شهد الصيف المنصرم أوسع حركة انتقالات تشهدها القارة العجوز، برحيل العديد من اللاعبين من فئة "سوبر ستار" إلى أندية أخرى بأغلى الأثمان، وكان بطلها بالتأكيد صاحب أعلى قيمة انتقال في الصيف غاريث بيل المنضم إلى ريال مدريد قادماً من توتنهام بصفقة بلغت 91 مليون يورو. حركة تنقلات اللاعبين لم تكن وحدها هي الظاهرة الغريبة هذا الصيف، فكان الحال نفسه مع المدربين، حيث أن أكثر من 12 نادياً من كبار القارة الأوروبية قاموا بتغيير أجهزتهم الفنية، على رأسهم قطبي إسبانيا ريال مدريد وبرشلونة، وثنائي مدينة مانشستر يونايتد وسيتي وكذلك تشيلسي. الليغا شهد قدوم كارلو أنشيلوتي إلى ريال مدريد خلفاً لجوزيه مورينيو، المدرب الإيطالي يسير في الطريق الصحيح، لم يقم بعمل نقلة نوعية في النادي الملكي، لكن لا يمكن الشكوى من عمله الذي ربما يتوهج أكثر في الأشهر المقبلة، بينما في برشلونة الذي استقبل تاتا مارتينو خلفاً لتيتو فيلانوفا يواصل نتائجه الإيجابية ولكن أيضاً لم تظهر بصمته الواضحة على النادي الكتالوني ولم يظهر أفضل ما يمكن بتشكيل ثنائي متفاهم ومنسجم بين ميسي والوافد الجديد نيمار. ويمكن وصف تجربة المدربين الإثنين حتى الآن ب"العادية" نظراً لعدم تقديمهم إضافة حقيقية تميزهم عن غيرهم. بينما في البريمييرليغ، حظي مانشستر يونايتد بديفد مويس خلفاً للمعتزل السير اليكس فيرغسون، المدرب الأسكتلندي يبدو لا يزال غير مستوعباً لقيادة فريق بحجم مانشستر يونايتد ويسير بطريقة غير مطمئنة لجماهير الشياطين الحمر التي دخلها الشك في إمكانية نجاحه في قيادة الفريق، الحال ليس ببعيد عن الجار مان سيتي الذي تعرض لخسارة مبكرة ومفاجئة على يد ساوثامبتون بقيادة المدرب الجديد مانويل بيلغريني، والذي بدأت أموره في تحسن بعد فوزه في لقاء الديربي بنتيجة عريضة. فيما ظهر جوزيه مورينيو العائد لتدريب تشيلسي، بمظهر هو الأضعف له في مسيرته، بتحقيق أضعف بداية له وخسارته لثلاث مباريات منها كأس السوبر الأوروبي، رغم هذا يبقى تشيلسي في مركز جيد في الدوري، وعلى مورينيو عبئ كبير في تغيير نتائج الفريق وتحسين أدائه المتذبذب. وفي ألمانيا تسلطت جميع الأضواء على مدرب برشلونة السابق وبايرن ميونيخ حالياً بيب غوارديولا، الذي يخوض أول تجربة تدريبية خارج الحدود الإسبانية، بايرن بالرغم من موقفه الجيد في مسابقة الدوري ولكن الأداء الفردي والجماعي للبافاري أقل مما كانت الجماهير تطلع عليه بوجود مدرب مميز مثل غوارديولا، الذي لم يضف شيئاً مختلفاً عن ما قدمه سلفه هاينكس.