■■ بعد ردح طويل من السيطرة والإحتكار والتألق للكرة السعودية والأخضر على كل الأصعدة خليجياً وعربياً وآسيوياً ، وبعد أربع مرات من التأهل المتتالي لنهائيات كأس العالم ، جاءت فترة ليست قصيرة من الجفاف والقحط والتراجع والشحوب التي لم يصدقها الشعب السعودي العاشق للكرة والمتفاخر دائما بقيمة منتخب بلاده . ■■ وبعدما كان الأخضر السعودي فرس الرهان العربي في كأس أمم آسيا منذ مشاركته الأولى عام 1984 ولقبه الأول ثم الثاني عام 1988 ثم الثالث عام 1996 ، ومنذ ذلك الوقت نادراً ما كان الأخضر يخطيء في البقاء حتى النهاية وللمباراة النهائية ، ولكن في البطولة الأخيرة عام 2011 بالدوحة كانت المفاجأة القاصمة بخروج مهين من الدور الأول بعد 3 هزائم وثمانية أهداف . ■■ وفي نفس السياق قطع الأخضر عادته في التأهل لنهائيات المونديال بعد عام 2006 ، وللمرة الثالثة على التوالي إستمر الفشل ، ليكون الخروج السعودي درامياً على يد الفاشل رايكاد ومن مرحلة مبكرة جداً ، ولم يكن الأمر مختلفاً في كأس الخليج التي كان الأخضر أحد فرسانها ، إلا أنه في البطولة الأخيرة بالبحرين عام 2013 خرج مبكراً من المرحلة الأولى . ■■ وإحتار السعوديون وغضبوا ونقموا على لاعبيهم وانتظروا طويلاً .. وإشتاقت السعودية إلى الأفراح الكروية التي جاءت أخيراً .. وبالأمس وفي ستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام وبعد الفوز الثاني على المنتخب العراقي القوي والعنيد ، أعلن الأخضر عن تأهله مبكراً إلى نهائيات أمم آسيا 2015 بإستراليا بعد أربع انتصارات متتالية في مجموعة التصفيات ، وإحتفل اللاعبون ورقصوا وطافوا بالملعب وإلتحموا بالجماهير الوفية . ■■ ورأيت رئيس إتحاد الكرة أحمد عيد ينزل إلى أرض الملعب يحضن الجميع ويشكر الجميع ويشارك في الإحتفالات ويضحك ويبكي بدموع الفرح ، وكأنها لحظة ولادة حلم جديد وأمل طال إنتظاره للأخضر السعودي العنيد في إنطلاقة أخرى نحو إستعادة عرشه الآسيوي ومجده في القارة الصفراء .. ولعلها بالفعل تكون البداية لعودة الكرة السعودية لمستوياتها وإبداعاتها التي غابت عنا طويلاً . كووورة