(يعتمد المخربون على عنصر المفاجأة والسرية طبعاً واختيار العمل التخريبي غير المتوقع والمكان غير المتوقع واستثمار الغفلة وانجاز التخريب بسرعة قياسية في الوصول والفعل والمغادرة أضرب وأهرب آخر الأمثلة على ذلك موقعة أم روابة وموقعة ابوكرشولا) والمقطع أعلاه مقتطف من العدد الخاص لجريدة الصحافة والتي أصدرت اليوم عدداً خاصاً عن التخريب في محاولة يائسة لتصوير الاحتجاجات والمظاهرات ضد الغلاء بأنها تخريب. ونقول هكذا وأمام المظاهرات السلمية ضد زيادة أسعار المحروقات أستخدم النظام القوة الوحشية بما فيها الرصاص الحي بقصد القتل فسقط المئات من القتلى والآلاف من الجرحى ولكن الانتفاضة مستمرة. وعبثاً يحاول النظام تشويه الحقائق وطمسها بالحديث الممجوج عن التخريب والشغب وحماية الممتلكات العامة، وغيرها من الدعاية الإعلامية لصرف الأنظار عن الجرائم التي ارتكبها في حق المتظاهرين السلميين ولإرهاب الشعب بالحديث عن سيف القانون في وجه المخربين. ومن هم المخربون؟ هذا السؤال لا يحتاج إلى كبير عناء فقد خرب المؤتمر الوطني كل السودان طوال 24 عاماً من النهب والفساد وتجويع المواطنين وليس هذا وحسب بل اعتمد الخطاب الاستفزازي في مواجهة مطالب الشعب المشروعة مثل (لا يهمنا حرق لستك هنا أو هناك أو الداير يطلع مظاهرات يشيل كفنو) وخلافه هذا الخطاب الاستفزازي يشير بوضوح للجهة المسؤولة عن الاتلاف والحرائق وهم قطعاً ليس المتظاهرين والذين لم يكونوا يملكون سوى حناجرهم وهي تهتف وإرادتهم التي لا تعرف الخوف. ولا يظن المؤتمر الوطني أنه سينجو من العقاب ومن الإسقاط مهما بلغ في دماء الناس فهذه الدماء تنير طريق الثورة. الميدان