تحدى المئات من الرجال والنساء انتشار عناصر الجيش وشرطة مكافحة الشغب في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الجمعة، وخرجوا في تظاهرات منادية بالحرية وإطلاق سراح المعتقلين وإسقاط النظام، وذلك في اليوم الثاني عشر من الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود وبعض المواد الاستهلاكية، في وقت قدمت فيه السلطات 35 ناشطاً إلى المحاكمة بتهمة التحريض على العنف . وجرت أكبر تظاهرات أمس في حي شمبات حيث شارك مئات السكان في مسيرة في الطرقات الترابية بين المنازل . وحاول السكان الوصول إلى منطقة أوسع، إلا أن رجال الأمن المسلحين بالبنادق منعوهم من ذلك . وهتف المتظاهرون "مليون شهيد لفجر جديد"، و"حرية! حرية! عدالة! عدالة!" . كما هتفوا "الشعب يريد إسقاط النظام"، وهو الشعار الذي تكرر في الدول العربية التي تمكنت من إطاحة حكامها . كما تظاهر المئات أمام مبنى لأمن الدولة، بحسب ما أفاد مصدر في الأممالمتحدة قال إن تظاهرات أخرى سلمية جرت عقب صلاة الجمعة . وكانت دعوات أطلقها نشطاء على "فيس بوك" تدعو السودانيين إلى التظاهر تحت شعار "جمعة الأحرار"، في إشارة إلى المعتقلين من الناشطين والمعارضين الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الاحتجاجات . وقالت السلطات إنها اعتقلت 700 شخص خلال أسوأ اضطرابات في وسط البلاد منذ سنوات اندلعت بعد خفض دعم الوقود، وهو ما رفع سعر الوقود في المحطات إلى مثليه دفعة واحدة . وفي السياق، قال محام إن 35 شخصاً مثلوا أمام المحكمة، أمس الأول الخميس، بتهمة التحريض على العنف . وقال معتصم الحاج محامي الدفاع ل"رويترز" إن 35 شخصاً مثلوا أمام قاض في حي الحاج يوسف الفقير بالخرطوم . وأضاف أن من بينهم خمسة من جنوب السودان وثلاثة نساء وثمانية أطفال . وقال: "كل المتهمين لم يتم اعتقالهم من داخل التظاهرات، ولكن في اليوم الثاني للتظاهرات داخل بيوتهم أو من أماكن أخرى عن طريق الإرشاد" . وأضاف الحاج: "قرر القاضى أن تكون الجلسة يوم الأحد (غداً)، وأمر بدفع كفالة تقدر بعشرين ألف جنيه لإطلاق سراح المتهمين، ولكن لم يتسن تسديد المبلغ لعدم توافره ولأن جلسة المحكمة انتهت بنهاية دوام العمل اليومي" .