بعيداً عن الابراج والقصور الفارهة .. ومن داخل غرف الطين الغير مكندشة ولا مكيفة .. اوجه ردي هذا لسادة وسدنة نظام البشير المتمسكون بالسلطة والجاه بعد ربع قرن من نهب اموال الشعب وموارد هذا البلد العظيم .. ان مفاجئة الضلال والتضليل التي روج لها المؤتمر الوطني لدعوة القوى السياسية بقاعة الصداقة الاسبوع الماضي كانت من ارخص الحيل التي كشفت عن مدى ضعف وتفكك هذا الحزب ومدى انهيار مؤسساته وايديولوجياته المتطرفة .. وكان متوقع من المؤتمر الوطني ان يلجأ لمثل هذه الخدع الرخيصة لجمع الحضور حول ذلك الخطاب المريب .. فالدعوة تم اطلاقها باسم رئيس الجمهورية في حين ان القاعة والمشهد والخطاب كانوا باخراج المؤتمر الوطني .. دليلاً قاطعا" بان المؤتمر الوطني فاقد للمصداقية والعقلانية وليس جماهيره فحسب .. مستمراً في الاستخفاف بعقول المواطنين والعبث بممتلكاتهم العامة .. مروجاً الاشاعات حول تحول ديمقراطي زائف مستخدماً قاعة الصداقة القومية لانشطته الخاصة بالمؤتمر الوطني باسم رئاسة الجمهورية !!.. الشيئ الذي لا يسمح به لاي حزب سياسي معارض .. والذي يعارض مبدأ الحريات السياسية .. اهم من ذلك .. ان خطاب البشير "الحزبي" كان موجه لاعضاء المؤتمر الوطني بدلاً عن الشعب السوداني .. وكان مبطناً بالاساءة والتجريح للشعب وقيادات قوى المعارضة .. يحملهم مسئولية فشل المؤتمر الوطني ويتهمهم بالخيانة والاسهام في تأزم الاوضاع !! .. اساليب يستخدمها تجار البهائم وسماسرة الخرد لتبخيس السلع .. فاخذ البشير يرمي باللوم تجاه المعارضة في كل ما اقترفه نظامه من ذنوب وجرائم وفساد .. وحتى المواطن الذي يموت من الجوع والفقر والتعسف المعيشي رفض البشير الاعتراف به معتبراً ان فقرهم "اجتماعي نسبي" .. لقد قدمنا محاذيرنا بوضوح بان انفصال الجنوب كان جريمة وطنية بشعة وخطأ سياسي وامني فادح سيؤدي الى استضعاف الشمال وانهياره اقتصادياً وأمنيا .. وان اتفاقية السلام لن تحقق لا سلام ولا استقرار بل ستولد المزيد من الصراعات والنزاع المسلح كما حدث في جنوب كردفان والنيل الازرق .. وان اعتماد هذا النظام على الدعم الخارجي (الذي لا يمنح دون ثمن ولا مقابل) جعل من السودان وكالة للحروب والنزاعات الاقليمية المذهبية والمصالح الاجنبية .. مما جعل السلاح سائداً ومتوفر اكثر من الغذاء والعلاج والتعليم .. وان قرار رفع الدعم عن المحروقات كان القشة التي قصمت ظهر البعير .. فتحميل المواطن فاتورة فشل وفساد النظام كان قرار سياسي واقتصادي يدل على مدى افتقاره وافلاسه .. فرفع الدعم لا يعالج العجز ولا يغطي الاحتياج بل يعجل بالانهيار خاصة بعد العنف المفرط الذي استخدمته مليشيات النظام في مواجهة وردع المعارضين العزل .. الآن نشاهد النظام يترنح من سكرات الموت المحتم فتنهار صفوفه وتترادف اخطاءه وتتدنى حيله بعد ان فقد الدعم الخارجي والسند الاقليمي نتيجة اندلاع ثورة 30 يونيو المصرية التي نجحت في نسف الجبهة الاسلامية ومشروعها الاقليمي .. نحن نعتبر ان هذا النظام الحاكم بدعوة قاعة الصداقة الاخيرة ورفضه للحوار ولمطالب قوى المعارضة قد قدم لنا خدمة عظيمة نرجو ان تكون كافية لقيادات المعارضة بعدم تلبيتهم اي دعوة في المستقبل .. فلقد ظهر المؤتمر الوطني على حقيقته وقام بكشف عوراته وضعف بنيانه بنفسه امام الشعب السوداني اجمع بعد ان كذب عليهم واهانهم للمرة الاخيرة .. فهو نظام شمولي ديكتاتوري لا يعترف باهمية الحوار ولا يعترف بالديمقراطية ولا بالاوطان والحريات ولا بالحقوق والمسؤليات .. اليوم وللمرة الاخيرة .. نطالب المعارضة الواعية وغيرها التي ان كانت تراهن على تغيير هذا النظام بالدخول فيه ان تكف عن تاسيس مشاريعها ومستقبل البلاد على الخيال والاوهام .. وان ترفض دعابات النظام واغراءاته .. لتكرس طاقاتها تجاه الحلول الواقعية وتوحيد ارادة الشعب وصفوفه حول المشروع القومي الناجع الذي يبدأ باقتلاع النظام من جذوره والتخلص من مخلفاته ومناهجه الفاسدة .. والخروج من التجربة الفاشلة وفتح صفحة جديدة لدولة سودانية كريمة مؤسسة على العدل والعدالة والرفاه .. واكرر الدعوة لشبابنا المستنير ان يرتقوا امام المسؤلية للقيام بدورهم المتكامل في التغيير والتخطيط لمستقبلهم الذي لابد من ان يبنى على ايديهم وافكارهم النيرة واخلاصهم وحبهم للوطن .. لاسيما وان بعد هذه التجربة المهينة والمستوى الاداري المخزي .. سنحتاج الى رؤية حضارية وكفاءات عالية لبناء سودان متطور حديث تبنى مؤسساته على قدر من الوعي والعلم والتقنيات بدلاً عن الخمول والجشع والفساد .. ومن هنا ندعو جميع قيادات المعارضة بالإنصياع لإرادة الشعب وتحقيق مطالبه والإلتفاف حول قضاياه موحدين أو التنحي عن الطريق .. كما نطالبهم بالكف عن "صراع القيادات" والتراشق بين يسار ويمين ومسلح ومدني .. فان كنا جميعنا ننادي ونصبوا الى تحقيق دولة جديدة بحكم ديمقراطي ذو عدالة ومساواة .. لا يجوز لنا اذاً ان نتعامل باساليب التآمر والاقصاء والشعب قد اكتوى من سياسات التمكين والاقصاء تحت الحكم الراهن .. كان الله في عون بلادنا .. والنصر لامتنا والمجد للوطن والخلود للشهداء .. عمر يحي الفضلي الأمين العام للحزب الوطني الإتحادي