يعد لويس أراجونيس المدير الفني السابق للمنتخب الإسباني، الذي توفي صباح اليوم في مدريد عن عمر يناهز 75 عاما نتيجة لاصابته بسرطان الدم، الأب الروحي للحقبة الذهبية لكرة القدم الإسبانية، والتي بدأت في 2008 بفضل قيادته مرحلة لم يسبق لها مثيل في تاريخها. وقبل بدء انجازاته التدريبية كان أراجونيس أيضا من أهم رموز أتلتيكو مدريد الذي لعب له أغلب مسيرته الكروية وقاد جهازه الفني أيضا عدة مرات. ولكن تعتبر أبرز وأشهر إنجازات أراجونيس كمدرب هي في تلك الفترة التي قاد خلالها المنتخب الإسباني الذي غير طريقة لعبه وسمعته العالمية بصورة جذرية، حيث كان القائد الفعلي لعملية تحسين الجينات الكروية الفكرية للاعبين. بكل بساطة نجح أراجونيس في تحويل فريق كان معتادا على الخسارة إلى بطل، وهو الأمر الذي حققه في 29 يونيو/حزيران 2008 بالفوز على ألمانيا بهدف في نهائي كأس الأمم الأوروبية سجله مهاجم تشيلسي الإنجليزي الحالي، فرناندو توريس. ولن ينس عشاق المنتخب الإسباني لأراجونيس هذا الأمر، حيث كانت هذه الليلة التي بدأت فيها الحقبة الذهبية للكرة الإسبانية والتي قضت على 44 عاما من غياب الألقاب عن ال"ماتادور". "الخلطة السحرية" التي نجح أراجونيس في التوصل لها وتوج بسببها ب"يورو 2008" كانت هي العمود الفقري للانجازات الذي حققها فيسنتي ديل بوسكي في 2010 بالتتويج بمونديال جنوب أفريقيا ويورو 2012 للمرة الثانية على التوالي، حيث لم يطرأ على الأسلوب الذي كان يتبعه المدرب الراحل وقوام الفريق نفسه تغييرات كبيرة. ولد المدرب الراحل في هورتاليزا باقليم مدريد في 28 يوليو/تموز 1938 وانضم لأتلتيكو مدريد في أبريل/نيسان 1964 ، وبعدها بثلاثة أسابيع تولى فيسينتي كالديرون رئاسة ال"روخيبلانكوس". قبلها كان أراجونيس يلعب لريال بيتيس الإسباني حيث تمت صفقة الانتقال وعمره 26 عاما حيث ظل يرتدي قميص أتلتيكو منذ 1964 وحتى 1974. ولعب الأسطورة 372 مباراة مع ال"روخيبلانكوس"، 265 منها في الليجا وسجل معه 172 هدفا (123 منها في الليجا)، هذا فضلا عن تتويجه بلقب الدوري الإسباني ثلاث مرات في مواسم 1956-1966 و1969-1970 و1972-1973 وكأس إسبانيا مرتين في موسمي 1964-1965 و1971-1972 ، وكان هدافا لليجا بجانب جاراتي وأمانسيو في 1969-1970. ولعب أراجونيس مع منتخب إسبانيا 11 مرة فقط سجل فيها ثلاثة أهداف. وكانت آخر مباراة له في 24 نوفمبر/تشرين ثان عام 1974 ، ثم بدأ بعدها مسيرة من الإنجازات كمدرب. ويحمل الراحل في جعبته الرقم القياسي لأكبر عدد من المباريات يقودها مدرب لأتلتيكو مدريد وهو 407 مباراة وأكبر عدد مباريات يقودها مدير فني في الليحا (757 مباراة)، حيث درب فرقا أخرى داخل إسبانيا مثل ريال بيتيس وبرشلونة وإسبانيول وفالنسيا وإشبيلية وأوفييدو ومايوركا. وخارج إسبانيا قاد أراجونيس فريق فنار بخشة التركي، وذلك عقب قيادته للمنتخب الإسباني. وحقق الأسطورة الراحل كمدرب لأتلتيكو مدريد ألقاب كأس إنتركونتيننتال عام 1975 والليجا عام 1977 وكأس الملك ثلاث مرات أعوام 1976 و1985 و1992 وكأس السوبر الإسباني و1985 وبطولة الدرجة الثانية 2002..