دفع لص في العقد الثالث من عمره حياته ثمنا لسرقة «حلة» أو (طنجرة)، من مطبخ شقة مسن في إحدى عمارات منطقة العامرية بغرب مدينة الإسكندرية المصرية، وذلك عندما اختل توازنه بينما كان يتسلق المواسير الخارجية للمبنى، فسقط من الطابق السادس وعُثر عليه جثة هامدة. كان قسم شرطة العامرية قد تلقى بلاغا بسقوط شخص من أعلى العقار الكائن في مساكن مبارك رقم 288. ولدى انتقال رجال البحث الجنائي إلى الموقع تبين أن الجثة لشاب يدعى محروس عبد المنعم زهري (29 سنة)، وهو عاطل عن العمل ومسجل جنائيا. وتبين أنه تسلق المواسير في منور العمارة وصولا إلى الشقة فوجد نوافذ مطبخها مفتوحة بالدور السادس. وقد قفز منها إلى داخل الشقة، ولما لم يجد فيها شيئا ذا قيمة، قرر ألا يعود خالي الوفاض، فجمع عددا من أواني الطهو، إلا أنه بعدما استثقل وزنها اختار واحدة منها فقط، وغادر مرة أخرى من حيث أتى. لكن توازنه اختل عندما كان يهبط على المواسير فسقط أرضا جثة هامدة. صاحب الشقة، ويدعى رشاد يوسف عبد الحافظ (77 سنة)، وهو موظف متقاعد، قال عند سؤاله بمحضر الشرطة إنه قد شعر بحركة غير طبيعية في مطبخ شقته لكنه خشي مواجهة اللص نظرا لكبر سنه ومعاناته أمراض الشيخوخة. وتابع: «تركته لمصيره؛ لأنني أعرف أن الشقة ليس فيها ما يذكر لسرقته، وأحكمت الغطاء على وجهي وأنا في السرير وأخذت أتمتم بأدعية وأقرأ سورة يس وبالذات الآية التي تقول: «وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون». وأضاف أنه أثناء ذلك سمع صوت ارتطام شديد في منور العمارة، فهرع مسرعا نحو باب الشقة وهنا اكتشف أن اللص سقط بالمنور ولقي حتفه. وقد سلمت الشرطة رشاد «حلته» وصعد إلى شقته، بينما نقلت جثة اللص إلى المشرحة تمهيدا لدفنها بعد تصريح النيابة.
