قناة الخرطوم التى يطلق عليها الكثيرون قناة الوالى لمرافقتها الوالى فى حله وترحاله ومتابعة ونشر اخباره اول باول وعرض الجوانب الحسنة فى سيرته ( ان وجدت ) والمبالغة فى احايين كثيرة فى جعل اخباره تطغى على كل ما حولها . فهى اول من اعلنت عن ( شرارة ماكينة اللحام ) التى دمرت مصنع اليرموك وهى التى وضعت على شاشتها لمدة ثلاثة ايام متتالية تحت عنوان ( خبر عاجل ) والى الخرطوم يفتتح شارع النيل يوم الاثنين القادم !!!! فى اول لقاء صحفى مع مدير قناة الخرطوم السيد عابد سيد احمد اعلنها صراحة ودون اى خجل ( قناة الخرطوم جاءت لتكون عين ثالثة تعين السلطة على ممارسة دورها الرقابى ) وذلك لان حسبما استطرد ( ما حققته هذه الحكومة لم تحققه كل الانظمة الاخرى التى تعاقبت على حكم البلاد ) كنت اتمنى ان ينزل الصحفى الذى اجرى الحوار لمستوى الحوار ويسأل عن ( العين الاولى والعين الثانية ) ثم يطلب توضيحا حول ( من يعين من فى الدور الرقابى الذى هو من اوجب واجبات الصحافة ) . قبل ايام قليلة وبعد مهاجمة د.امنة مختار عضو الهيئة التشريعية لمذيعات قناة الخرطوم انبرى نائب برلمانى آخر اسمه عبد السخى عباس مدافعا عن قناة الخرطوم وموقعا لها بالسخاء الذى يحمله اسمه على شهادة ( اطهر القنوات الفضائية السودانية ) وهذه من البدع التى تستحق ( براءة اختراع وتسجل باسم الانقاذ ) وهى طهر القنوات . منذ خروجها للنور لم تكن استثناء عن بقية مؤسسات الحكومة الفاسدة فحامت حولها الكثير من الشبهات وتناقل الناس طريقة التوظيف فيها وتمويلها ولم يخفوا ثراء مديرها حتى طفت للسطح قضية المدعو ( الباشر فضل بلال ) الذى لم يمضى على تخرجه من الجامعة اكثر من ثلاثة سنوات حتى صدرت فى حقه توصية من مدير القناة لرئيس المجلس الاعلى للثقافة ثم للوالى بتعينه فى وظيفة قيادية علما بانه كما جاء فى التوصية ( ليست له وظيفة حكومية ) يعنى انه فى اولى عتبات الخدمة العامة ورغما عن ذلك يستحق وظيفة ( قيادية ) ويا حسرتى على خريجيين مضى عقد من الزمان على تخرجهم وما زال بحثهم عن فتات وظيفة جارى . مرفق خطاب او توصية السيد مدير القناة والذى بجانب عدم اخلاقيته فى الانحياز للولاء قبل الكفاءة والخبرة يعكس ايضا عدم كفاءة المدير ( ذات نفسه ) فلاحظوا كيف يكتبون ( يتسنى ) التى جاءت عندهم تتثنى حتى تكسرت مفاصل الخدمية المدنية . لم تمر بى لحظة وانا اشاهد هذه القناة الا وتصدمنى باخطاء لا يرتكبها من هم فى سنين الدراسة الاولى . بالامس وعلى الشريط نفسه الذى حمل ( الخبر العاجل ) حول افتتاح شارع النيل جاء خبر عن ( انغاز مركب على السواحل الايطالية ) وانقاذ هذه هى الوحيدة التى لم اتوقع ان يخطئوا فى كتابتها . ثم قبلها بيوم كان ايضا مكتوب ( حزب البحث العربى الاشتراكى ) فلا لغة ولا ثقافة ولا سياسة ولا اخلاق ( تخليهم يلزموا الجابرة ) ويكتفوا بالبث الارضى . هذا خلافا للمذيعين كعارف الذى لا يعرف انه لا يعرف وذلك المغرم ب ( كذلكم ) ولا يدع فرصة تمر الا اوسعها استخداما والاخر الذى اختلطت عليه علامات التنصيص فى اللغة وبلغ حب ( المزدوجتين ) شغاف قلبه حتى احتلت كل اماكن ( الاقواس المعقوف منها مغير المعقوف )) كانت الطامة الكبرى حينما خرجت علينا هذه القناة اللعينة قبل يومين بفيلم من نوع الدكيودراما ساقط اخلاقيا وساقط مهنيا . عجمت القناة كل عيدانها فرأت انسبهم ذوى خلفية ( ساحات الفداء ). كان الهدف الاساسى من هذا البرنامج هو تشويه وجه الثورة المنطلقة الان وبقوة نحو هدفها الاوحد . لم تكفى القناة كل اكاذيب المسؤولين وفبركات قادتها لدرجة تضارب التصريحات ولدرجة ان يكذب احدهم نفسه وخير مثال الوالى نفسه الذى لم يتبقى له الا ان يحلف بالطلاق عندما جزم خلال المؤتمر الصحفى ( مؤتمر بهرام ) بان العدد الكلى ( للشهداء ) وليس القتلى كما ذكر هو 34 وعاد بالامس ليقول ان العدد سبعين ورأت القناة ان تأتى بالخبر اليقين حول الاحداث صورة وصوتا فحشدت مجموعة من الصبية منهم من ينتمى لعصابات هى من ما صنعت يد الانقاذ بفعل الافقار المتعمد والتهميش باصرار وترصد ومنهم من قذفت بهم الانقاذ خارج دور التعليم ولم يجدوا حظهم لا فى الحياة الكريمة ولا العمل الشريف الذى استحوذ عليه ابناء نافع والجاز وابراهيم احمد عمر وغيرهم. لم يكن الاداء التمثيلى لهؤلاء مقنعا للمشاهد السودانى كما لم يكن المسرح نفسه ( كراسى وثيرة وارائك فخمة ) الذى تم فيه التصوير مناسبا لمجموعة اعترفت بجرمها ورغم البروفات الكثيرة التى استغرقت اكثر من اسبوع تلجلج البعض وخرجوا عن النص . ما يدل على البروفات هو مخاطبة هولاء الصبية مباشرة للكاميرا وكأنهم من المذيعين المحترفين الذين يتحركون مع الكاميرا. من الجانب الاخر وحينما كانت الصورة هى الاهم اكتفى الفيلم فقط بالحديث ولم ترد اى صورة عن المستشفى المنهوب ما يفوق المليارين .ما اثار دهشتى فعلا هو عرض البوم صور لاحد هؤلاء مع اصدقاءه ومع اهله وفى منزله ولم افهم حتى اللحظة الغرض من ذلك ومن اتى بهذا الالبوم وهل كان المتهم يحمله معه اثناء ارتكابه لجرائمه .والاغرب فى كل ذلك ان من انهمر عليهم رصاص القناصة لم يكونوا من ضمن عصابات اجرامية ففيهم الطبيب والصيدلى والطالب الجامعى وحتى تلامذة المدارس فهل قتل هؤلاء خطأ ؟؟؟؟ العنوان ( الايدى الخفية ) وبعده مباشرة تأتيك صور من قاموا بالتخريب كما تدعى القناة يأتى تماما فى سياق غباء القناة التى التى نقلت حفلا عن دعم الوالى للاسر المتعففة بالصورة والصوت ومعروف ان المتعفف هو المتنزه عن الطلب والطالب للسترة ففى سبيل الترويج للوالى الهمام ضربت القناة بعفة هؤلاء عرض الحائط واصبحوا متسوليين على الملأ . ورجوعا للايادى الخفية اذا كانت القناة تريد ان تروج لقدرات الاجهزة الامنية بالقبض الفورى على المتورطين وقبضوا فعلا لم تعد هنالك ايدى خفية اما اذا كانت تريد ان تبرز هؤلاء فى دور الضحايا المغرر بهم وان هنالك فعلا ايدى خفية يكون الشهيد صلاح سنهورى ورفاقه الميامين هم ( ضل الفيل ) وقتلتهم الاجهزة الامنية لعجزها عن ملاحقة الفيل . ما يثير الغثيان ويدعو للقلق من ما ستحمله الايام القادمة فى ظل حكومة عاجزة تماما عن اى شيئ تجاه كرامة وامن الناس ومستقبل البلاد هو تلك النعرة العنصرية البغيضة التى اختارات بها القناة ممثلى هذا الفيلم ومؤكد ان لذلك ايضا اهداف ترمى اليها القناة وستكون له ايضا انعكاسات سالبة ظلالها لن تتاخر . عموما الفيلم غير موفق والتوقيت غير موفق والاسم غير موفق والقناة لا اخلاق لها ولا قيم مهنية تحكمها فهى ( عائرة ) اينما يعير الوالى الهمام فقد ادمن بعضهم البعض . [email protected]