مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات: تجربة مجلس التعايش الدينى السودانى

ورقة مقدمة في المؤتمر العالمى للحوار الإسلامى_المسيحى بالخرطوم 2007
عرف السودان التعايش الدينى منذ قرون طويلة فى ظل انتشار الديانة الفرعونية فى القرن الرابع قبل الميلاد، وعند مجئ الديانة المسيحية فى القرن السادس الميلادى حين تبعت ممالك النوبة الثلاث (نوباتيا وعلوة والمقرة) مذاهب مسيحية مختلفة، بين المذهب الملكانى المعتمد فى الامبراطورية البيزنطية والمذهب اليعقوبى الذى أخذت به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مصر، ولم تشهد هذه الممالك احتكاكات دينية حتى عندما اندمجت نوباتيا والمقرة فى مملكة واحدة فى منتصف القرن السابع مع اختلاف المذهب الدينى بينهما، وانتهت تلك الدولة فى الربع الأول من القرن الرابع عشر دون أن تخلف مشكلة دينية من ورائها.
وبدأ الاسلام ينتشر تدريجيا بالسودان فى القرن السابع الميلادى دون فتح عسكرى على يد التجار والطرق الصوفية والمهاجرين من المسلمين الذين يبحثون عن مأوى لهم أو عن وسيلة لكسب العيش.
وكل هذه الفئات عرفت بالتعايش السهل والتسامح خاصة وهم أقليات وافدة تعيش فى أوساط أغلبيات غير مسلمة وتحت حكم ملوك غير مسلمين، واستطاعت الجماعات الاسلامية ر غم قلة معرفتها بتعاليم الاسلام أن تؤسس بصورة سلمية مملكة اسلامية فى وسط السودان بحلول مطلع القرن السادس عشر، ولم يشهد السودان فى تاريخه الطويل حرباً دينية. فالسودان بلد متعدد الأديان والأعراق والثقافات التى استطاعت أن تتعايش على مر القرون فى سلام وتسامح وتعاون، وما زال ذلك التعايش السمح بين أتباع الديانات المختلفة هو السمة السائدة بين عامة أهل السودان، فليس من الغريب فى جنوب السودان وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق أن تجد فى الأسرة الواحدة المسلم والمسيحى والأرواحى دون أن يؤثر ذلك على العلاقة الأسرية الحميمة بين أفرادها. وقد نزح مئات الآلاف من المسيحيين والأرواحيين أثناء اشتداد الحرب الأهلية فى العقدين الماضيين من مناطقهم فى جنوب السودان الى الشمال المسلم دون أن يخشوا على حياتهم أو ممتلكاتهم، بل بقى معظمهم حتى بعد اتفاقية السلام الشامل والى يومنا هذا.
نشأة المجلس:-
بدأت مشكلة الجنوب، التى يصفها بعض الغربيين بأنها حرب بين المسلمين والمسيحيين وبين العرب والأفارقة، حين تمردت بعض الوحدات العسكرية الجنوبية فى أغسطس 1955 وعندما كان الحاكم العام البريطانى هو رأس الدولة رغم وجود حكومة وطنية منتخبة فى أول عام 1954. لم يكن الدين سببا فى الحرب الأهلية بين حكومة السودان وحركات التمرد فى الجنوب والتى استمرت تخبو وتشتعل منذ ذلك التاريخ الى توقيع اتفاقية السلام الشامل بين حكومة السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان فى يناير 2005. وأثرت الحرب الأهلية المتطاولة الى حدٍ ما على قوة ذلك التعايش خاصة على مستوى النخب المتعلمة والسياسية، واستعمل الدين فى السنوات المتأخرة بواسطة طرفى الصراع لأغراض التعبئة الجماهيرية فى الداخل ولطلب الدعم المادى والسياسى من المؤسسات والدول الخارجية. وفى ظل ذلك المناخ السياسى المتوتر ولدت فكرة مجلس التعايش الدينى، بتوصية من ملتقى الخرطوم العالمى من أجل السلام والتعاون الدينى الذى انعقد فى نوفمبر عام 2000 وشارك فى تنظيمه كل من مجلس الصداقة الشعبية العالمية ومجلس الكنائس السودانى وجمعية حوار الأديان والمركز العالمى للدين والدبلوماسية. قصدت تلك الجهات أن تتجاوز تداعيات الحرب الأهلية واستغلال الدين فيها، وأن تؤكد ميزة التعايش السمح التى عرف بها أهل السودان من وقت قديم. وبتضافر تلك الجهات مع وزارة الارشاد والأوقاف تم تسجيل المجلس كمنظمة طوعية مستقلة لدى مفوضية العون الانسانى بتاريخ 12 نوفمبر 2002. حدد النظام الأساسى الذى اشتركت فى وضعه الجهات الثلاث أهداف المجلس فى الآتى:
1- ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتعاون بين الجماعات الدينية المختلفة.
2- حماية الحريات الدينية وأماكن العبادة والدفاع عنم المقدسات الدينية.
3- ادارة الحوار وتوسيع التواصل بين القيادات الدينية من أجل تعزيز القيم الروحية المشتركة، وتوطيد قيم السلام والوحدة الوطنية، والمساهمة فى معالجة مشكلات البلاد.
4- معالجة النزاعات بين الطوائف الدينية، وتقريب وجهات النظر حول المسائل العملية المشتركة.
5- التوصية لدى جهات الاختصاص بالتشريعات والسياسات التى تؤدى الى حماية الحرية الدينية والتعايش السلمى بين أهل الطوائف والأديان.
6- تشجيع الهيئات والطوائف الدينية على التعاون من أجل مواجهة المشكلات الاجتماعية وافرازات الحرب.
تكوين المجلس
ومن أجل بناء الثقة بين الجماعات الدينية وضع النظام الأساسى قاعدة تمثيل المسلمين والمسيحيين على قدم المساواة رغم الفارق الكبير فى حجم الجماعتين بالبلاد (يقدر عدد المسلمين ب 75% وعدد المسيحيين ب 12%)، وكذلك تمثيل كل الطوائف الدينية بين المسلمين والمسيحيين.
يتكون المجلس من جمعية عمومية تضم (60) عضواً من القيادات الدينية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، يشترك فيها من المسلمين: هيئة شئون الأنصار، هيئة شئون الختمية، الحركة الإسلامية، هيئة علماء السودان، المجلس القومى للذكر والذاكرين، بعض الطرق الصوفية. ومن المسيحيين: مجلس الكنائس السودانى، الكنيسة الكاثوليكية، الكنيسة الأسقفية، الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الكنيسة الانجيلية، كنيسة المسيح السودانية، الكنيسة اللوثرية. الجمعية العمومية هى السلطة العليا فى المجلس ولها صلاحيات وضع السياسة العامة واجازة اللوائح والميزانية السنوية وانتخاب المكتب التنفيذى والإشراف على أدائه.
ويتكون المكتب التنفيذى للمجلس من اثنى عشر عضواً مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، ستة من الأعضاء يمثلون الهيئات المؤسسة للمجلس (مجلس الصداقة ومجلس الكنائس ووزارة الإرشاد وجمعية حوار الأديان) وستة تنتخبهم الجمعية العمومية. يتناوب رئاسة الجمعية العمومية والمكتب التنفيذى أحد الشخصيات الاسلامية وأحد الشخصيات المسيحية، يتولى رئاسة الجمعية العمومية لدورة (2007-2010)، يترأس القس بيتر تيبى الجمعية العمومية ويتولى البروفسير عبد الله أحمد عبد الله رئاسة المكتب التنفيذى ويتبادلان المواقع فى نصف المدة. تولى البروفسير الطيب زين العابدين منصب الأمين العام للمجلس فى الدورة الأولى (2003-2006) ويتولى المنصب فى الدورة الحالية الدكتور فاروق البشرى، وتم تعيين القس جاتكوث شول مساعداً للأمين العام.
وهذه هى المرة الأولى فى تاريخ السودان أن تتكون منظمة طوعية دينية تضم القيادات الاسلامية والمسيحية ليناقشوا مشكلاتهم المشتركة من أجل حماية الحرية الدينية ودعم السلام فى أرجاء البلاد ومعالجة النزاعات الطارئة. ويعنى المجلس بصفة خاصة بتسوية المشكلات العملية التى تعوق عمل الجماعات الدينية فى الشمال والجنوب حتى تصبح وحدة البلاد أمراً جاذباً لكل الطوائف الدينية فى السودان. وبرهنت التجربة على نجاحها بصورة كبيرة اذ تعرفت هذه القيادات على بعضها البعض وأخذت العلاقات تزداد عمقا بينهم، مما سهل كثيرا من أعمال مجلس التعايش الى درجة يندر أن يتم تصويت بين الأعضاء على قرارات المكتب التنفيذى.
ونعرض فيما يلى لأهم انجازات مجلس التعايش فى مجالات: حماية الحرية الدينية؛ بناء السلام وفض النزاعات؛ ملتقيات الحوار والتعاون؛ مؤتمرات خارجية؛ زيارات ومقابلات.
1- حماية الحرية الدينية:
إنطلاقا من أهدافه فى حماية الحرية الدينية كوّن المجلس لجنة لحماية الحرية الدينية من داخل المكتب التنفي، ووضعت لائحة لهذه اللجنة تحدد ما هى الأعمال التى تشكل إنتهاكا للحرية الدينية، وما هي الإجراءات التي تتبع في التحري عن الإنتهاك وكيفية معالجته، وتفضل اللجنة التسوية العملية التي توقف الإنتهاك بدلا من المراقبة والإعلان عن تلك الإنتهاكات. واستعانت اللجنة باثنين من المستشارين القانونيين كما إنها عينت منسقا متفرغا لأعمالها والشكر للسفارة البريطانية التي بادرت بالمساعدة فى انشاء اللجنة. واستطاعت اللجنة أن تقوم بالعديد من المعالجات التي أكسبتها سمعة وجعلت المتضررين من بعض الإجراءات الرسمية يلجأون إليها. وقد قام المجلس في الفترة الأولى بالأعمال التالية في مجال الحرية الدينية:
أ / إستطاع المجلس إقناع السلطات المختصة بتعويض الكنيسة الكاثوليكية عن النادي الكاثوليكي الذي أخذ منها في عام 1997م بسبب إنتهاء مدة إيجاره. ويعود الفضل فى هذه التسوية للسيد علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية الذى أمر بدفع التعويض المالى ولوالي الخرطوم الذى وجّه بمنح الكنيسة قطعة أرض أخرى مناسبة.
ب/ ساهم المجلس في رفع الحظر عن المجلس الكنسي الأرمني الذي جمد نشاطه لمدة عشرة أشهر بسبب بلاغ كيدي رفع إلى وزارة العدل من بعض عناصر الجالية يطعن في نزاهة الإنتخابات التي أجريت مؤخراً وجاءت بلجنة جديدة حاولت محاسبة اللجنة القديمة على بعض الإجراءات المالية. وتجاوب وزير العدل بصورة ايجابية وحاسمة مع مذكرة المجلس التى رفعها له.
ت/ إستصدر المجلس قرارا من والي الخرطوم بعدم بناء أكشاك تجارية حول مقابر المسيحيين في حى الصحافة بعد أن أدى حفر الأساسات داخل السور إلى نبش بعض القبور مما أدى الى غضب وحزن الأسر التي ظنت أن تلك القبور تخص بعض أقربائها. تجدر الإشارة إلى أن التجار الذين حاولوا بناء الأكشاك كانوا قد حصلوا على كل التصديقات اللازمة من المسئولين بما فيها شهادة عدم ممانعة من القس الذي يشرف على المقابر.
ث/ استطاع المجلس أن يقنع وزير الطرق والجسور بإعادة بناء المدرسة الثانوية بالرنك التابعة للكنيسة الأسقفية التي هدمت بسبب وقوعها في طريق السلام الممتد من كوسني إلى ملكال. لقد أخطأت السلطة المحلية فى التصديق ببناء المدرسة فى موقع خطط لمسار طريق السلام قبل عشر سنوات وكفرت عن غلطتها باعطاء الكنيسة قطعة أرض جديدة ولكنها لم تكن فى موقف مالى يسمح لها بتعويض المبانى التى هدمت.
ج/ سعى المجلس لدى السلطات بزيادة ساعات البث التلفزيوني والإذاعي للبرامج الدينية المسيحية التي لم تزد عن ساعة واحدة في الأسبوع من خلال القناة الثانية المحدودة الإرسال. إستجاب كل من وزير الاعلام ووالي الخرطوم مشكورين على مبدأ زيادة البث ولكن حالت بعض الظروف والتغييرات الادارية فى الأجهزة دون تحقيق ذلك بصورة مرضية، وسيتابع المجلس تنفيذ تلك التوجيهات على أرض الواقع مع المسئولين الجدد.
د/ قام المجلس بمسح 32 دارا من دور إيواء الأطفال المشردين فى ولاية الخرطوم بعد أن ورد في بعض التقارير الدولية أن بعض الأطفال المشردين يجبرون على إعتناق الدين الإسلامي . وأثبت البحث الذي أجراه باحث متمرس أن التهمة غير صحيحة لأن شروط وزارة الرعاية الإجتماعية تسجل ديانة الطفل في إستمارة مخصصة منذ تسليمه لدار الإيواء، ولم يجد سوى حالات نادرة تعد على أصابع اليد الواحدة بتغيير ديانة الطفل بعد أن تجاوز مرحلة الطفولة. ثم إن 50% من الأطفال في دور الإيواء بالعاصمة يسكنون في دور تابعة لمنظمات مسيحية كنسية، وكشف البحث أن معظم ادارات دور الإيواء لا تهتم أصلا بالناحية الدينية.
كما قام المجلس حديثا بدراسة أوضاع التربية الدينية في أربعين مدرسة بولاية الخرطوم، شملت الدراسة مدارس أساس وثانوي حكومية وخاصة (بنين وبنات)، كما شملت بعض المدارس في معسكرات النازحين . اتضح من الدراسة أن هناك خللاً يحتاج إلى معالجة يتمثل في: عدم توظيف الحكومة لمعلمي التربية المسيحية أسوة بمدرسى التربية الاسلامية واعتمادها على المتطوعين من الكنائس ومعظم هؤلاء ليسوا مدربين على مهنة التدريس، وقلة كتب مناهج التربية المسيحية في المدارس، وتدريس التربية المسيحية خارج ساعات الدوام في مراكز توفرها بعض الكنائس. كانت حجة وزارة التعليم العام الولائية بعدم تعيين معلمى التربية المسيحية هى أنهم غير مؤهلين لأنهم لم يتخرجوا من كليات التربية. وقد رفع المجلس مذكرة إلى وزير التعليم العالي يطلب منه إدخال تدريب معلمي التربية المسيحية في كليات التربية كما كان الحال في كلية المعلمين ببخت الرضا قبل أن تقفل وتحول إلى جامعة. وينوي مجلس التعايش إقامة ورشة عمل حول تدريس التربية الدينية فى مدارس التعليم العام تشارك فيها وزارة التربية الإتحادية والولائية ووزارة الإرشاد ووزارة التعليم العالي ومجلس الكنائس السودانى وهيئة علماء السودان وبعض الجامعات ومدرسى التربية الدينية بالمدارس.
ذ/ طبع المجلس كتيبا حوى كل المواد المتعلقة بوضعية الدين في إتفاقية السلام الشامل، ووزع منه حوالي ألفي نسخة للقيادات الدينية والمسئولين في الدولة ووسائل الأعلام. ونظم المجلس محاضرة عامة عن " الدين في إتفاقية السلام " تحدث فيها إثنان من وفدي التفاوض ممثلين للحكومة وللحركة الشعبية، ونظم أكثر من 15 ندوة حول الموضوع في كل من الخرطوم والفاشر ونيالا وبورتسودان وكسلا وكادقلى والدلنج، ويتضمن البرنامج المجاز ندوات مماثلة في جنوب السودان. وقد أمّن علماء الدين الإسلامي والمسيحي في الملتقى الذي عقده المجلس في يوليو 2005 م أن تلك المواد المضمنة في الإتفاقية كافية لمعالجة قضية الدين في السودان إذا ما وجدت التطبيق الجاد.
ر/ نظم المجلس ورشة تدريبية عن حماية الحرية الدينية شارك فيها العديد من الشباب من الطوائف الدينية المختلفة، وتحمس عدد منهم لإنشاء جمعية من الشباب للتعايش الديني ومازالت تلك الجمعية تحت التأسيس.
ز/ ولعل أكبر نجاح حققه المجلس في مجال الحرية الدينية هو اقناع حكومة ولاية الخرطوم بمنح قطع اراضٍ لتشييد 3 كنائس جديدة تعويضاً عن كنائس عشوائية قديمة منذ الثمانينيات أزيلت بسبب التخطيط العمراني الذى زحف عليها. وأُعطيت هذه القطع لكل من الكنيسة الكاثوليكية بالحاج يوسف والأسقفية بحي مايو والمسيح السودانية في منطقة الثورة. ويكفي أن نقول أن كل التقارير الدولية التي تتحدث عن الحرية الدينية في السودان تذكر مجلس التعايش الديني ودوره الايجابي في هذا المجال.
2- بناء السلام وفض النزاعات:
كانت قضية دعم السلام في السودان من أكبر اهتمامات المجلس وقد قام في سبيل ذلك بعدة أنشطة خاصة بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل.
أ/ نظم المجلس لقاءاً جماهيرياً كبيراً بقاعة الصداقة في أغسطس 2004 م حين تم التوصل إلى اتفاقية الترتيبات الأمنية في نيفاشا، وخاطب اللقاء كل من الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول والسيد أبيل الير السياسي الجنوبي المحنك الذي أسهم بجهد مقدر في تقريب الشقة بين الفريقين المتفاوضين والدكتور عصام البشير وزير الإرشاد والأوقاف.
واستمع النائب الأول إلى تأييد القيادات الدينية لمفاوضات السلام وما يتوقعونه من خطوات قادمة تكمل الشوط. وقد طبعت كلمات اللقاء في كتيب وزع على نطاق واسع .
ب/ أقام المجلس بالتعاون مع جامعة الخرطوم وجامعة الفاشر ومركز الخرطوم لحقوق الانسان وتنمية البيئة في نوفمبر 2004 م ورشة عمل عن مشكلة دارفور قدمت فيها 19 ورقة بحثية واستمرت لثلاثة أيام في قاعة الصداقة . ومن المعلوم أن دارفور لا تعاني مشكلة دينية ولكنها أصبحت شأناً قومياً ينبغي لرجال الدين أن يسهموا في معالجتها، وقد كانت توصيات الورشة مثالاً للمعالجة الموضوعية المتوازنة الشاملة.
ت/ نظم المجلس عدداً من ورش التدريب حول فض النزاعات بالتعاون مع معهد السلام الامريكي في كل من الخرطوم وكسلا, وساعد في اقامة ورش أخرى في نيالا والدلنج وكادوقلي. بعض هذه الورش شارك فيها شيوخ القبائل وزعماء الادارة الأهلية بالاضافة إلى الناشطين في منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية. وقد قدم الأمين العام محاضرة عن فض النزاعات من وجهة نظر إسلامية في كل من نيالا وبورتسودان وكسلا، كما قدمت محاضرات عن فض النزاعات من وجهة نظر مسيحية وفي التراث القبلي السوداني.
ث/ أقام المجلس ملتقى للقيادات الدينية ( إسلامية ومسيحية) لمدة يومين بقاعة الصداقة في يوليو 2005 م للتفاكر حول دور القيادات الدينية في بناء السلام، وقد كان لافتاً للنظر أن توصيات الملتقى أجيزت كلها بالإجماع، وينوي المجلس أن ينفذ ما يستطيع من تلك التوصيات التي طبعت ووزعت على المسئولين في الدولة وأجهزة الإعلام وعلى القيادات الدينية ومنظمات المجتمع المدنى.
ج/ بمناسبة تعيين الأب غبريال زبير واكو أول كاردينال سوداني في الكنيسة الكاثوليكية، نظم مجلس التعايش الديني احتفالاً وطنياً جامعاً تحت شعار : دعاء من أجل السلام . ويقوم المجلس حالياً بتفعيل دور رجال الدين من أجل دعم السلام في مناطق النزاع، وقد كون لذلك الغرض لجاناً دينية مشتركة من أجل السلام في كل من الفاشر ونيالا وبورت سودان وكسلا والدمازين وكادقلى، وسيمتد هذا النشاط في الأسابيع القادمة لجنوب السودان فى كل من جوبا وواو وملكال إن شاء الله. وقد وجدت هذه الخطوة ترحيباً حاراً من حكومات تلك الولايات وأعيانها. ويبحث المجلس عن دعم مالي ليقوم بتدريب رجال الدين في تلك المناطق حتى يكونوا أقدر على القيام بهذه المهمة الصعبة التى لا خبرة لهم فيها سابقاً. شارك في تنفيذ البرنامج السابق كل من معهد السلام الامريكي وجامعات الفاشر ونيالا والبحر الأحمر وكسلا والنيل الأزرق والدلنج. وتشكل مشاركة الجامعات تقليداً نحرص عليه لأنها ستكون مفيدة فى مرحلة تدريب رجال الدين على فض النزاعات واجراء المصالحات ومعرفة التعقيدات السياسية التي تحيط بعملية بناء السلام.
3/ ملتقيات الحوار والتعاون:
عقد مجلس التعايش في الفترة الماضية العديد من الملتقيات والحوارات لترسيخ قيم التعاون بين الهيئات والطوائف الدينية والمدنية.
أ/ نظم المجلس إجتماعين للمنظمات الدينية ( الإسلامية والمسيحية ) للتعاون معاً من أجل تقديم خدمات إعادة التوطين للنازحين من الجنوب وجبال النوبة. وكانت تلك المنظمات تعمل في معسكرات النازحين فى تقديم خدمات تعليمية وصحية وإغاثية وتنموية ولكنها تعمل منفردة. ورغم إقتناع المنظمات بالقيمة الرمزية والعملية لمثل هذا التعاون ومباركة وزارة الشئون الإنسانية له إلا أن التأجيل الذي حدث في برنامج إعادة التوطين ونقص الموارد المالية حال دون إكمال هذا البرنامج.
ب/ أقام المجلس جلسة حوار ديني مع اللورد كيري، رئيس أساقفة كانتربري السابق بحضور شخصيات دينية وسياسية مرموقة، أثنى فيها كيرى على إتفاقية السلام الشامل التي تم التوقيع عليها حديثاً، وحث أهل السودان على التحاور بعقل مفتوح وفي جو من التسامح والمحبة.
وبعد عام من ذلك الحوار إسنضاف المجلس الدكتور روان وليمز، كبير الأساقفة الحالي، في ندوة عن التعددية الدينية وبناء السلام شهدها نخبة من المسئولين ورجال الدين، وكانت المداخلات فيها جيدة وممتعة.
ت/ وعلى ذات النسق نظم المجلس ندوة بقاعة الشارقة لوفد المسلمين البريطانيين للحديث عن " أوضاع المسلمين في بريطانيا" شارك فيها مشكوراً السفير البريطاني الذي يجيد الحديث بالعربية. ونظم محاضرة للسيد رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا بقاعة الصداقة عن "حوار الحضارات "، وأخرى للبروفسير وليم بيكر عن " القيم المشتركة في الإسلام والمسيحية". ومنذ فترة قصيرة إستضاف المجلس سمو الأمير الحسن بن طلال الذي إلتقى بعدد من المسئولين في الدولة، وقدم محاضرتين بقاعة الصداقة عن " العالم الإسلامي والتعددية الثقافية " وعن " أوضاع العالم العربي ".
ث/ شارك الأمين العام في مؤتمر كادقلي الذي أقامته الكنيسة الأسقفية عن الحوار والتعاون بين الجماعات الدينية، وقدم تنويراً للمؤتمرين عن مجلس التعايش الديني وأعماله وعرض عليهم فكرة إنشاء فرع للمجلس بولاية جنوب كردفان فرحبوا بالفكرة.
ج/قام المجلس بعقد لقاء تشاوري للمنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان من أجل التعارف والتنسيق والتعاون في مجالات إصلاح قانون العمل الطوعي والتدريب وتأهيل الكوادر، وذلك بالتعاون مع منظمة فردريش آيبرت ومركز الخرطوم لحقوق الإنسان وتنمية البيئة.
4 - مؤتمرات خارجية :
إستطاع المجلس أن يؤسس علاقات دولية في الفترة القصيرة من عمره مع منظمات دينية وإنسانية تهتم بقضية التعايش الديني والسلمي.
أ/ شهد الأمين العام مؤتمر القمة الدينية الذي نظمته هيئة الخطة الدينية المشتركة من أجل السلام في افريقيا (IFAPA ) والذي عقد بجوهانسبيرج بجنوب أفريقيا في أبريل 2005م . وتبع ذلك إجتماع الفعاليات الدينية الافريقية بجنيف في نفس العام واختار الاجتماع الأمين العام عضواً في اللجنة التنفيذية للهيئة. وتم إشهار اللجنة التنفيذية في كيقالي عاصمة رواندا في يوليو 2006 حضره الأمين العام. وحضر وفد من الهيئة لزيارة الخرطوم في يناير 2007 لمتابعة عملية السلام الجارية في السودان، وقد سبق لهم أن زاروا جنوب السودان في وقت مبكر من عام 2005 حيث إستقبلهم الراحل جون قرنق في مقر قيادته بالنيوسايت. ومن المتوقع أن تعقد الهيئة مؤتمر القمة الدينية القادم في 2008 م بالخرطوم بناءاً على دعوة تقدم بها الأمين العام وأيدتها حكومة السودان.
ب/ إستجاب الأمين العام لدعوة الحكومة الهولندية بحضور المؤتمر الذي دعت إليه في الهيج حول "الدين من أجل السلام"، وكان السودان أحد الدول المستهدفة بدراسة حالتها بجانب نيجريا والبوسنة والكونغو. وقدم الأمين العام تقريراً عن دور مجلس التعايش في دعم السلام بالسودان.
ت/ وقام بعض أعضاء المجلس بتمثيله في عدة ملتقيات حوارية. فقد شهد منسق لجنة حماية الحريات الدينية ورشة القيادات الدينية في دعم محكمة الجنايات الدولية التي عقدت في نيروبي في مايو 2005م؛ وشارك رئيس لجنة حماية الحريات الدينية في فعاليات ملتقى الفريق العربي للحوار الإسلامي المسيحي بالأردن في بوليو 2005م؛ كما شارك رئيس المكتب التنفيذي في مؤتمر القيادات الدينية الافريقية الذي عقد في واشنطون في يوليو 2006 م.
ث/ دعى الأمين العام إلى حفل الإفطار الوطني من أجل الدعاء (N.P.B)الذى تقيمه سنويا لجنة من الكونقرس الأمريكى بحضور الرئيس الأمريكى. وقدم الأمين العام فى تلك المناسبة محاضرة عن نشاط مجلس التعايش فى مجال بناء السلام بمعهد السلام الأمريكى كما اشترك فى مشاورة داخلية حول برامج المعهد فى السودان، وقدم مشروعات جديدة للدعم لكل من منظمة الوقف الوطنى من
أجل الديمقراطية (N.E.D.) والمنظمة العالمية لطرق الدبلوماسية المتعددة (IMTD). وشهد الأمين العام أيضاً مؤتمر الفريق العربي للحوار الإسلامي- المسيحي الذي عقد بالقاهرة في مارس 2006م وقدم تنويراً عن أنشطة مجلس التعايش الدينى فى السودان.
ج/ عقد في كيوتو باليابان في أغسطس 2006 المؤتمر العالمي الثامن للأديان من أجل السلام شهده أكثر من 800 عضوا من شتى أنحاء العالم. وقد مثل مجلس التعايش الديني بخمسة أعضاء منهم رئيس المكتب التنفيذي والأمين العام بجانب ثلاثة أعضاء من مجلس كنائس السودان الجديد الذي كان يعمل في مناطق سيطرة الحركة الشعبية، وتم في ذلك المؤتمر إتفاق على تكوين مجلس قومي موحد للتعايش الديني في كل السودان أو إنشاء لجنة تنسيقية عليا في حالة قيام كيان مستقل في جنوب السودان.
5- زيارات ومقابلات :
حظي مجلس التعايش الديني بزيارة العديد من الشخصيات والهيئات التي تهتم بقضايا الدين والسلام في السودان. من أهم تلك الزيارات :
لقاء السناتور جون دانفورث بالمكتب التنفيذي للمجلس في يوليو 2003م عندما جاء ممثلاً للرئيس الأمريكي وحرص على اللقاء بالقيادات الدينية السودانية من خلال مجلس التعايش. والتقى دكتور فرانكلين جراهام بقيادات المجلس في ديسمبر 2003م من أجل التعرف على دور المجلس في التعايش الديني بالسودان. إلتقى سكرتير مجلس كنائس كل إفريقيا بالأمين العام عند زيارته للخرطوم في عام 2005 وتعرف على أهم أوجه نشاطات المجلس. وفي ديسمبر من عام 2005م حضر وفد القيادات الدينية الإفريقية (ACRL) الذى يمثل المؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام، وقد أعد لهم المجلس برنامجاً لمدة ثلاثة أيام إلتقى فيها الوفد بالمسئولين في الدولة وقيادات الطوائف والمؤسسات الدينية. زار المجلس وفد من لجنة الحريات الدينية العالمية في يناير 2006م، وهي تتبع للكونقرس الأمريكي وتصدر سنوياً تقريراً عن الحريات الدينية واشتمل تقريرها فى السنوات الأخيرة تقريظاً لأعمال المجلس. زار مستر لوك فان دوقور مندوب الخارجية الهولندية المجلس وناقش مع الأمين العام عمل دراسة ميدانية حول دور القيادات والطوائف الدينية في دعم السلام؛ كما زار وفد المعلمين الفرنسيين الكاثوليك مجلس التعايش الديني والتقى بالأمين العام للتعرف على أعمال المجلس. وجاء وفد من مجموعة كنائس تكساس بقيادة ديبورا فايكس ذات الصلة بالرئيس بوش إلى زيارة المجلس ودعت الأمين العام لزيارة الولايات المتحدة واللقاء بالقيادات والمسئولين المعنيين بأوضاع السودان.
وكان ختام المسك زيارة سمو الأمير الحسن بن طلال واجتماعه بأعضاء المكتب التنفيذي وتعرفه على أنشطة المجلس المختلفة خاصة في مجال دعم السلام. وقبل سمو الأمير دعوة وزير الإرشاد له برعاية مؤتمر عن الحوار الإسلامي المسيحي بالتعاون مع مجلس التعايش الديني.
خاتمة:
لقد استطاع مجلس التعايش الديني في الفترة القصيرة من عمره أن يبني قدراً من الثقة بين القيادات الدينية المختلفة في البلاد ويمد بينها حبال التواصل، ويعالج بعض المشكلات التي تؤدي إلى التوتر وسوء التفاهم بين أبناء الوطن الواحد، واستطاع أن يؤسس علاقات خارجية مفيدة ومثمرة مع أمريكا وافريقيا والعالم العربي. وإن كانت المرحلة الأولى هي مرحلة التأسيس في شمال السودان ينبغي أن تكون المرحلة القادمة هي الإنتشار في مناطق الإختلاط الديني الأخرى فى جنوب كردفان وجنوب السودان، والإنطلاق إلى آفاق أرحب في بناء علاقات داخلية وخارجية أقوى لدعم أنشطة المركز في المجالات المختلفة. وقد وجدت برامج وأعمال المجلس تقديراً من عدد كبير من المسئولين فى أجهزة الدولة مما ساعده فى تحقيق الانجازات التى حققها، كما وجدت تعاطفاً وتشجيعا من قطاعات واسعة فى المجتمع من القيادات الدينية والاعلامية والأكاديمية.
ونحسب أن التجربة رائدة وجديرة بالتشجيع والدعم من الهيئات الشعبية والأجهزة الحكومية ورجال الأعمال لأنها تصب بصورة مباشرة في دعم السلام والإستقرار والوحدة في هذا البلد الطيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.