سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جهاز الأمن يعتقل 6 من منسوبي حزب إسلامي يحرم انفصال الجنوب..الحزب يتهم حزب البشير بالعمل على تقسيم البلاد ..احتفالات الميلاد «الأخيرة» في السودان الموحد..
احتفل المسيحيون في السودان، أمس، بأعياد الميلاد وسط أجواء من الحذر بسبب الاستفتاء وعلو التيارات الدينية في الآونة الأخيرة في احتفال ربما يكون الأخير في ظل السودان الموحد. وطالبت جماعات أصولية متطرفة، الحكومة السودانية، أمس، بإلغاء استفتاء تقرير مصير الجنوب، وشددت على ضرورة إقامة دستور إسلامي وطرد الحركة الشعبية من الشمال، فيما اعتقلت السلطات 6 من منسوبي حزب إسلامي آخر يحرم انفصال الجنوب، في وقت أكدت فيه حكومة الجنوب أنها ستكفل للمسلمين حقوقهم بعد تبنيها لدستور علماني. وقبل 14 يوما فقط على عملية استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان، احتفل المسيحيون السودانيون، وأغلبهم من الجنوبيين بأعياد الميلاد المجيدة، وسط هدوء حذر، وحرصت الحكومة على مشاركة المسيحيين في احتفالاتهم حيث نظمت وزارة الإرشاد والتوجيه زيارات واسعة للمسيحيين بمناسبة احتفالاتهم بأعياد ميلاد المسيح عليه السلام. وشارك فيها كبار المسؤولين بالدولة، وطاف المهندس صديق علي الشيخ والي الخرطوم بالإنابة يرافقه عدد كبير من المسؤولين بالولاية، بجولات على الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية والأسقفية، كما حضروا جانبا من القداس والتقوا بقيادات الطوائف الغربية واستمعوا إلى حديث الكاردينال غبريال زبير واكو رئيس الكنيسة الكاثوليكية. وانتقد الكاردينال الذين قاموا بترحيل المواطنين الجنوبيين من الخرطوم إلى مدينة كوستى ومن ثم نقلهم إلى الجنوب، مشيرا إلى أنهم الآن يواجهون ظروفا معيشية صعبة بعد أن نفدت أموالهم. وقال علينا أن نهتم بهؤلاء الضعفاء ونسرع بمعالجة أوضاعهم، وأكد الكاردينال أنه لن يذهب للجنوب وسيبقى في الشمال لأداء رسالة المسيح. وقال «إن التهديدات التي نسمعها هنا وهناك لن تهمنا ولن تثنينا عن البقاء في الخرطوم». وطالب واكو السلطات في الشمال والجنوب بالتحلي بالحكمة في تقبل ما سيختاره شعب الجنوب في الاستفتاء المقبل، وأكد المسؤولون السودانيون أثناء الصلوات «أن الخرطوم هي وطن للتعايش السلمي للجميع، ولكنهم سيحترمون رغبة شعب الجنوب دون وصاية عليه»، إلا أن جماعات دينية أخرى، ومن بينها جماعة تطلق على نفسها «الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة» بقيادة محمد عبد الكريم، طالبت بإخراج الحركة الشعبية من الشمال وإقرار الدستور الإسلامي. وحمل بيان الجماعة بشدة على اتفاقية نيفاشا التي منحت الجنوب حق تقرير المصير، واعتبرت الاتفاقية جزءا من مشروع صهيوني لتقسيم السودان ل5 دويلات عبر مشروع السودان الجديد الذي تدعو له الحركة الشعبية. ن جهته، قال حزب التحرير الإسلامي إن السلطات ألقت القبض على 6 من عناصره عقب حملة للجماعة الإسلامية دعت لبطلان انفصال الجنوب. وكان الحزب يقوم بعملية جمع توقيعات من السودانيين للتأكيد على وحدة البلاد. واتهم الحزب الحكومة بالعمل على تقسيم البلاد رغم دعوتها للوحدة. الخرطوم: فايز الشيخ واشنطن: محمد علي صالح