في المؤتمر الصحفي الذي عقد في قاعة الصداقة لإعلان الزيادات في أسعار المحروقات والسلع الضرورية الأخرى قال المشير البشير: إن السودان من دول الضد وأنه لن يصالح أسرائيل، كأنما الأزمة الاقتصادية الطاحنة نتاج لهذا الموقف. منذ متى وقف السودان موقف الضد من أمريكا أو صنيعتها إسرائيل؟. فالسودان دعم إسرائيل بشرياً عن طريق تصدير الفلاشا أبان عهد المخلوع نميري ثم توج العلاقة بلقاء شارون بعد ذلك .أما نظام الانقاذ فقد سار في ركاب التبعية لامريكا اقتصادياً وسياسياً ،وعن طريق تحريض نظام حسني مبارك دفع بالآلآف من السودانيين إلى اللجوء إلى إسرائيل هرباً من قمع السلطات المصرية ويتعامل السودان مع شركات ومؤسسات دولية تدعم إسرائيل مادياً ومعنوياً ، ويجلس الدبلوماسيون السودانيون في محافل دولية يوجد بها إسرائيليون دون أن ينسحبوا احتجاجاً على وجودهم. فأين هذا الموقف الضد؟ أزمة السودان الاقتصادية لا تنبع من مواقفه السياسية لأنها متذبذبة وغير مبدئية وإنما ترجع إلى الفساد ونهب الأموال والسير في ركاب الرأسمالية العالمية ومن يتبعها بما فيهم إسرائيل. لقد إنتهى زمان استهلاك الشعارات والمتاجرة بقضية الشعب الفلسطيني ولا علاقة إطلاقاً بين عدالة القضية الفلسطينية وفساد نظام المؤتمر الوطني والأزمة الاقتصادية في السودان. الميدان