باسم الشعب السوداني وباسم كل الأحرار في العالم تتقدم قوى الإجماع الوطني بالتعازي الحارة لشعب جنوب افريقيا وللإنسانية جمعاء في وفاة الزعيم الأممي نيلسون مانديلا، وقوى الإجماع اذا تنعيه تنعي فيه صموده ونضاله من أجل التقدم والحرية والديمقراطية، لقد كان مانديلا رمزاً للصمود والعطاء والثبات على المبدأ، وكان قائدا ومعلما وملهما، لكل الشعوب، كان جسورا في التصدي للعدو مهما كانت قدراته، قاتل وناضل ضد أرذل حكم شهده العالم، حكم الأبرتايد في جنوب افريقيا، ولا يجاريه في تلك الصفة الرذيلة إلا حكم المؤتمر الوطني في بلادنا ،كان مدرسة كاملة في الوطنية والعمل على وحدة قدرات شعبه وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، من أجل الحرية والديمقراطية والانتصار، كان متفهما لتعقيدات بلاده فأجترح نظام(الكوديسا) مما عصم الدولة الوليدة من التشرذم والتفتت، ولو كانت شعوب افريقيا وحكامها يعلمون هذه القيمة لما عانت القارة، مما تعاني منه الآن، ولو انتبه لها حكام السودان لما اشتعلت الحروب وانفصل الجنوب في عهد المؤتمر الوطني، ذهب مانديلا وترك وراءه أعظم إرث وستظل قيمه زائدا للبشرية التقدمية في صراعها ضد المستعمرين وضد النظام الرأسمالي العالمي، وربيبته (العولمة) التي تزيد ثروة الرأسماليين ضد الفقراء والمهمشين، كان مانديلا وحكماء افريقيا الأوائل ممن أسسوا منظمة الوحدة الافريقية يرمون لوحدة القارة وتجميع قدراتها البشرية والمادية والروحية، ضد خطر الانقسام والفقر والتخلف ومهما كانت الصعاب أمام هذا الهدف إلا أن قيمه ستبقى هادية ومرشدة حتى تحقيقها، وستظل نبراسا قويما نهتدي به من أجل غد افريقي وإنساني جميل، لقد عرفنا هذا الرجل الإنسان وتعاملنا معه في مراحل كثيرة من خلال موقف السودان الداعم لحركات التحرر الوطني الافريقية، وتقديمه لكل العون لها حتى يتحقق معنى التحرر والإنسانية، ووجدناه أشجع وأنبل من عرفنا. نمْ هانئاً قرير العين أيها المناضل الكبير ستظل ذكراك وأفكارك ملهمة لنا. ألا رحم الله مانديلا.