اكتسى صباح الامس اول ايام اقتراع شعب الجنوب على حق تقرير المصيرمن الدولة السلف (سودان المليون ميل)، زينت جدران منزل الزعيم الازهري بام درمان اثواب الحداد السوداء ،فالتفت الشارع الذى بدا في ساعات الصباح الاولى مشغولا بمشاويره الشخصية نحو بيت الزعيم وقال احد المارة :ان اللون الاسود الذى كسا بيت الزعيم دفعه للترجل من على المركبة ووقف برهة من الزمن يتأمل في ماضى وحاضر وما قد سيكون عليه امر البلاد. أمام المنزل انشغل البعض بالتأمل وبالداخل عكف اطفال على رسم لوحة ترمز لوحدة البلاد وهذا كل ما يمكن لهم عمله فى الوقت الراهن ، واعتبرت جلاء الازهري اليوم التاسع من يناير يوماً للاحزان، وقالت ل(الرأى العام) ان الانفصال خط احمر لدى الزعيم ، واليوم ونسبة لما ستفضي اليه نتيجة الاستفتاء الكل حزين على الجهود التي بذلتها الحركة الوطنية في سبيل سودان واحد موحد.ومثلما لم ينقطع حبل الامل في وحدة بعد الانفصال كما يحلم كثيرون من الشمال والجنوب يحدو جلاء امل كبير في الوحدة مرة اخرى، وبالنسبة لها كل شئ ممكن مادام الكل مسؤول عن ما يحدث الآن، وقالت جلاء :علينا البدء منذ اليوم للعمل بجد لترسيخ للعلاقات الطيبة وحسن الجوار، وذلك حسب جلاء لا يتم الا باتاحة الفرصة بالتحرك بحرية بين الشمال والجنوب. وعلم الاستقلال الذي نكس للمرة الثانية خلال الاسبوع الاول من هذا الشهر في منزل الزعيم اعتبر ذلك دلالة على الحزن الكبير وليس احتجاجاً على ارادة شعب الجنوب اذا ما اختار الانفصال بحر ارادته، وقالت جلاء ان الانفصال لن يقطع ما علق بالوجدان بين الناس وحملت جلاء الحكومات الشمولية التي قطعت الطريق امام الديمقراطية طوال (44) عاماً مآلات ما يحدث الآن . بجانب تقاعس الشريكين عن القيام بما هو مطلوب منهما لجعل الوحدة جاذبة. تقرير: أم زين آدم - هدى عبد الله الرأي العام السلطات تزيل وشاحاً أسودَ عن منزل الأزهري الخرطوم: محمد سعيد: داهمت السلطات الامنية، منزل الزعيم الراحل اسماعيل الأزهري بأم درمان أمس لمنع شباب وطلاب الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد من تدثير الدار بوشاح اسود حزنا على انفصال جنوب السودان. كما ان تشكيليين كانوا يرسمون وقتها لوحات تعبر عن مجريات ومآلات الاستفتاء التي انطلقت عملياته أمس. وقال الأمين العام للاتحادي الموحد عصام حسبو ل»الصحافة» انهم فوجئوا بالسلطات تقتحم منزل الزعيم الأزهري بعد ان لفت انتباهها الوشاح الأسود الذي غطى دار الأزهري كلياً، لافتاً الى ان السلطات حاولت اعتقال عضوة المكتب السياسي سامية الازهري، ومسؤولة الاعلام عبير عثمان، ولكنها تراجعت لعدم توفر بينات ادانة واضحة. واضاف ابوحسبو ان السلطات طردت مراسل ال»سي أن أن» الذي كان يغطي الحدث برفقة عدد من وكالات الأنباء المحلية والعالمية. واعتبر حسبو، الخطوة مؤشرا خطرا لا يدل على ان الامور ستمضي إلى نصابها عقب الاستفتاء- حسب قوله-.