية لأبيي" والتي تتمثل في قبيلتي دينكا نقوك الموالية لجوبا والمسيرية العربية الموالية للخرطوم . وأضاف "أن تكوين المؤسسات التنفيذية والتشريعية بأبيي هي خطوة مهمة ينبغي العمل على إنفاذها أولاً، وسنعمل على إيجاد حل مرض حتى لا تكون أبيي خنجراً في خصر علاقات بلدينا" . واعتبر البشير التزام السودان وجنوب السودان بوقف الدعم والإيواء للحركات المتمردة في البلدين هو الوسيلة الأنجع لبناء الثقة بين الجانبين، وقال "إن تحديد الخط الصفري على حدود البلدين، الذي يتم على أساسه تحديد المنطقة العازلة منزوعة السلاح، مهم وأساسي للأمن على الحدود ويسهل تبادل المنافع من تجارة ونفط وحركة رعاة عبر الحدود" . وأكد التزام بلاده بالشروع فوراً في ترسيم الحدود، داعياً إلى العمل المشترك بين الدولتين لتسهيل إكمال فريق الخبراء من الاتحاد الإفريقي لمهمته . من جانبه، قال سلفاكير في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمباحثات المشتركة، "لا توجد مشكلة بشأن أبيي إذا ما تم الالتزام بما اتفقنا عليه عبر اتفاق السلام الشامل وبروتوكول أبيي وقرار محكمة التحكيم الدولية ومقترح الوساطة الإفريقية" . وأضاف "لقد قبلنا بمقترح الآلية الافريقية رفيعة المستوى، ومازلنا ننتظر موافقة السودان على المقترح"، الذي تقدم به رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوي ثابو مبيكي، وتبناه الاتحاد الإفريقي في سبتمبر/أيلول الماضي، وينص على إجراء استفتاء حول أبيي في أكتوبر المقبل . وأعاد سلفاكير التذكير بقرار محكمة التحكيم الدولية في لاهاي بشأن أبيي، قائلاً إنه حسم ملكية الأرض لقبيلة دينكا نقوك، الموالية لجنوب السودان . وشدد على أن القرار واجب النفاذ . ونفي سلفاكير أن تكون بلاده داعمة لأي مجموعات سودانية متمردة . وقال "لست هنا للدفاع عن موقف بلادنا والتأكيد على أننا لا ندعم المتمردين، فهذا شيء يثبته الواقع على الأرض، كما أنني لم آت إلى هنا للشكوى من أنه يتم اتهامنا من قبلكم من دون سبب" . وأضاف "أؤكد مرة أخرى استعدادي لاتخاذ الإجراءات المناسبة إن تم تقديم دليل من قبلكم على دعم أي مجموعات متمردة" . وهيمنت قضية أبيي على المباحثات بالدرجة الأولى، وأخذت حيزاً كبيراً في الاجتماع المغلق بين الرئيسين، وكشفت مصادر عن إصرار سلفاكير على قيام الاستفاء حولها في موعده المقترح عبر الوساطة الإفريقية في أكتوبر المقبل، وأشارت إلى أن البشير رفض ذلك باعتبار أن إجراء الاستفتاء من طرف واحد أمر غير قانوني . وتقوم قوات إثيوبية قوامها أكثر من 4 آلاف جندي بحفظ السلام في المنطقة المتنازع عليها تحت إشراف الأممالمتحدة . وكان وزير الخارجية السوداني علي كرتي قال لدى وصول سلفاكير مطار الخرطوم "إن زيارة رئيس دولة جنوب السودان إلى الخرطوم ستفتح الباب لعلاقات جديدة بين الخرطوم وجوبا لتجاوز العقبات التي ظلت تؤثر في مسارات العلاقة بين البلدين" . وأضاف "نعتقد أن الأجواء مناسبة وأن الرئيس سلفاكير جاء بنوايا طيبة"، وأشار إلى "أن زيارة سلفاكير إلى الخرطوم تستغرق يوماً واحداً، وهي ليست كافية لحلحلة كل القضايا، ولكن مثل هذه الزيارة مطلوب منها إبداء حسن النوايا وحلحلة بعض المسائل الأساسية" . وتأتي زيارة سلفاكير قبل ثلاثة أيام من انقضاء مهلة حددتها الخرطوم لوقف تصدير نفط الجنوب عبر خطوط الأنابيب السودانية . وكان البلدان قد فشلا في تجاوز عدة قضايا عالقة، منها المناطق الحدودية المتنازع عليها مثل أبيي الغنية بالنفط، وتصدير البترول الجنوبي عبر الموانئ السودانية، والاتهامات المتبادلة بدعم جماعات متمردة في الدولتين رغم توقيعهما اتفاقاً للتعاون المشترك قبل ما يقرب من عام . الخليج