دبابيس ودالشريف    راشد عبد الرحيم: امريكا والحرب    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    بالفيديو.. شاهد اللحظات الأخيرة من حياة نجم السوشيال ميديا السوداني الراحل جوان الخطيب.. ظهر في "لايف" مع صديقته "أميرة" وكشف لها عن مرضه الذي كان سبباً في وفاته بعد ساعات    عاجل.. وفاة نجم السوشيال ميديا السوداني الشهير جوان الخطيب على نحو مفاجئ    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    ((نعم للدوري الممتاز)    رئيس مجلس السيادة يتلقى اتصالاً هاتفياً من أمير دولة قطر    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    بنك الخرطوم يعدد مزايا التحديث الاخير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الكشف عن سلامةكافة بيانات ومعلومات صندوق الإسكان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة سودانية تظهر في لقطات رومانسية مع زوجها "الخواجة" وتصف زواجها منه بالصدفة الجميلة: (أجمل صدفة وأروع منها تاني ما أظن القى)    لاعب برشلونة السابق يحتال على ناديه    مفاوضات الجنرالين كباشي – الحلو!    محمد وداعة يكتب:    عالم «حافة الهاوية»    مستشفي الشرطة بدنقلا تحتفل باليوم العالمي للتمريض ونظافة الأيدي    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    كوكو يوقع رسمياً للمريخ    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    عقار يلتقي وفد مبادرة أبناء البجا بالخدمة المدنية    باريس يسقط بثلاثية في ليلة وداع مبابي وحفل التتويج    السودان..اعتقالات جديدة بأمر الخلية الأمنية    جماهير الريال تحتفل باللقب ال 36    شاهد بالصور.. (بشريات العودة) لاعبو المريخ يؤدون صلاة الجمعة بمسجد النادي بحي العرضة بأم درمان    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    نتنياهو مستمر فى رفح .. إلا إذا...!    السيسي: لدينا خطة كبيرة لتطوير مساجد آل البيت    ترامب شبه المهاجرين بثعبان    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وداد بابكر هي السيدة العربية الأولى لعام 2013؟؟....."ياراجل حرام عليك" !
نشر في الراكوبة يوم 10 - 12 - 2013


[email protected]
نحر مجلس إدارة مؤسسة المرأة العربية مصداقيته بإعلانه فوز السيدة وداد بابكر ، حرم الرئيس البشير ، بجائزة السيدة العربية الأولى في دعم المرأة ومبادرات العمل الإنساني لعام 2013. الدكتور كريم فرمان، رئيس مجلس الإدارة ، وصف الاستحقاق ب "أرفع" جائزة عربية ، وأضاف (إعترافاً بالدور الكبير والمبادرات المتواصلة للسيدة وداد بابكر في تكريس قيم العمل الإنساني في بلدها، وسعيها الدؤوب نحو تشجيع النساء على المزيد من الانخراط في ميادين العمل والبناء).
عوَّارُهذا الاختيار ، كما سنبيّن، لن تنحبس أثاره عند غيظ أهل السودان فقط علي هذه المؤسسة العراقية المُلاّك ، د. كريم فرمان ومحمد الدليمي ، ورئيساً أعلي تركه موقعها شبحا بلا تسمية ! لكنه حتما سيتعداه ليقدح في نزاهة ترشيحاتها وموضوعية إختياراتها ولدرجة تُغَلِّب الترجيح أن إختيارالسيدة وداد تم وفق صفقة تجارية تحولت فيها المؤسسة المذكورة لبقالة لبيع الصكوك والدروع وتوزيع الألقاب مدفوعة الثمن . وإلا كيف يستقيم أن يكون كريم فرمان المُباهي بانجازات حرم رئيس السودان في 2013 ، هو ذات الرجل الذي أبلغ قناة الحرة قبل عام فقط "31 أغسطس 2012 -الحلقة 235 من برنامج مساواة) http://www.alhurra.com/media/video/210974.html ،مانصه (نحن نشهد تراجع كبير الحقيقة في بعض الدول العربية لأن الاحداث الكبيرة تمنع التنمية وتعطل التنمية وتعطل دور المؤسسات كما يحصل في السودان)..هل يعقل هذا ؟ هذا الحوار الطويل أسقط خِرَقاً عديدة من رداء الرجل . أهمها أسلوبه المتزلف في الترويج لنفسه والإدعاء المُشتط لحظوة لدي أهل البلاط والسلطة . فمثلا حدثنا ، دون أن يرمش له طرف ، عن حاكم عربي قدم لمؤسسته 55 منحة دراسية لطالبات لإكمال الماجستير والدكتوراة . وفجأة إعتدل ، نظر للكاميرا وتبسم مبلغاً مشاهديه في قناة (الحرة) ان هذا الحاكم ( يسمعني الآن) ،.... ياسلام ! بهذا النصب الرخيص ، والنفخ الكذوب يسعي الدكتور مروجا لنفسه في المجالس ! فصديقه الوهمي هو لعمري حاكم باطل متبطل إن كان كل همه وشاغله متابعة إطلالات الدكتور في التلفاز رامياً شؤون شعبه وراء ظهره!
هذا التكريم الكذوب ستتفاقم أثاره علي بضعة محاور . فمن جهة ، سيحرج السيدات اللائي نلن الجائزة قبل السيدة وداد ، فالسلف تسؤه نواقص الخلف إذ لا يجوز إسراج البقر بسروج الصافنات ! أما من سيأتين بعدها فستلاحقهن هذه الفضيحة فيغطسن في الصفر ، فحتي المليار يفقد قيمته ويصبح صفرا إن تراصت أرقامه علي يسار الصفر ! وعلي محور مقابل ، سيفجع الاختيار من صفقوا للمصداقية المكتسبة عندما إستهلت الجائزة سياقها بقامة عربية سامقة هي أم الإمارات ، الشيخة فاطمة بنت مبارك . وهناك المُشْفِقون المُحْرَجون من عسل الحديث المرسل مدحا من الدكتور كريم لأسماء الأسد في حفل تنصيبها عام 2008 إذ قال أنها (صورة عصرية مشرفة عن المرأة العربية في العالم الخارجي في تأكيد لنجاح المرأة العربية العاملة ونيلها إعجاب وتقدير جميع الأوساط الإقليمية والدولية) .
تسييد زوجة البشير علي نساء العالم العربي أتي في اليوم التالي لمثول المهندسة أميرة عثمان كمتهم أمام محكمة مُذِّلة خصيمها فيها كان شرطياً تلاسن معها حول مظهرها وغياب غطاء رأسها فإعتقلها وأودعها الحراسة !. وفي هذا دلالة شاخصة لما ألت اليه حقوق المرأة السودانية ، واقعا وليس إدعاءا .وفيه تتجلي عدم فعالية السيدة وداد وإحجامها عن التفاعل مع قضايا حواء بلادها ، والعمل علي إلغاء كثير من التشريعات المُعيبة في قوانين النظام العام .في حادثة أميرة تكون تطبيقات مادة النظام العام رقم 152قد زحفت من بنطال لبني وإرتفعت أشبارا إضافية فأصبح من حق رجال شرطة التجاسر وتوقيف الإناث لفحص خمار رؤوسهن !
منذ 9 سنوات تترأس السيدة وداد بابكر مؤسسة "سند الخيرية" ، أكبر وأغني مؤسسة خيرية سودانية علي الاطلاق. إمبراطوريتها تسندها أمصار ذات وزن معتبر . فسند الخيرية تتنفس ، من جهة ، برئة رئيس الجمهورية ، عبر زوجته . وإن عطست إستلفت أنف جهاز الأمن والمخابرات السوداني ، عبر السيدة مها الشيخ بابكر ، زوجة مدير المخابرات الفريق محمد عطا وأول مديرة لسند الخيرية (2004-1120) . أما الدولارات فيتعهد بها تنظيم الاخوان المسلمين الدولي عبر مؤسسة المنتدى الإسلامي المسجلة في بريطانيا منذ 1986 والتي سمّت سند الخيرية كواجهة لها في العموم
الأفريقي إنطلاقا من الخرطوم . بهذه الارتباطات الثلاثية غدت المنظمة ضيعة خاصة بالسيدة وداد بابكر ، لَا يَدْخُلَنهَا عليها مدقق حسابات أو مراجع ..أو مسكين !
في الشهر الماضي ، رُزِئت الخرطوم وأقاليم وسط السودان بسيول وأمطار تجاوزت الرقم التدميري المحقق في 1988. ففي العاصمة ، لوحدها ، تشردت 25 ألف أسرة ذهبت السيول بمنازلها ! قالت (بي بي سي) في يوم 26 أغسطس ، أن250 مدرسة شرق وغرب العاصمة إنْهَارت .أما (العربية نت) فأوردت الأربعاء 28 أغسطس ، أن أكثر من نصف مليون سوداني تضرروا وفق أرقام الأمم المتحدة وان السيول ضربت نصف ولايات السودان . يوم 27 أغسطس أعلنت الأمم المتحدة عبر مكتبها للشؤون الإنسانية ان حكومة البشير ،نفسها ، إعترفت بان 574540 شخصاً تضرروا وأن 50 شخصاً قضوا في الكارثة وأن الضحايا في العاصمة بلغ عددهم 180 ألف شخص. أما في وليات الحرب ، كالنيل الأزرق ، فتقول الأمم المتحدة أن أكثر من 125 ألف شخصا تضرروا. إستفز إهمال الدولة الوجدان القومي ، فتتداعي شباب السودان فوراً لتوفير البديل . من عرقهم وعرقهن خرجت منظمة وارفة أسموها "نَفِيْر" . الإسم ذو الحضور النبيل في الموروث السوداني إذ يدل علي التعاضد والتكاتف. تدفقت مواد الاغاثة من كُل فَجٍ عميق متحدية تكتم الحكومة ورفضها إعلان البلاد كأرض مبتلاة بكارثة، حتي تهبط الإعانات من ربوع العالم بلا قيود ! المهم ، كل هذا لم يحرك شعرة في رأس سند الخيرية فلم تزر رئيسة مجلس إدارتها ، السيدة وداد بابكر ، أياً من تجمعات حزام النكبة بالعاصمة أو خارجها ! هذا "اللافعل" لم يكن حالة مستثناة لسند ، فقد ظلت تسند أهلها وتنسي فقراء السودان ممن لم ينلهم من كنوزها شيئا ! هذه المرة ، أيضا ، غابت مالكتها وإبتلعت الأرض "الدور الانساني " الذي زوّرته مؤسسة المرأة العربية بأريحية وألبسته سيدة السودان الأولي !
تزامن غرق الخرطوم ، الأحد 4 أغسطس، مع تفجر فضيحة منع السلطات السعودية طائرة خاصة قادمة من الخرطوم قاصدة مطار الإمام الخميني بطهران من عبور أجواء المملكة لعدم إستيفائها المطلوبات المعتادة . عادت الطائرة للخرطوم . وبدلاً من إنصراف ركابها لحال سبيلهم في ستر الله ، طالبوا مجددا إستثنائهم بالعبور كاشفين ان "المختبئ الأفخم "فيها هو الرئيس البشير الذي يرغب في تهنئة الرئيس الايراني بتنصيبه ! أراد مطلوب لاهاي عبور الفيافي السعودية متخفياً في طائرة غير رئاسية ، وغير سودانية، في مجازفة باهظة التكاليف والإسقاطات ، بئيسة المقاصد وفطيرة التخطيط . ولأن الإعلام يُزّكي غرائب الأخبار ، فلنراجع حيثيات هذا النموذج الناطق باللامعقول : رئيس دولة ذات سيادة ، يتوفر علي وزارة خارجية ، وإدارات برتوكول وسفارات ، يتنازل عن رمزيته السيادية فيقبل بتهريبه ككيس طحين عبر سماء "جارة شقيقة " تاركا خلفه شعبه يشبع غرقا لتهنئة رئيس آخر، وقد سمعنا برؤساء يقطعون زياراتهم وعطلاتهم ويهرعون لبلادهم ليواسون شعبهم !؟
سيحضر الدكتور العراقي ورهطه للخرطوم الشهر القادم لإستكمال صفقة تتويج سيدتنا الأولي في لقبها الجديد ويمنحها درعاً وقلادة الذهبية . سيكون شعب السودان غائباً عن الاحتفالية ، إمتعاضاً وغضباً داعياً علي من نهب لقمته ، ومن جاء ليزّين الكف التي سرقت قوته . سيزور شهود الزور بلداً عبثوا بحقائقه. ستبدو لهم أكفان الفقركأثواب زفاف ، سيطعموهم من جوعنا موائداً شهية ببوفيهات مفتوحة، وسيتجشأؤن في مظاريف محشوة بالدولارات . سيصرف عليهم الشعب السوداني من فقره . نعم ، سيحلون علي عنوان هو الخرطوم ، لكنهم لن يتعرفوا علي غبن أهل العنوان ! فالخرطوم الناس ، والخرطوم الإنسان ستكون منزوية علي هامش الأرصفة عندما تتخطفهم سيارات الرئاسة السودانية المستعجلة بصافراتها ، وتتسابق أمامهم موترسايكلات النجدة فاسحة الطريق من وإلي فنادق الخمسة نجوم وحفلات الاستقبال . سيكونون ضيوفاً علي البشير وزوجه وليس علي السودان وأهله . فبطون أهله الجائعة والمتضورة للحرية ، كما هي اليوم ، ستظل وافرة الكرامة ومليئة بالعزة ، كما هي أبداً . لن يرونا ولن يروا وجوهاً مكشرّة رافضة لهذه الفهلوة والحيل البهلوانية لإستحلاب أموالنا . لكنا علمنا ! فهذا الشعب المثقف المستنير يفهم بدع العلاقات العامة وفنون الترويج لمنتجات العملاء وطرائق غسل سمعتهم المتلطخة . يفهم السودانيون الاستلطافات والإنحناءات ذات الصلة بالمصالح والغرض بسرعة مدهشة . يفكون طلاسم التصرفات ويدرجونها تحت تصنيف مايسمونه (تكسير ثلج ) ، تبسيطا لخبائث وفهلوات وحيل العلاقات العامة (P.R.Gimmicks) . لم تعد تجدي محفوظات التفخيم (أكبر ، أرفع ، أحسن ، أغلي) ولا لغة "التعميمات الاعلامية " المعطوبة الصياغة . فشوارع عالمنا العربي تصطف برفوف عرض صنوف عدة من كل شئ ، والكل للبيع علي قارعة الطريق ، من الكلي البشرية والي الدرجات العلمية وشهادات الميلاد وحتي اللحي الصناعية ! لن نصدق أن مجرد وجود مقر منظمة أو شركة في فرنسا أو فرانكفوت أو نيويورك يؤهلها لنيل نزاهة الغرب ومصداقية إعلاناته . فالتزوير العربي تفنن في جعل عنوان شركة مسجل علي صندوق بريد ، أجرته السنوية ثلاثون دولارا ، يبدو كمكتب في ناطحة سحاب ، فقط يكفي ان يتواجد الصندوق في حارة بائسة في شيكاغو أو طوكيو فيستخدمون الرمز البريدي ويرمون البؤس!
نعلم أن البلدان الفقيرة إن تعاورتها أحذية الديكتاتورية الباطشة ، كما هو حالنا اليوم ، إنقلبت الي بؤر سرطانية مُفَرِّخة للفساد. فتتأهل البلد وأجهزة السلطة للقب الأكثر فسادا لأنها الأقل رقابة ، وبالنتيجة "الأفحش" إثراءاً لرجال العلاقات العامة . ربما لهذا السبب فإن مؤسسة مؤسسة المرأة العربية ومنذ تأسيسها في 2001 لم تفتتح لها مكاتب إلا في البلدين الأفقر والأضعف عربيا - موريتانيا وجزر القمر ! بل وأن الدكتور كريم أسس ، بإسم النساء ، مصنعا لتعبئة الأسماك
وتصديرها في موريتانيا ! أما تذويق الشحدة باستثارة النخوة فيقدم حواره المشار اليه مع قناة ( الحرة ) عينة منها شاكلة " بيان بالعمل "! . رغم أن أول عبارة في أي تعميم أو نشرة صحفية تصدرها مؤسسة المرأة العربية يبدأ بالاشارة الي أن مقرها بفرنسا ، الإ انه إن سعي للهجوم علي الغرب لكسب الشرق ، فعل أكثر وكان أكثر جرأة في استحلاب العاطفة العربية بلبس حزام العفة ! أسمعوا هجومه الانتقائي علي الغرب ومراميه البعيدة ، قال (أحد المؤسسات الغربية عرضوا علينا مبلغا كبيراً من المال لإجراء دراسات عن الختان وموضوع الإشكاليات الإجتماعية...قالوا تصوروه بالفيديو ومش عارف إيه ، قلنا لهم هذا شئ سلبي نحن لا نقره لكن هناك قضايا أهم تعالوا ساعدونا فيها )!!
نختم بطرفة تروي ..
علي أيام حكم الرئيس نميري ، ذاع صيت برنامج تلفزيوني راتب إنتظره الناس كل جمعة .ميّز البرنامج مُذيعه المحبوب بتعليقه الأشهر الذي يقطر لطفاً ( ياراجل حرام عليك ) إن أخطأ المجيب . الطاولة أمامه ناءت بما حملت من الهدايا الفاخرة وإستديو مكتظ بعيون تبحلق في الجوائز وقد علموا السبيل اليها . فالمذيع يسأل عن معلومة عامة ، ترتفع الأيادي فيختار متوثبا للاجابة. يجرب المُجيب حظه مرة واحدة .فإما إصابة الهدف وهدية ، وإما الرجوع مكسوفاً لمقعده تشيّعه عبارة المذيع الغارقة في التقريع والتهكم (ياراجل حرام عليك) التي يُضاعف مفعولها التأديبي ما يضج به الاستديو من قهقهات! سأل الحضور ذات مرة ( رئيس دولة أفريقية عرفت عنه الثقاقة الواسعة والتبحر في المعرفة والانشغال بالأمور الفكرية كالترجمة والقراءة ، من هو ؟) كان يقصد رئيس السنغال السابق ، الشاعر ليوبولد سيدار سنغور. جرّب المٌجيب الأول حظه وفشل، فإختار المذيع آخراً أسرع للمنصة متقافزا بمشية الواثق وإبتسامة من قبض قرني الحظ . تلقف المايكرفون ونفخ الاجابة ( هذه الشخصية هي "طبعا"الرئيس القائد جعفر محمد نميري). من فرط دهشته ، نسي المذيع العواقب . فأرسلها ممطوطة وموّشاة بحسرة بائنة (ياراجل حرام عليك ).وفي ذات الظهيرة حلت اللعنة الرئاسية علي المذيع وبرنامجه فشُطِب كلاهما من هواء جمهورية نميري .
فوز السيدة وداد بابكر بجائزة السيدة العربية الأولى لعام 2013 ؟...( ياراجل حرام عليك )!
التقريرالقادم ، الحلقة 3 والاخيرة حول سند الخيرية :منهوباتنا في بورصة دبي ....ومشاوير لندن!
مقالات الكاتب السابقة موجودة علي أرشيف مكتبة كتاب الاعمدة والمقالات بصحيفة الراكوبة 88.htm-id-listarticles-action-http://www.alrakoba.net/articles
خاطرة أخيرة
*فيصل محمد صالح ......
فوز الزميل الصديق الأستاذ فيصل محمد صالح بجائزة بيتر ماكلر السنوية للشجاعة والنزاهة الصحفية نزل برداً وسلاماً علي كل زملائه وزميلاته ، وإنطوي علي دلالات ذات معانٍ . فالتكريم فيه عرفانٌ مُستحق لزميل ماحبس فمه كلمة الحق وجلاً ، وما شاح عنها خوفاً ولا بدّلها رجاءاً في عطية أو مقبوض . ففيصل لمن عرفه من زملائه رجل رصين ، خلوق ، مهذب مُلِم بحواشي ولُب مهنته ، عاملا علي تجويد صنعته وتطوير مناخ المهنة له ولغيره . علي ذلك نال التقدير من أقرانه والتبجيل من قرائه .تعرفت اليه أول مرة عام 1997 معية صديقنا المشترك الزميل فتحي الضو . كان كما اليوم ، يفيض وطنية وثّابة ومنافحة عن حقوق الإنسان الابتدائية ومنها ، بداهة ، حقنا في أن نكتب ونقول ونعبر.
خلافاً لكل المهن ، فإن مواقف الصحافيين والكتاب تبقي محفوظة علي هيئتها الأصلية كالموميات الفرعونية ، لا يتسرب الي أكفانها ما يغيّرها . فالناس تقرأ وتسجل وتأرشِف ...وتحفظ. والقصاصات في زهد النمل ، تسكن أي فراغ وحيز متاح درجاً كان أم ذاكرة أو هارد ديسك . ويمكن إستدعائها بسرعة ، فتخرج كشاهد علي عصر مضي من تأريخ الأفراد ! بسبب من ذات الخاصية، يمكن بسهولة تسمية سواقط المهنة من المرتشين والفاسدين والمُدّعين والمنافقين والأمنيين بل وكل من إنتسب الي زمرة "ين" المنبوذة الصفات .
أعلم بأن فيصل وبقدر فرحته الشخصية بما أنجز ، إلا أن الإحتفاء به وتناقل سيرته وإسمه يخجله ، فالصحفي الأصيل يَحْذَر تبدل الأدوار كأن يصبح هو القصة! عزاؤنا ، وقد أصبح صديقنا هو القصة وليس راويها، أن موعدنا مع الفجر قد إقترب جدا وفق القراءة الفاحصة للواقع المنهار تماما في بلادنا اليوم ! المحور الثاني لهذا التكريم يتصل بالأثر المعنوي للجائزة وصوتها المحرِّض للصحافة السودانية لأن تنهض وتنفض عنها ماطمرها من مكبلات وسلاسل . فهذا العهد الظلامي جعل الصحافة السودانية تعيش أسوأ فتراتها ، علي الإطلاق ، تشريداً لمحترفيها وإغلاقاً لدورها ، ومطاردة لصحفييها إستناداً علي قوانين قمعية ظالمة وإستقواءاً باتحاد زوّر إرادتهم يديره نكرات مهنية يفعلون مايؤمرون. فبما تكرس من أوضاع أصبحنا اليوم ، وفق تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" نتذّيل الدنيا في الترتيب العالمي لحريات الصحافة – 170 من إجمالي 179 بلداً ! في الشهر القادم عندما يطير فيصل لإستلام جائزته في إحتفالية واشنطن السنوية سيكون حال الصحافة السودانية ماثلاً أمام العالم . القيمة المضافة في تكريم الزميل فيصل هو أن أي حديث عنه ، أو عن الجائزة سيتطرق بالضرورة عن معاناة أهل السودان ، عموما ، والصحافيون خاصة مع أمبشيات جهاز أمن الدولة وبطش هذه الدولة وفساد أجهزتها . فأي تضييق تعرض له فيصل هو قصة تُروي لما يتعرض له الوطن وشعبه كل يوم . ختاما
نقول أن التكريم لابد جاء بمذاق ونكهة خاصة للزملاء والزميلات العاملين بداخل السودان ممن يشاركون فيصل أشواقه في سودان ديموقراطي حر ، يعبر فيه الناس عن رؤاهم كيفما شاؤا ، ويختار فيه الشعب من يحكمه ، بدستور يبسط حقوق المواطنة الأساسية للكل بتساوٍ ويكفلها ويحميها بسلطة القانون . له ولهم ولهن التحية ، ويستمر العمل ......


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.