الخرطوم - ا ف ب: أصبح اسم صلاح سنهوري (29 عاما) هتافا تردده حناجر المتظاهرين في ليل الخرطوم بعد أن أصبح رمزا للذين قتلوا جراء قمع السلطات للمتظاهرين منذ أسبوع في السودان. وتهتف مجموعة من المتظاهرين خارج منزل صلاح الشاب الصيدلاني الذي قتل اثناء تظاهرات يوم الجمعة الماضي "بالروح بالدم نفديك ياصلاح". وقتل العشرات في التظاهرات التي اندلعت الاسبوع الماضي جراء زيادة الحكومة أسعار المنتجات البترولية بنسبة 60 في المئة. وقال يوسف محمود المدرس الخمسيني وشقيق أحد المتظاهرين الذين قتلوا في أم درمان الملاصقة للخرطوم "نحن غاضبون جدا لأن هؤلاء المتظاهرين لم يكن لديهم من سلاح سوى الحجارة والهتاف". وبقي أغلب أسماء الضحايا مجهولا لكن اسم سنهوري الذي ينتمي إلى أسرة مشهورة لديها شركات ومصانع, أصبح كثير التداول على الانترنت وشارك آلاف الاشخاص في تشييع جثمانه السبت الماضي, حيث يصفه رجل الشارع السوداني ب ̄ "الدكتور" الذي قتل. وكتب احد الناشطين السودانيين تغريدة تحت اسم ثوري سوداني "يا صلاح انت ميت أو حي رمزا للحرية, وموتك سيكون بداية لنهاية 24 عاما من الطغيان" في حين طالب الكثير من المتظاهرين برحيل الرئيس عمر البشير الذي يحكم البلاد منذ 1989. وخارج منزل سنهوري على طريق ترابي في منطقة بري وعلى مقربة من أغلى مستشفى في الخرطوم, قال مدثر والد صلاح إن ابنه ولد في مدينة أبو ظبي, وبعد أن درس الصيدلة اختار العودة قبل عامين الى السودان, وكان الثاني من بين سبعة ابناء. وعند إعلان الغاء الدعم على المحروقات بدأت التظاهرات في المناطق الريفية الفقيرة جنوبالخرطوم قبل أن تطال الاحياء الشعبية في العاصمة حيث سقط أغلب القتلى. وبحسب الاقارب فإن صلاح كان قلقا من أثر رفع اسعار المحروقات على الأقل حظا في بلد يصنف بين الافقر في العالم ويشهد منذ اكثر من عامين ارتفاعا كبيرا في نسبة التضخم. وكان صلاح الذي درس الصيدلة في باكستان نشط في مساعدة ضحايا الفيضانات الخطرة التي اجتاحت منطقة الخرطوم قبل شهرين. وقال أحد اقاربه الذي طلب عدم نشر اسمه "سنهوري من أسرة تعيش في رفاهية ولكنه كان قلقا على الفقراء من ارتفاع الأسعار, ذهب فقط للتعبير عن معارضته لهذه السياسات الجديدة لأنها ستؤثر حياة كل الناس". وأوضح آخر "لقد شارك مع زملائه في تظاهرة ضخمة ضمت أكثر من ألف شخص". وأضاف أنه اثناء التظاهرة حض باقي المتظاهرين على عدم اضرام النار, وبحسب أحد ابناء عمه كان يردد "سلمية سلمية". لكن بعيد ذلك بقليل اصيب برصاصة في الظهر قرب القلب. ميدانيا, أعلن رئيس "جامعة الاحفاد" للبنات في الخرطوم ان طالبات الجامعة تظاهرن لليوم الثاني على التوالي في اليوم التاسع للتظاهرات المناهضة للحكومة. وقال رئيس الجامعة قاسم بدري "شارك في التظاهرة نحو مئة طالبة وهي كانت اصغر من تظاهرة الاثنين", مضيفا ان "الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع الاثنين داخل الجامعة لكنها اليوم (أمس) لم تتدخل". ومساء أمس, أعلن الرئيس السوداني عمر البشير, أن قرار رفع الدعم عن الوقود اتخذ "لتفادي انهيار الاقتصاد بعد زيادة التضخم واختلال سعر الصرف, حيث تأثر الاقتصاد سلبا عقب انفصال الجنوب وخروج البترول من الموازنة".