في سن التاسعة اضطرتها ظروف مرض والدها لأن تضطلع بعبء ومسؤولية أشقائها الصغار.. لأنها أكبرهم تحملت أعباء معيشة الأطفال الستة.. مارست التجارة وهي بعد تلميذة تتلقى الحصص في مقاعد الدرس بالصف الرابع أساس. اليافعة نادية، من منطقة دار السلام غرب أم درمان، كانت تبيع الفول السوداني وتأتي من تلك البقاع إلى السوق العربي.. بدأت تتحرك بصينية الفول لتعول الأسرة.. لاحقاً غيرت تجارتها من الفول السوداني الذي أنهكها بنظافته وغليه فتركته وتحولت لبيع الملابس الرجالية في السوق العربي.. مرت 13 سنة وهي تعمل بالسوق.. عزيمتها لم تكل، فما زالت تدرس حتي وصلت المرحلة الجامعية وهي الآن بالسنة الثانية إدارة أعمال جامعة السودان واضطرت لتجميد هذه السنة للظروف. اشتكت نادية من الكشة وقالت: الكشة ما مريحانا إذا شالوا حاجاتك الغرامة حسب البضاعة من (200 إلى 500) جنيه.. دخلي يترواح بين (50 إلى 250) جنيها ويوم الكشة ما في بيع نهائي.. وممكن تتعطل يومين لغاية ما تستلم بضاعتك، ثم تضيف بما يقطع نياط القلب: أنا عاوزة آكل عيش. نادية تعزّز كل مفاهيم التضامن الأسري وتهدينا أجمل الدروس حينما تسمعها تقول: أخواني بساعدوني في الإجازة ويوم الجمعة اليوم التالي