* نداء من دماء أبناءكم شهداء ثورة سبتمبر * الى جميع ممثلي الشعب السوداني الشرفاء في كل انحاء العالم ( سفراء وطني ) قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ( إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ). ( خياركم إسلاماً أحاسنكم أخلاقاً إذا فقهوا ) قال المسيح عيسى بن مريم عليه السلام ( لا تُحدثوا بالحكمة الجُهال فتظلموها ولاتمنعوها أهلها فتظلموهم ولاتعينو الظالم على ظلمه فيبطل فضلكم ) رجاء ونداء وإستغاثة الوطن وأبناءه في أصعب لحظات يمر بها السودان منذ الإستقلال وهو يواجه تمزقاً عقائدي وإجتماعي واخلاقي وسياسي لم يسبق أن مر على تاريخ السودان وينذرنا بمستقبل مخيف ومريع. هو نداء من أبناءكم واخوانكم من شباب " ثورة سبتمبر " وهم يمنون أنفسهم بمستقبل واعد لوطنهم السودان ويحملون أرواحهم فداءاً له ويواجهون كل العقبات والمتاريس لبناء ذلك الوطن من جديد على أسس عقائدية واجتماعية وأخلاقية وسياسية تستوعب جل أطياف المجتمع السوداني من دون إقصاء. ونخصص النداء لكم أنتم يا واجهة السودان وأمله في بناء علاقات خارجية قوية مبنية على الإحترام أولاً للسودان كوطن وللسودانيين عامة , لكم أنتم يا سفراء بلادي واملها يا رفاق وأبناء " مبارك زروق " و" محمد احمد المحجوب " و"جمال محمد احمد " لم نفقد الأمل في ان تعيدوا وتغيروا تاريخ السودان واوضاعه وعلاقاته الخارجية مع كل دول العالم التى أصبحت الان تنفر من السودان وأسمه في كل المحافل الدولية ليس بسببكم ولكن بسبب فئة ضالة حكمت السودان بسياستها البغيضة والمنفرة حتى للسودانيين أنفسهم ناهيك عن دول العالم التي كانت يحتل السودان مكاناً في سياستها الخارجية . لكم يا سفراء بلادي وبكم تكتمل ثورة ابناء الشعب السوداني على من إغتالوا مستقبلهم واحلامهم , ونظراً لما تحملون من ثقافة ووعي ولما تجدونه من إحترام بحكم مواقعكم ومناصبكم نُحملكم معنا مسئولية بناء السودان والوقوف مع ثورته وأبناءه الكرام . وكذلك لما قد يجده رد فعلكم وقراراتكم تجاه الثورة من إحترام وتاييد من أبناء وطنكم اولاً ومن شعوب العالم كافة . لذا عبرواعن مواقفكم وعن ما تروه الان أمامكم بصدق وأمانة وأخلاقية مهنية تجاه وطنكم والأجيال القادمة . وأعلم ان حواء السودانية أنجبت وما زالت تنجب الشرفاء ليعيش الوطن في عزة وكرامة ولا يرضون الذل والمهانة لوطنهم وأبناءه . موقفكم العزيز هو دافع لنا ولثورة أبناء شعبكم العزيز . وأنقل واعيد ماكتبه اديبنا الكبير الطيب صالح رحمه الله عن حال السودان والسودانيين ومن يحكمونه , ومع طول فترة المقوله الشهيرة لأديبنا إلا اني أرى أنها كتبت الآن لنا ولكم كميثاق لمبادي وعقائد واخلاق السودان ما بعد الثورة ** (السماء ما تزال صافية فوق أرض السودان أم أنّهم حجبوها بالأكاذيب ؟ هل مطار الخرطوم ما يزال يمتلئ بالنّازحين يريدون الهرب الى أيّ مكان ، فذلك البلد الواسع لم يعد يتّسع لهم . كأنّي بهم ينتظرون منذ تركتهم في ذلك اليوم عام ثمانية وثمانين . يُعلَن عن قيام الطائرات ولا تقوم . لا أحد يكلّمهم . لا أحد يهمّه أمرهم . هل ما زالوا يتحدّثون عن الرخاء والناس جوعى ؟ وعن الأمن والناس في ذُعر ؟ وعن صلاح الأحوال والبلد خراب ؟ الخرطوم الجميلة مثل طفلة يُنِيمونها عُنوةً ويغلقون عليها الباب ، تنام منذ العاشرة ، تنام باكية في ثيابها البالية ، لا حركة في الطرقات . لا أضواء من نوافذ البيوت . لا فرحٌ في القلوب . لا ضحك في الحناجر . لا ماء ، لا خُبز ، لاسُكّر ، لا بنزين ، لا دواء . الأمن مستتب كما يهدأ الموتى . نهر النيل الصبور يسير سيره الحكيم ، ويعزف لحنه القديم " السادة " الجدد لايسمعون ولا يفهمون . يظنّون أنّهم وجدوا مفاتيح المستقبل . يعرفون الحلول . موقنون من كل شيئ يزحمون شاشات التلفزيون ومكرفونات الإذاعة . يقولون كلاماً ميِّتاً في بلدٍ حيٍّ في حقيقته ولكنّهم يريدون قتله حتى يستتب الأم مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات ؟ أما أصغوا للرياح تهبُّ من الشمال والجنوب ؟ أما رأوا بروق الصعيد تشيل وتحط ؟ أما شافوا القمح ينمو في الحقول وسبائط التمر مثقلة فوق هامات النخيل؟ أما سمعوا مدائح حاج الماحي وود سعد ، وأغاني سرور وخليل فرح وحسن عطية والكابلي و المصطفى ؟ أما قرأوا شعر العباس والمجذوب ؟ أما سمعوا الأصوات القديمة وأحسُّوا الأشواق القديمة ، ألا يحبّون الوطن كما نحبّه ؟ إذاً لماذا يحبّونه وكأنّهم يكرهونه ويعملون على إعماره وكأنّهم مسخّرون لخرابه ؟ أجلس هنا بين قوم أحرار في بلد حرٍّ ، أحسّ البرد في عظامي واليوم ليس بارداً . أنتمي الى أمّة مقهورة ودولة تافهة . أنظر إليهم يكرِّمون رجالهم ونساءهم وهم أحياء ، ولو كان أمثال هؤلاء عندنا لقتلوهم أو سجنوهم أو شرّدوهم في الآفاق . من الذي يبني لك المستقبل يا هداك الله وأنت تذبح الخيل وتُبقي العربات ، وتُميت الأرض وتُحيي الآفات ؟ هل حرائر النساء من " سودري " و " حمرة الوز " و " حمرة الشيخ " ما زلن يتسولنّ في شوارع الخرطوم ؟ هل ما زال أهل الجنوب ينزحون الى الشمال وأهل الشمال يهربون الى أي بلد يقبلهم ؟ هل أسعار الدولار ما تزال في صعود وأقدار الناس في هبوط ؟ أما زالوا يحلمون أن يُقيموا على جثّة السودان المسكين خلافة إسلامية سودانية يبايعها أهل مصر وبلاد الشام والمغرب واليمن والعراق وبلاد جزيرة العرب ؟ من أين جاء هؤلاء الناس ؟ بل - مَن هؤلاء الناس ؟) هو تصوير كامل صوره أديبنا لنا لكم ولكن لم يدرك اديبنا أن الصورة ما زالت كما رسمها مع إزدياد قتامة لون اللوحه ولكن مع تمزيق لجزء كبير منها إلا وهو جنوبنا العزيز واهله . لا أظن أنكم من هؤلاء بل هو حكم الفئة الباغية عليكم وتجبرهم وتحكمهم في كل وظائف الدولة الحكومية والخاصة فلا بأس عليكم فأنتم من رضعتم من الأمهات العزة والكرامة وحب الوطن . (من دماء أبناءكم شهداء ثورة سبتمبر ) [email protected]