يقول د.عبدالواحد عبدالله يوسف أنه في سنة 1959 كان طالبا في جامعة الخرطوم وضمن تحضيرات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم تم الاعلان عن أنه تم فتح باب المشاركات من الأدبية للطلاب ليشاركوا بها في احتفال الاتحاد بأعياد الاستقلال في الأول من يناير 1960 د. عبدالواحد جلس ليلتين يكتب تلك القصيدة لرائعة وقدمها للاتحاد وحازت على اعجاب المسؤولين .. فغناها كورال الاتحاد في الاحتفال .. وهاجت مشاعر الجميع، وفي مقدمتهم الفنان خضر بشير الذي كان صديقا لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم فقدمت الأغنية للفنان الشاب حينها محمد وردي وقام بتلحينها وأداها في إذاعة أم در وعندما قرر عبود (بيع) حلفا بالموافقة على بناء خزان ناصر في مصر وإغراق حلفا .. كان وردي في مقدمة المعارضين لهذا القرار .. فتم سجنه وحظرت جميع أغانيه وتسجيلاته إلى أن جاءت ثورة أكتوبر 1964 م المجيدة وفك الحظر عن الحرية والأحرار ومنذ ذلك الحين ... كل الشعب السوداني يغني في الأول من يناير. اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا.. اليوم نرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا غنوا لنا غنوا لنا يا نيلنا .. يا أرضنا الخضراء يا حقل السنا يا مهد أجدادي ويا كنزي العزيز المقتنا يا إخوتي غنوا لنا اليوم كرري .. كرري تحدث عن رجال كلأسود الضارية خاضو اللهيب وشتتو كتل الغزاة الباغية والنهر يطفح بالضحايا بالدماء القانية ما لان فرسان لنا بل فر جمع الطاغية يا إخوتي غنو لنا اليوم وليذكر التاريخ أبطلا لنا عبد اللطيف وصحبه غرسو النواة الطاهرة ونفوسهم فاضت حماسا كالبحار الزاخرة من أجلنا سادو المنون ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون غنو لهم يا إخوتي ولتحيا ذكرى التاريخ يا إخوتي غنو لنا اليوم إني أنا السودان أرض السؤدد هذه يدي ملأى بألوان الورود قطفتها من معبدي من قلب إفريقيا التي داست حصون المعتدي خطت بعزم شعوبها آفاق فجر أوحد فأنا بها وأنا لها وسأكون أول مقتدي يا إخوتي غنو لنا اليوم فداً لعيني طفلة غازلت دموعها حديقة في الخيال .. شمسك في راحتها خصلة طويلة من زهر البرتقال .. والنيل ثوب أخضر ربما عاكسه الخصر قليلاً فمال يا شرفة التاريخ يا راية منسوجة من شموخ النساء وكبرياء الرجال