«لا للظلم.. ونعم للحياة الكريمة».. عبارة أطلقتها سيدة جنوبية أمام مركز اقتراع عين شمس فى القاهرة، وهى فى حالة من الفرحة لاقتراب «انفصال» جنوب السودان عن شماله. السيدة الجنوبية، التى تعيش فى مصر كلاجئة، فسرت فرحتها قائلة ل«الشروق» باقتضاب: «فقدت معظم عائلتى بجنوب السودان فى الحرب التى اشتعلت مع الشمال منذ عام 1983، وقد تعرضت فى طريق هروبى إلى مصر لمآسى كثيرة، بينها اعتداءات جسدية». متفقا معها رأى رئيس مركز الاقتراع فى ضاحية المعادى، دانى دانيس، أن «انفصال الجنوب يعنى الحرية والعدالة والمساواة لعدد كبير من الجنوبيين، الذين لم يجدوا لهم مكانا فى ظل حكومة المؤتمر الوطنى وتشريعاتها، التى لم تستوعب أجناسهم الأفريقية وانتماءاتهم القبلية والدينية المتعددة». أمام مركز الاقتراع وقف شاب جنوبى، يدعى دانيال ميوم، معتمرا قبعة رئيس حكومة الجنوب سيلفاكير ميراديت وقميص مكتوب عليه عبارات باللغة الإنجليزية تؤيد الانفصال 100%، ويلف حول جسمه علم جنوب السودان الجديد، مرددا نشيد الجنوب الوطنى: «أوو كوش.. أوو كوش (أرض السودان القديمة).. أرضنا تفيض لبنا وعسلا.. يا رب بارك لنا فى جنوب السودان». «ميوم» لم يحظى بحق التصويت لكونه عمره لم يبلغ الثامنة عشرة، لكنه جاء لينتظر ما يعتبره «ساعة الصفر» لدولته الوليدة، ويحتفل مع أهله بهذه الدولة، التى سيقرر بعد إعلانها العودة إلى الجنوب «فى أقرب فرصة». لكن هذه الفرحة ليست شعور كل الجنوبيين، فخاطر الذى أرجع «المشاكل التى يتعرض لها الجنوبيون من اختطاف واغتصاب واحتكاكات بأنها نتيجة لطبيعة المكان الحادة»، قال ل«الشروق» إنه يفضل خيار الوحدة «لأنه خيار السلام»، مستغربا احتفالات أنصار الحركة الشعبية لتحرير السودان، الحاكمة فى الجنوب، بما يرونه «استقلال وشيكا».