* بانت الحقيقة سافرة الآن إلاّ لمن ينكر ضوء الشمس.. فلا جدال في المذبحة البشعة التي ارتكبتها قوات نظام البشير في العاصمة الخرطوم وفي مدني بقيادة الماسوني الزبير بشير (والبقية تترى).. لا شيء يخفي الجرم العظيم؛ إذ أن منفذي المذابح يجوبون الشوارع الآن وقد انسحبت الشرطة من جل المشهد تاركة للمليشيا (هواية القتل العمد)..!! وهذا لا يعفي الشرطة بإنحيازها للطغيان..! كل الذين تم قتلهم اصطادهم الرصاص وهم يسيرون سلمياً (بلا استثناء).. الحقيقة تهزم السفاحين عمر البشير ونافع وعلي عثمان ووالي الخرطوم وتهزم أولئك المغيبين الذين يرمون الضحايا العُزّل كما (الحمام)... ولكل شهيد قصة قادمة.. فمن قتل وهو يعبر الشارع حاملاً غمّه؛ أو من قتل عند باب مسجد؛ أو من غدرت به الرصاصة وهو لا يدري ما الذي يحدث؛ جميعهم سيتحدثون والسماء الآن تولول لفقدهم بهذه البشاعة التي تدرّب عليها القتلة..!! * أيها العالم: صدق من قال بإن الإبادة الجماعية تتحول إلى الخرطوم؛ فنحن في قلبها بيننا وبين الموت شعرة.. لا خوف ولا يحزنون.. فقد تقدم الأطفال صفوف الشهداء.. ما الذي تبقى إذن؟؟!! * أكتب هذه الكلمات بصعوبة (فلا زمن للإنشاء) وأود أن أختمها بمشهد الصحف التي تساعد القتلة على القتل...! فإذا استثنينا البعض المتآمر على الشعب تحت وطأة العصا الأمنية؛ من كان يصدق أن جريدة مثل (الصحافة) بكل تاريخها تفجع الناس لتصف المتظاهرين بالمخربين؟! * إنها تكتب بخطٍّ سافر: (تبّت يد المخربين)..!! تجاوزت كل الشهداء والدماء التي سالت.. أي أن محطات الوقود والأسمنت والحديد الإنقاذي أكرم من (الروح) لدى الصحافة في عهدها الشمولي الجديد..!! بل تبّت يدك يا رئيس التحرير (العرة) وتبت يد الناشر (العولاق) معك.. وتبت أيادي جميع الذين يزيفون الحقيقة (رغم أن الله كاشفهم)..!! * لقد تجاوز القتل الإحتمال... فلا تتفرج علينا أيها (الخارج)..! ها هي آلاف العربات المشؤومة تغالط المشير الذي لم تجف كذبته بعد حين نفى أن يكون الصرف على مليشياته (بهذه المبالغة..!!!).. لقد عرف الشعب الآن سر جوعه ومرضه وشقائه بعد ظهور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت من (المدججات).. لكن (الحق) لا يخاف... انكسر الحاجز... فويل للقتلة..!!