ما أشبه اليوم بالبارحة.. فرنسا بطلة العام في 1998 والوصيفة في 2006، باتت قاب قوسين أو أدنى من التخلف عن ركب الصاعدين لمونديال البرازيل 2014، وضعية حرجة يعيشها زملاء ريبيري الذين يعانون كل المعاناة في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم، فلم يكتفوا برفض الصعود المباشر للبطولة، بل واصلوا عروضهم الهزيلة حتى في الملحق بخسارتهم في لقاء الذهاب أمام مضيفهم الأوكراني. وبالعودة للسنوات الماضية ومسيرة فرنسا في التصفيات، سنجد أن معاناتهم ليست بجديدة، إذ ما كانت دائماً رحلة صعودهم لكأس العالم محفوفة بالمخاطر، بداية من 2006، في حقبة دومينيك الذي عاث فساداً في كتيبة الديوك الفرنسية، وكان على مقربة من توديع التصفيات في وقت مبكر، قبل أن يأتي الملهم والبطل القومي لفرنسا زين الدين زيدان ليعدل عن قرار اعتزاله ويعود لإنقاذ منتخب بلاده ويقوده بكل اقتدار للنهائيات، ولم يكتفي بمجرد تصعيدهم لمونديال ألمانيا، بل أعاد نفسه شاباً يافعاً في عمر العشرين وهو الذي كان في سن ال35 عاما آنذاك، ويقدم برفقة زملائه تيري هنري وباتريك فييرا أجمل العروض في الملعب والإطاحة بكبار أوروبا واحداً تلو الآخر حتى بلغوا نهائي البطولة، بعد مسيرة تصفيات متواضعة للغاية. اعتزل زيدان ولم يتعلم الفرنسيون منه طريق النجاح وسر التفوق، فعادة الانتكاسة مجدداً في مونديال 2010 الذي صعدته فرنسا بفضيحة تحكيمية بلمسة يد هنري الشهيرة، التي لم تستفد منها فرنسا سوى الصعود للبطولة ومن ثم الخروج المبكر من نهائيات جنوب أفريقيا. الآن وبعد 7 سنوات من اعتزال "زيزو" فرنسا تبدو تائه للغاية، منتخب مفكك معنويا قبل فنياً، حتى وإن كان يملك في صفوفه أفضل لاعب في 2013 فرانك ريبيري والذي يبدو تتويجه بجائزة الكرة الذهبية بات وشيكاً. لتستمر المقولة الشهيرة التي يرددها عشاق المنتخب الفرنسي ورمزه ذو الأصول الجزائرية.. فرنسا لا تساوي شيء لا تساوي شيء لا تساوي شيء من غير زيدان !!..