* لازمنى شك فى جدية الخطاب باعتباره أحد ألاعيب الإنقاذ التى تعودنا عليها طوال ربع القرن الماضى!. بقلم/ صلاح جلال* هناك مقولة متداولة منسوبة للأستاذ محمود محمد طه عن حركة الأخوان المسلمين عموماً فى السودان حيث قال (إنهم يفوقون سوء الظن العريض) هذه العبارة حفظها الناس وتناقلوها وكانت مختومة بنبوءة بانهم سيحيلون نهار السودان إلى ليل من شدة وهول أفعالهم ، وختمها بأنهم سيقتلعون إقتلاعاً وإلى الأبد من البلاد فى فتنة بينهم تسيل فيها دماؤهم، على الرغم من خلفيتى الصوفية إلا أننى لا أخذ هذة المقولات كشهادة لقراءة المستقبل على رغم من الشواهد والحالة الدالة على صدق المقولة فى نصفها الأول متجاوزاً مقولة الاستاذ محمود يبدو أن للأخوان مازال عندى رصيد من حسن الظن فقد سهرت بالأمس حتى السادسة صباحاً بالتوقيت المحلى لأتابع خطاب الرئيس البشير أننى وقد وقعت ضحية للإعلام وتوقعاتة للخطاب والضجة الإعلامية التى لازمتة لم أكن أتوقع بعقلى ومتابعتى وفهمى لطبيعة النظام الإنقاذى أن تكون هناك مفاجئة فى الخطاب المعنى بداية من شكل الدعوة ، فقد أصدر مكتب التنسيق لحزب الأمة أنه تلقى دعوة من رئاسة الجمهورية لحضور خطاب الرئيس بصفتة الرئاسية و أن مكتب التنسيق قد قرر حضور الخطاب وحدد سبعة إشتراطات ليكون الخطاب مجدياً ووعد باصدار بيان بعد الخطاب لتقييمة وتحديد الموقف منه وكما أطلعت على بيان حزب البعث الإشتراكى بأنهم تلقوا دعوة من أمانة السياسات بحزب المؤتمر الوطنى لحضور خطاب رئيس المؤتمر الوطنى فقد قرروا عدم حضور الدعوة واتخذ الحزب الشيوعى حركة حق ذات الموقف , وقد أشاروا من أوصل خطاب الدعوة للاحزاب مراسم رئاسة الجمهورية ليقولوا أن حزب المؤتمر مازال ممسكاً بثدى الدولة ويرفل فى مصالحها . من هذه البداية الكاذبة ومعطيات تاريخية أخرى لازمنى شك فى جدية الخطاب و أنه واحدة من ألاعيب الإنقاذ التى تعودنا عليها طوال ربع القرن الماضى ، على الرغم من كل هذه الحقائق إلا أن الإحساس بالأزمة الوطنية العميقة التى تهدد بقاء السودان ، فقد عملت بالمثل السودانى المعبر عن العجز ( أن صاحب الرايحة بفتح خشم البقرة ) ولعل وعسى يجدها رغم إستحالة وصول الرايحة للإختفاء فى هذا المكان فقد سهرت حتى السادسة صباحا بالتوقيت المحلى لمكان إقامتى لمتابعة الخطاب ، الذى يمكننى أن الخصه فى الآتى :- . خطاب ذا طابع أكاديمى فى وصف الحال يمكن أن يكون مقبولا ذو من مراقب للأحداث ولكنة غير مقبول إطلاقاً من رئيس الجهاز التنفيذى للدولة وقد أورد مساعد الرئيس نائب رئيس الحزب د.غندور أن هذا الخطاب أستغرق أعداده ستة اشهر كاملة أى و الله ستة اشهر فى خطاب يمكن أعداده فى ساعتين زمن ، لذلك أعتقد أن هذا الحزب فاقد الإحساس بالزمن وهذا شعور خطير لمن يديرون الدولة . . الخطاب مرتبك حتى فى القضايا التى أشار إليها العقد الإجتماعى الجديد والسلام الأزمة الإقتصادية . . الرئيس كان مرتبكاً بشكل واضح وكان متوتراً حتى أنه عجز عن القراءة الصحيحة للخطاب ، فقد كنت أعتقد أن ربع قرن كافية ليتعلم فينا النحو والصرف والقراءة الصحيحة . . أمتلأ الخطاب بحشو فلسفى غير موفق فى خطابات موجهة للشعب ونسبة الأمية لو كان الرئيس يعلم هى 60% وسط الذكور و85% الإناث . واضح من الخطاب أنه مقدم من منصة حزب المؤتمر الوطنى وعليه صدق ما قاله حزب البعث الإشتراكى ، و أن حزب الأمة وقياداته تم تضليلهم بأن الدعوة والخطاب من رئاسة الجمهورية على الحزب ومجلس التنسيق الإعتذار للرأى العام وتوضيح أسباب الخديعة التى وردت فى بيانهم من الناحية الأخلاقية . (2) الوفاق الوطنى :- لايوجد عاقل فى واقع السودان الراهن يرفض الحلول السلمية والتفاوضية ولكن لابد من برنامج لهذة الحلول حتى تخرج من صيغ المساومات الرخيصة والنصب والإحتيال السياسي ، المطلوب للوفاق لايحتاج لتفاوض فهو واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار :- . حكومة قومية إنتقالية لاتعزل أحداً ولايسيطر عليها أحد . . عدالة إنتقالية لكل الجرائم ذات الطابع الجنائى . . تحقيق سلام عادل وإيقاف الحرب . ايجازة دستور ديمقراطى مجمع عليه يحقق حرية الفرد وديمقراطية الدولة . . أعادة بناء مؤسسات الدولة بما يحقق قوميتها . . عقد مؤتمر قومى دستورى يعالج قضايا العدالة كافة ويزيل المظالم . . إيجازة برنامج سياسى يعالج إختلالات السياسة الخارجية والأزمة الإقتصادية المستفحلة خلاصة القول أن الوفاق الوطنى يعنى للإنقاذ أن القوى الوطنية على إستعداد لمسك لجام الحصان الجامح مقابل النزول الآمن ويمكن معالجة قضية الجنائية من خلال العدالة الانتقالية لإنصاف الضحايا، أما الحديث حول أن القوى الوطنية متربصة لتفكيك الإنقاذ ، يجب أن يكون واضحا لايوجد تربص إنما هدف واضح ومعلن من موجبات الوفاق تفكيك نظام الإنقاذ و إقامة نظام الوطن . (3) هل الإنقاذ مؤهلة لموجبات الوفاق :- من تصريحات قادة الإنقاذ و خطاب الرئيس بالأمس يبدو أن الأنقاذ غير مستعدة إلى الآن لتقديم استحقاقات الوفاق ، ولذلك يجب على القوى الوطنية التوحد ومخاطبة الشعب السودانى وتعبئتة لمعركة شعبية حاسمة مع الإنقاذ وقياداتها من خلال المظاهرات والإعتصامات والضغط العسكرى من الأطراف ومزيد من الحصار الإقليمى والدولى . هناك حديث تتبناه بعض القوى السياسية يمثل نصف الحقيقة , أن السودان لايحتمل المواجهات ولذلك لابد من الحلول الوفاقية ، النصف الآخر من الحقيقة أن السودان كذلك لايحتمل إستمرار نظام الإنقاذ بما يشكلة من خطر على وحدة البلاد ويعرضها لمخاطر التشظى ويعرض مصالح المواطنين للضياع . لقد وضع خطاب البشير بالأمس قيادات القوى السياسية الداعية للوفاق الوطنى فى حرج بالغ ، وسيكلفهم ذلك ثقة الشارع فى تقييمهم لمجريات الأمور ، وقد إستفاد نظام الإنقاذ من جمع بعض قيادات القوى السياسية ليقول للإقليم والعالم أنه غير معزول داخلياً ، وسيحاول من خلال ماكينة الدعاية الإعلامية التى يمتلكها تسويق فكرة أن هناك إتفاقا سرىا ليكون العصا التى يهش بها الحركة الشعبية شمال للوصول معة لإتفاق فى مفاوضاتهم القادمة فى 0522014 وليسحب بقية قوى الجبهة الثورية للتفاوض ، وإذا توصل معهم لإتفاق سيرجم القوى التى حضرت خطاب القاعة بصواريخ هذا الإتفاق وسيكونون أول ضحاياه وهذه غفلة غير مبررة لشيوخ الحركة السياسية ، أن يعطوا نظام الإنقاذ الكرت الذى يضغطهم به دون مقابل .ختاماً خطاب الرئيس البشير الاخير فاضى وخمج لايستحق المشاركة فيه. * كادر بحزب الأمة القومي في الخارج.