وسط تضجر وتذمر العديد من النساء اللائى يعملن فى بيع الملابس الجاهزة بالسوق العربى حيث يفترشن الارض ويعرضن بضاعتهن من الملابس الجاهزة حيث شكين مر الشكوى من السلوك الذى تتبعه ادارة المحلية المتمثلة فى (الكشات )والذى وصفنه بالعنيف ضدهم حيث يعانين من ظروف اقتصادية قاهرة دفعتهم للخروج الى السوق بحثا عن سبل كسب العيش .الصحافة استطلعت هؤلاء النسوة للوقوف على اوضاعهم والمعاناة التى يجدونها فى الشارع العام. وتقول رقية دفع الله وهى فى العقد السادس من عمرها بانها تعرضت للاهانة الشديدة من قبل الكشات والتى قام منفذوها بجرها على سطح الاسفلت ومصادرة بضاعتها وسط جمع غفير من الناس وهى امرأة طاعنة فى السن لاتحتمل مثل هذه الاهانة وتوضح انها لم تجد بضاعتها حتى بعد دفع الغرامة التى تبلغ قيمتها 80 جنيهاً اضافة الى رسوم التصديق والتى تبلغ 500جنيه وسخرت رقية قائلة : لو انها تمتلك هذه المبالغ لما خرجت الى السوق وتعرضت لمثل هذه المشاكل التى يجدونها كل يوم ومشيرة الى انها تضع هامش ربح لايتجاوز خمسين قرش فى القطعة الواحدة وان القوة الشرائية ضعيفة وحركة المبيعات متناقصة مؤكدة ان الدخل فى اليوم يتراوح مابين (15الى 20)جنيه قابعة تحت هجير الشمس طوال اليوم دون الحصول على مايوازي تعبها واضافت انها لم تقم بتجهيز مستلزمات شهر رمضان وتمضى رقية قائلة : انها تستجلب البضاعة بالدين ( بالاجل) من التجار بسوق ليبيا وتعيد المبلغ على اقساط لهم واشارت رقية فى بعض الاحيان يرفض التجار التعامل معنا نسبة لتاخير الاقساط ملقيا علينا اعباء جديدة تضاف الى مشاكلنا ونظل بين ترقب الكشة ورسوم التصديق والتجار بالسوق وبين الهم الاكبر الذى دفعنا للخروج الى الشارع وهو توفير لقمة العيش ومنصرفات الاسرة والاطفال وطلاب المدارس . وناشدت رقية الوالى وحكومته بالوقوف على اوضاعهم التى لاتخفى على احد ونحن شريحة من الفقراء والمحتاجين الذين اجبرتنا ضائقة العيش لامتهان مهنة صعبة . اما حواء آدم تقول ان الملابس اسعارها مرتفعة ويعزى التجار الذين نشتري منهم ذلك الى ارتفاع رسوم الجمارك وتكاليف الشحن وارتفاع سعر الدولار وتؤكد حواءانها تضع هامش الربح فى القطعتين بقيمة خمسين قرش فقط رغم قلة المبيعات واضافت انها تعانى من ظروف اقتصادية سيئة وان ابنتها البكر التى وصلت الى المرحلة الجامعية من المفترض ان تكون خريجة هذا العام ولكن ضيق العيش والعدم حرمها من تلك الفرحة بسبب حرمانها من الامتحانات لعدم دفعهم الرسوم الجامعية مما يضطر ابنته الى تجميد السنة وهى لاتزال بالمستوى الاول واضافت انهم شريحة فقراء ويعانون من صعوبة توفيرالاكل والشرب واضافت ان رسوم التصديق مرتفعة مشيرة الى ضخامة مبلغ الغرامة مؤديا بها الى الوقوع تحت براثن الديون . وتمضى حواء قائلة : ان عربة الكشة عندما تصادر بضاعتها لاترد اليها كاملة كما تشرد ابنها بعد مصادرة كل مايملك واصبح يتسول بعد ان كان يكسب من عرق جبينه ،وطالبت حواء الوالى بتخصيص مكان لهم للبيع وتخفيض قيمة التصديق التى تفوق قدرتهم وايقاف الكشات التي باتت مهدداً لعملهم لانهم يعملون من اجل كسب عيشهم لسد حاجاتهم من الأكل والشراب .