لكل عقدة ما في حياته، فالبعض يكره أكلة بعينها وكلما ذكر اسمها أو مرت رائحتها يستدعي العقل الذكريات فيفز نافرا الأكلة والذكريات معا، والبعض يكره سيارة أو مكان أو رائحة أو حتى رداء معين لأنه يرتبط معه بذكريات معينة، ولكن البعض تتحول كراهيته إلى عقدة وتضع العقدة صاحبها على سلم الجنان، هذا ما يحدث لإبراهيموفيتش. الهداف السودي لاعب نادي باريس سان جيرمان الفرنسي الحالي، وأندية أياكس الهولندي ويوفنتوس وإنتر ميلان وميلان الأيطاليين وبرشلونة الإسباني، وكل هذه الأندية كوم وكفة وبرشلونة كوم وكفة أخرى بالنسبة للاعب السويدي (31 عاما). فقد أصبحت عقدة متأصلة عند الهداف السويدي الرحالة أنه جاء لبرشلونة ورحل بسبب المدرب الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني السابق للفريق الكتالوني والحالي لبايرن ميونيخ. ورغم أنه يعتبر خائنا في يوفنتوس بعدما تركه في عز محنته أيام كان النادي متورطا في فضيحة التلاعب في النتائج والتي على إثرها هبط البلانكونيري إلى الدرجة الثانية الإيطالية وجرد من لقبيه الأخيرين، في هذا الوقت رحل السلطان أو كما يلقبونه بال"هابراكادابرا" في إشارة لكونه ساحرا، ولم يرحل فقط وإنما توجه للغريم والمنافس إنتر ميلان، وعندما رحل منه إلى برشلونة وعاد للدوري الإيطالي توجه للغريم الآخر ميلان أي أنه خان مرتين وفقا لعايير جماهير كرة القدم التي لا تنسى مثل هذه الأمور. ورغم كل الخيانات التي فعلها في حياته، إلا أن غوارديولا وبرشلونة هما الشغل الشاغل للنجم السويدي منذ رحل إلى باريس سان جيرمان الفرنسي، بل وربما منذ أقصي عن الفريق الكتالوني، ودوريا أي كل فترة وبانتظام دأب إبرا على مهاجمة غوارديولا واصفا إياه تارة بالحيوان، وتارة أخرى بالمتجرد من الرجولة، وأيضا لم ينسى في هجومه التعرض للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي واصفا إياه بكل الأوصاف حوليا، وكلما حاورته الصحافة. ومن البداية وكأن كلبا ينبح لم يرد أحد على عويل إبراهيموفيتش، الذي استثاره تجاهل غوارديولا المدير الفني لبايرن ميونيخ حاليا، وليونيل ميسي هداف برشلونة الإسباني تجاهلهما تماما لتصريحاته وحواراته التي لا تخلو من سب وقذف وهجوم ضار على الثنائي وناديهما. لم تعد مسألة عقدة أو حتى مجرد ظلم تعرض له اللاعب، بل تحول الأمر إلى جنان رسمي، فخلال 3 أسابيع وفي 3 حوارات متتالية مع هيئة الإذاعة البريطانية، ومع تليفزيون أسبن وفي حوار لصحيفة "ليكيب" الفرنسية وصف غوارديولا بالخروف، وبمنزوع الخصيتين – إشارة لتجرده من الرجولة" ومرة صراحة بإنه ليس رجلا، وتبدو مشكلة إبراهيموفيتش متعلقة برجولة غوارديولا بشكل ما، فهو في كل حواراته يركز على هذا الجانب. ولن تنته تصريحات إبراهيموفيتش المجنونة عن برشلونة وغوارديولا تحديدا طالما لم يرد عليه المدير الفني لبايرن ميونيخ أو يسكته أحد، فاللاعب السويدي الدولي، يشعر وكأن نباحه لا يُستجاب له فيزيد في العويل وفي النباح منتظرا الرد لتكون معركة كلامية تبقيه في إطار دائرة الضوء عالميا، خاصة أن الدوري الفرنسي أقل من حيث تسلط الأضواء من الدوريات الإيطالية والإنكليزية وبالطبع الإسبانية. ويبدو أن هداف الدوري الفرنسي وحامل لقب البطولة مع باريس سان جيرمان لن يهدأ طوال فترة تواجده في نادي العاصمة الفرنسية، وسيظل على وتيرته في السباب بين الحين والآخر مركزا على الجانب الذي طالما اتهمته الصحف بغيابه لديه. حيث كالت له الصحف الإسبانية وحتى الإيطالية الاتهامات في مناسبات عدة حول ميله للشذوذ، لعدم وجود صديقة له على مر تاريخه الكروي، عكس أغلب النجوم، ولسلوكه العجيب مع زملاء في الملعب وفي التدريبات وبصفة خاصة في الفترة التي كان فيها مع ميلان الإيطالي. وسيظل زلاتان إبراهيموفيتش هداف رائع وشخص مثير للجدل وللحيرة، يحرز ويسجل وينصر الفرق التي يلعب لها ويرجح كفافها، ولكن سلوكه يضعه دائما في دائرة بعيدة بأميال عن اختيارات اللاعبين الأفضل في أوروبا، رغم أنه أحدهم بل وأبرزهم من حيث الإمكانيات، ولكن اختياراته ولسانه يحجم منه ويجعله مجرد اسم مثير للجدل بدلا من أن يكون نجم مثير للإعجاب!