نصح د.غازي صلاح الدين العتباني، أبرز موقعي مذكرة إصلاحية رفعت للرئيس عمر البشير، قيادة المؤتمر الوطني الحاكم بتوظيف الأحداث الأخيرة لإجراء مراجعات داخلية ونقد للذات، وقال غداة تجميد عضويتهم إنهم لن ينجروا إلى معارك انصرافية. وأقرت لجنة المحاسبة برئاسة رئيس البرلمان يوم الأحد، تجميد عضوية قيادات بارزة في المؤتمر الوطني لرفعها مذكرة للرئيس في أعقاب الاحتجاجات على تحرير المحروقات انتقدوا فيها سقوط قتلى خلال فض المظاهرات ودعوا لابتدار عملية إصلاح على مستوى الحزب والحكومة. وعلق العتباني على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يوم الإثنين، على قرار للجنة المحاسبة بتجميد عضوية 31 قيادياً وقعوا على المذكرة بقوله "قضية عضوية الحزب وطريقة محاسبتها ليست في أولويات هموم الشعب السوداني الذي يعاني من مشكلات البقاء في المقام الأول". وشدد على أن السودان الآن يحتاج إلى مصالحة كبرى، وقال "إذا أثبت قادة المؤتمر الوطني أنهم عاجزون عن توحيد صفهم الداخلي والتصالح مع قواعدهم فلن يستطيعوا أن يقدموا أنفسهم كقيادة مقنعة وكفؤة لمعالجة مشكلات البلاد وتوحيد صفها". مؤسسة تنظيمية وقال العتباني إن قرار إنشاء لجنة المحاسبة لم يصدر من المكتب القيادي ولا من أي مؤسسة تنظيمية أخرى، بل صدر بتشاور شخصي بين عدد محدود من القيادات لم يفوضهم أحد لإصدار القرار. واعتبر أن اللجنة غير مؤهلة للنظر في المسألة لأنها غير محايدة وقراراتها صادرة حتى قبل إنشائها، وهي بذلك قرارات باطلة، وتابع "اللجنة ليست مؤهلة ابتداءً للمحاسبة". وأضاف قائلاً "من المدهش أن بعض قيادات المؤتمر الوطني تولي هذه المسألة كل هذا الوقت والجهد بينما تغفل عن مشاكل البلاد التي تهدد وحدتها، بل وجودها". ورأى أن ما يستنتج من كل هذه الضجة هو أن بعض قيادات الحزب يضيقون بأي رأي مخالف حتى لو صدر من داخل المؤتمر الوطني". وقال العتباني "كان الأجدر بقيادة المؤتمر الوطني أن توظف تداعيات الأحداث الأخيرة لإجراء مراجعات داخلية ونقد للذات بما يقوي الحزب نفسه ويؤهله لقيادة البلاد". وتعهد بأن مجموعته ستقدم المزيد من المقترحات والمبادرات السياسية التي توحد الصف الوطني وتحل مشكلات البلاد، وأضاف "هذا ما سيشغلنا في الفترة القادمة".