مراقد الشهداء    وجمعة ود فور    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    كامل إدريس يدشن أعمال اللجنة الوطنية لفك حصار الفاشر    وزير رياضة الجزيرة يهنئ بفوز الأهلي مدني    مخاوف من فقدان آلاف الأطفال السودانيين في ليبيا فرض التعليم بسبب الإقامة    سيد الأتيام يحقق انتصارًا تاريخيًا على النجم الساحلي التونسي في افتتاح مشاركته بالبطولة الكونفدرالية    وزير الداخلية .. التشديد على منع إستخدام الدراجات النارية داخل ولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. استعرضت في الرقص بطريقة مثيرة.. حسناء الفن السوداني تغني باللهجة المصرية وتشعل حفل غنائي داخل "كافيه" بالقاهرة والجمهور المصري يتفاعل معها بالرقص    شاهد بالصور.. المودل السودانية الحسناء هديل إسماعيل تعود لإثارة الجدل وتستعرض جمالها بإطلالة مثيرة وملفتة وساخرون: (عاوزة تورينا الشعر ولا حاجة تانية)    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    شاهد بالفيديو.. طفلة سودانية تخطف الأضواء خلال مخاطبتها جمع من الحضور في حفل تخرجها من إحدى رياض الأطفال    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    ريجيكامب بين معركة العناد والثقة    تعرف على مواعيد مباريات اليوم السبت 20 سبتمبر 2025    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    لينا يعقوب والإمعان في تقويض السردية الوطنية!    حمّور زيادة يكتب: السودان والجهود الدولية المتكرّرة    حوار: النائبة العامة السودانية تكشف أسباب المطالبة بإنهاء تفويض بعثة تقصّي الحقائق الدولية    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    «تزوجت شقيقها للحصول على الجنسية»..ترامب يهاجم إلهان عمر ويدعو إلى عزلها    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سكرتير الحزب الشيوعي الخطيب في حوار عن الوضع السياسي الراهن
نشر في الراكوبة يوم 21 - 01 - 2014

كشف سكرتير الحزب الشيوعي الخطيب أن نتائج خطة المائة يوم تسير في اتجاه اسقاط النظام، وقطع بأن ما يرشح في الصحف عن خلافات بين قوى التحالف مقصودة من جهات عدة تعمل للفتنة بين قوى التحالف، ولم تصدر من قيادات حقيقية بالتحالف. وأبان ان الاتهامات الموجهة للحزب الشيوعي بأن له دور في أحداث الجزيرة أبا..! فرية قصد منها خلق بلبلة حتى تنشب صراعات بين الحزبين.. مشيراً بأن حزبه ليس مع هذا الاتجاه. وأكد ان الحزب الشيوعي كان (يعارض ضرب الجزيرة أبا) وان رئيس الحزب في ذلك الوقت عبد الخالق محجوب نفي الي مصر مع الصادق المهدي نفسه.. وجدد انتقاده لتكريم السيد الصادق من قبل رئيس الجمهورية!! وقال لم يكن التكريم لائقاً ..! وكان من المفترض ان ينأى الصادق بنفسه من ان يكرم من هذا النظام.. وقلل من التغيرات الأخيرة التي قام بها المؤتمر الوطني. وطالب الاصلاحيين بالكشف عن السياسات التي أدت الي تأزم السودان ووضع البديل لها وقال لا يكفي أن يعترف الاصلاحيون بخطيئتهم فقط ولكن من الضرورة أن يصححوا هذه الأخطاء.
أين يقف الحزب الشيوعي من تحالف المعارضة الآن ؟
- نحن داخل التحالف ونعمل من داخله، وصحيح لدينا عملنا المستقل كحزب شيوعي، مثلما ان أي حزب له الحق في العمل المستقل، ولكننا متوافقون حول حد أدنى، ونعمل في هذا الإطار، دعوتنا هي الحفاظ علي التحالف وتوسيعه وضم كل القوى السياسية والاجتماعية، التي لديها مصلحة في تغيير النظام وإسقاطه .
المتابع لأوضاع التحالف يشهد أن الصراعات بين أعضائه أكثر من صراعات التحالف مع الحكومة ؟
- هذا غير صحيح فالتحالف في أحسن أوضاعه وهيئاته تعمل بصورة صحيحة، وفي الجانب الآخر، هناك توافقاً حول استراتجيته لاسقاط النظام، وما بعد الاسقاط، والبديل الديمقراطي. وحالياً علي وشك أن ننتهي من دستور مؤقت يحكم الفترة الانتقالية، ووجهتنا الأساسية الديمقراطية، والحريات، وتحسين الوضع المعيشي للجماهير، واستعادة قومية أجهزة الدولة التي اصبحت مربوطة بالمؤتمر الوطني، وايقاف هذه الحروب، وعقد مؤتمر دستوري حتى يتوافق الشعب السوداني علي كيفية حكم السودان، وكيفية ان نجمع الصورة الحقيقية لشعب السودان في جانبه الافريقي العربي، بكل مختلف انتمائا ته وعرقياته وثقافاته.. وان يجلسوا مع بعضهم للتوافق في كيفية ادارة هذا التنوع، وعمل تنمية متوازنة، وهذا سيؤدي الي طريق سلام حقيقي، واستدامة الديمقراطية في السودان، ودون ذلك فإن هذا التوافق والتراضي سيكون في نفس الدائرة الشريرة القديمة!! انقلاب ثم ديمقراطية .
خلافاتكم ظهرت في الايام الماضية خلال المشاكسات بينكم وبين حزب الأمة القومي ما تعليقك ؟
- حزب الأمة هو حزب مستقل، وله الحق في العمل وفق رؤيته، لكن لا يجب أن يخرج من إطار ما هو متفق عليه، هذا هو الجانب الاساسي، والجانب الآخر نحن لسنا في وقت مناكفات..! فالسودان في خطر، ويجب ان نتوحد ونعمل في اتجاه حل المشاكل التي يتعرض لها الشعب السوداني، وما يرشح من خلافات في الصحف فهي مقصودة من جهات عدة، تعمل فتنه بين قوى التحالف، ولم تصدر من السيد الصادق أو قيادات حقيقية، وما يصدر الآن هي كتابات لسنا مع هذه الوجهة فنحن مع وحدة قوى المعارضة، ونعمل عملاً مشتركاً في سبيل ان نحقق أماني الشعب السوداني .
لكن هذه الخلافات تحولت إلي اتهامات مباشرة إلي الحزب الشيوعي ؟
- الاتهامات للحزب الشيوعي بأن له دوراً في أحداث الجزيرة أبا هذه فرية، قصد منها خلق بلبلة لإتجاه أن يتم صراعات بين الحزبين، ونحن لسنا مع هذا الإتجاه، فالحزب الشيوعي ليس له دور في ضرب الجزيرة أبا بل كان يعارض ضربها!! ورئيس الحزب في ذلك الوقت عبد الخالق محجوب نفي الي مصر مع الصادق المهدي نفسه، والجانب الآخر الذي يجب أن نطرحه بصورة واضحة، نحن لم نصالح نظام مايو، ولم ندخل في الاتحاد الاشتراكي وحتى وفاة الرئيس الراحل جعفر نميري. وطالبنا بأن يحاكم نظام مايو في جانبه السياسي والجنائي لارتكابه جنايات واضراراً بالشعب السوداني، ومازال هذا موقفنا!! فيجب ان يحاكم مايو حتى نصحح مسار الحركة السياسية في السودان .
ولكن التاريخ يحفظ لكم بأنكم أنتم من أتيتم بمايو ؟
- لم نقوم بانقلاب مايو..! ولكننا دعمنا مايو..! وكان هذا خطأ.. ونقدنا هذا الدعم في المؤتمر الخامس، وأوضحنا أننا ضد الانقلابات العسكرية.. ونؤيد الوصول للسلطة عبر الديمقراطية .
ولكن أحداث الجزيرة أبا كانت قبل إختلافكم مع نظام مايو ؟
- من أسباب اختلافنا مع مايو هي« ضربة الجزيرة أبا» فنحن كنا ضد الضربة، وضد التأميم ، والمصادرات والحزب الواحد وكنا مع الديمقراطية .
أوضحت بأنكم لا تريدون أن تصعدوا صراعاتكم مع حزب الأمة القومي؟وهو على العكس صعد الموضوع وسيتوجه للمحاكم ضدكم ؟
- هذا قرار يرجع لحزب الامة.. ولكن نحن نعتقد أن هذه المرحلة مرحلة وحدة وطنية.. وليس للمشاكسات.. فالسودان في وضع يستحق ان تتكاتف كل القوى الوطنية وتتلاحم في سبيل انقاذ السودان من الحرب، والتفتيت، المتجه إليه فالآن كل مقومات الصناعة والزراعة في السودان إنهارت وتحتاج الي بناء آخر.. وكذلك علاقتنا مع دول الجوار.. وبقية العالم تحتاج أن تصان بالشكل الصحيح.. حتى نحافظ علي العلاقات الودية.. وعلاقة المنفعة مع هذه الدول .
ما موقفكم..؟ إذا صعد حزب الأمة القومي، القضية إلي المحاكم ؟
- لدينا مستنداتنا..! وسيحدث رد ليس علي حزب الأمة بل علي الإفتراءات بأن للحزب الشيوعي دور في ضرب الجزيرة أبا.. ونحن علي أتم الاستعداد لتوضيح ذلك حتى علي مستوى الصحف.. وسنبرز الوثائق.. وكل ما يدحض ما يقال.
هل تمتلكون دليل براءتكم ؟
- لدينا الدليل.! وكل ما يثبت براءة الحزب الشيوعي من هذه الافتراءات..! وحتى الرئيس جعفر نميري في ذلك الوقت قال إن الشيوعيين ضد ضرب الرجعية في الجزيرة أبا وهذا بمنطوقه.
صراعكم مع حزب الأمة لم يتوقف علي ضرب الجزيرة أبا فقط!!! بل دخل في اتهامات كيدية..! بأنكم حاسدين الصادق علي التكريم الذي ناله من رئيس الجمهورية ؟
- نحن لسنا الجهة التي تحاسب السيد الصادق علي هذا التكريم..! فله عضويته وحزبه ومؤسساته.. فنحن في رأينا التكريم لم يكن لائقاً..! ولكننا لسنا الجهة التي تحاسبه.. وعلي ماذا نحسده نحن!؟
لماذا انتقدتم التكريم..؟ هل لديكم رأي في تكريم أعضاء التحالف من قِبَل النظام ؟
- انتقدنا التكريم لأنه لم يكن صحيحاً .! ليس لأن السيد الصادق لا يستحق التكريم.. ولكننا ضد الحكومة التي كرمته.. ففي سبتمبر قُتِّل أناس، واعتقل عدد كبيراً ..بالإضافة الي الحياة التي نعيشها الآن!! والأزمة الاقتصادية، والحروبات الدائرة في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، فكان من المفترض ان ينأى بنفسه من أن يُكرم من هذا النظام .
البعض يرى أن خلافكم الجوهري ليس بسبب التكريم بل بسبب اختلافكم داخل التحالف علي كيفية إسقاط النظام؟
- قيادة حزب الأمة القومي فعلاً طرحت نقطة الحوار مع النظام.. ونحن نرفض الحوار.. والخلافات لا تعالج عن طريق الإتهامات، بل عن طريق اللقاءات والحوارات في سبيل الوصول الي أمثل الطرق لكيفية اسقاط النظام ونحن لا نكن أي عداءات ضد حزب الأمة.. ونفتكر بأنه حزب وطني، وله رؤاه، ودوره التاريخي في السودان ونحترم الحزب والراي الآخر وكل الأحزاب والقوى السياسية.. فهم يعبروا عن قوى سياسية واجتماعية لديها مصلحة في التغيير .
ما هو تقيمكم للتعديلات الوزارية التي قام بها المؤتمر الوطني مؤخرًا ؟
- من يغير جلده.. لا يعني بأنه غير جوهره.. فالوطني غير في جلده فقط علي أساس أن يكون مقبولاً ..لأنه علم بأنه مرفوض من كل الجهات، بل وبدأت تحدث تصدعات في داخله فبالتالي هو في اتجاه أن يلملم أطرافه.. ولكنه لم يغير سياساته التي أدت الي هذه الأزمة .
ولكن التغييرات أتت بشباب لأول مرة يستوزروا!! ومن المعلوم أن الشباب لهم طموحاتهم ؟
- المسألة ليست مسألة أعمار.. بل مسألة عقل كيف يفكر الإنسان وعلي هذا الاساس يجب ان يكون أي تغيير فالعقلية التي فصلت الجنوب.. وادخلت السودان في ازمات ما زالت تحكم حتى الآن!!! لذلك نحتاج الي تغيير أفكار وليس أعمار للمواصلة في تنفيذ هذا العمل .
التنازلات التي قام بها المؤتمر الوطني عبر سحب الثقة من بعض قياداته..! ألم تشجعكم علي التنازل والجلوس مع من خلفهم ؟
- نحن أساساً مع الديمقراطية.. وعندما نقول ديمقراطية نعني أن تكون السلطة في يد الشعب..! وأن يكون هوممسكاً بقضاياه، و لديه تنظيمات في شكل اتحادات ونقابات في سبيل أن يشاركوا في صنع القرار.. وهذا غير مكفول الآن،، فالنظام لم يعط القوى السياسية المنظمة حريتها بالعمل وسط الجماهير، وعلي سبيل المثال جريدة الميدان منذ مايو 2011م لم تصدر! وهنالك كتاب أعمدة ممنوعين عن الكتابه..! وهنالك أيضاً «8» مليون مواطن غير مستقرين في مناطقهم !! فكيف في مثل هذه الظروف نجلس معهم!؟ فنحن وجهتنا ان تكون هنالك ديمقراطية حقيقية، والنظام وجهته أساساً لا ترضى بالديمقراطية..! وتعمل علي قمع الرأي الآخر .
يقال بأن جريدة الميدان وقفت لقلة الإمكانيات وليس لأسباب أخرى ؟
- هذه ليست حقيقة فجريدة الميدان الآن يتم تحريرها وتصل حتى المطبعة، لكنها ترجع من المطبعة، وأصبحت تصدرالآن علي صفحات الانترنت .
لماذا فشلت خطة المائة يوم ؟
- لم تفشل خطة المائة يوم فهي مسار نحو التعبئة ونتائجها، هي تراكم العمل السياسي، فالعمل النضالي هو عمل تراكمي، ولم يكن الهدف منها إسقاط النظام في مئة يوم بل العمل في إطار التعبئة في اتجاه إسقاط النظام، وقد أتت أُكلُّها( فهبة سبتمبر) واحدة من نتائج العمل والانتشار وسط الجماهير، بعد ان استطاعت الأحزاب أن تقيم الندوات والإتصالات مع الجماهير، وأن تنظمهم بصورة جيدة، وهذه الهبّة جزء من التراكم الذي سيؤدي الي اسقاط النظام.. ونحن نتحدث دائماً في الفكر فالثورة لا تعني بأن آخر موجة ضربت السد هي التي تهدمه..! ولكن الضربات السابقة تلعب دوراً كبيراً جدًا لإسقاط السد .
مقاطعة ... أحداث سبتمبر كانت تلقائية.. والمتابع يرى أن المعارضة تخاذلت! واذا كان هنالك مشاركة للمعارضة لنجحت التظاهرات ؟
- العمل تراكمي.. و لا ندعي بأننا نملك مفاتح اسقاط النظام أو عدم اسقاطه..! فنحن مع هذه الجماهير في سبيل اسقاط النظام، وكل الذي نعلمه تماماً أن هذا النظام سيسقط في يوم ما، وهو نتاج لتراكم نضالي، وليس صدفة تأتي .
ولكن يبدو أن المعارضة تقف في منطقة لزجة لا تستطيع التحرك منها حتى الآن ؟
- هذا ليس صحيحاً .. فرغم التضييق الذي يحدث فإن المعارضة متحركة، وتعقد ندوات ولقاءات وتتبنى قضايا الجماهير.. وفي الجانب الآخر تعمل تضامناً مع الجرحى والشهداء، وتعمل علي علاجهم، ولها دور ورؤية واضحة في كل قضايا السودان، ولديها برنامج بديل ( ديمقراطي) واضح بعد اسقاط النظام، ومتفقين حول المؤتمر الدستوري .
اذا لم يسقط النظام حتى قدوم الانتخابات.. ألن تغيروا خطتكم و تخوضوا الانتخابات القادمة ؟
- لن نخوض الانتخابات .
كحزب شيوعي أم كتحالف ؟
- كحزب شيوعي، وكتحالف لن نخوضها .
ولكن هنالك من سيخوض الانتخابات من داخل التحالف ؟
- الانتخابات ليست أداة للتغيير..! لأن انتخابات 2010م ماثلة أمامنا، وحتى الجهات التي تسند الانتخابات ومنها المجمع الدولي اعترفوا في العام 2010م بأن هذه الانتخابات لا ترقى إلي المعايير الدولية في إجراء انتخابات..! ومع ذلك اعترفوا بها من أجل أن يقفزوا إلي استفتاء فصل الجنوب، فنحن نحتاج الي تفكيك أجهزة الدولة من يد الحزب..! فالآن الخدمة المدنية والأجهزة العسكرية، والأمنية، والعدلية، والقضاء، جميعها تحت هيمنة حزب المؤتمر الوطني.. فإذا لم تكن هذه الأجهزة قومية، فالانتخابات ستكون (مزورة) .. بالإضافة إلي أن الوطني محتكر الاقتصاد، ومسيطر على البنوك، وبهذه الصورة الدخول في الانتخابات ليس من منطلق (الصورة المتساوية العادلة).
ولكن في المقابل يقال هنالك دعم خارجي يأتي إليكم ؟
- نحن لسنا بالحزب الغني..! ولكننا مستورين وشغالين و«ماليتنا» تتكون من اشتراكات العضوية، وتبرعات الأصدقاء، والقوى الديمقراطية التي حولنا .
ألا ترى بأن سياسة الابتعاد التي تمارسونها تساهم في استمرارية النظام ؟
- أي عمل استنهاضي للحركة الجماهيرية لديه ظروفاً موضوعية وذاتية..! ولكن نتيجة لقمع النظام، ومنع الأحزاب االاتصال بالجماهير قد يؤدي لتأخر الانتفاضة علي النظام، وهذا لا يعني بأن الأمور ستدوم.. فالأحزاب والجماهير تستطيع ان تقتلع حقوقها، والآن قد آن الأوان لإسقاطه..! لأن النظام فقد كل مقوماته .
ظهرت حركة الإصلاح الآن، وأصبحت في خانة المعارضة هل لديكم معهم اتصالات أو مشاورات؟ وكيف تنظرون إلي أطروحاتهم ؟
- لم نلتقي بهم وهؤلاء الإصلاحيين كانوا في داخل الوطني ومسؤولون مسؤولية كاملة، عن ما تم خلال الأربعة وعشرين عاماً ، وبالتالي من يريد أن يصحح لا يكفي أن يعترف بخطئه فقط..! ولكن من الضرورة- أن يكشف عن السياسات التي أدت إلي تأزم السودان، ويضع البديل لها ، وحقيقة ما في شك بأنهم يعبروا عن أزمة في داخل المؤتمر الوطني، وصحوة ضمير في عدد كبير جدًا من عضوية المؤتمر الوطني وقياداته .
هل تعتقد بأن الإصلاحيين سيضيفون للمعارضة ؟
- هذا يتوقف علي مدى نقدهم وتقديرهم لما تم خلال الأربعة وعشرين عاماً .. فقد كانت فيها مآس كثيرة جدًا من ضمنها فصل الجنوب، والحروبات التي ما زالت قائمة والوضع الاقتصادي المتردي، وانهيار المشاريع المروية في الجزيرة، والرهد وحلفا الجديدة، وطوكر، و القاش، بالإضافة للأعداد الهائلة من عقول الشعب السوداني التي هاجرت. فعليه من الضرورة- أن يوضحوارؤيتهم، ويعتذروا للشعب السوداني، وينتقدوا كل ذلك.. ثم بعد ذلك نرى كيف يمكن أن نتعامل معهم .
هل أنتم علي استعداد للقاء الإصلاحيين ؟
الحزب الشيوعي لا يرفض اللقاء مع أي جهة .
حتى المؤتمر الوطني ؟
- لن نتحاور مع المؤتمر الوطني..! فقد جربناه! ولا نرفض الحوارلأننا «مكاجرين» بل- لأننا مجربين!! واتضح لنا بأن الوطني يلجأ الي الأحزاب والقوى السياسية عندما يكون في حالة ضيق لتمرير فترة الضيق وبعد انكشاف الأمر يبدأ يتخلى عن كل ما اتفق حوله! ويسير علي خطه وهو محكوم بأيدلوجية وذهنية محددة، لذلك لا يستطيع ان يغير سياساته .
اخر لحظة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.