تضخم الحديث في المجالس والمنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي حول أصول لاعب العين الإماراتي الدولي عمر عبدالرحمن الشهير ب"عموري"، بعد النجاحات الكبيرة التي حققها في الملاعب محليا وخليجيا واقترابه من العالمية. وبدأت شرارة البحث عن أصل وفصل اللاعب منذ أن قدم أوراق اعتماده نجما فوق العادة في بطولة خليجي 21 التي أقيمت في البحرين وقاد فيها عموري الأبيض الإماراتي للفوز باللقب الثاني في تاريخه إذ لعب دورا جوهرياً في حسم البطولة وحصل على لقب أفضل لاعب متفوقا على أقرانه الخليجيين دون منازع، لتتزايد الحملات المنظمة ضده للنيل من موهبته وتضليل مسيرته المظفرة!. وظهرت تقارير صحافية قبل عامين تؤكد فيه أن عموري أصوله يمنية، وقد حصل على الجنسية الإماراتية منذ صغره لكي يتسنى له تمثيل ناديه العين لاعبا مواطنا ومن ثم خدمة المنتخب الإماراتي، ولا ندري ما المشكلة في ذلك! طالما في ذلك خير للطرفين، فهو لا يحمل اسم سيباستيان أو جورج أو حتى إيكوكو، كما أنه يتقن اللغة العربية وتربى على عادات وتقاليد أصيلة. الآن، عادت حملة التشكيك في وطنية عموري مجددا بعدما قاد المنتخب الإماراتي الى نهائيات كأس أمم آسيا المقررة في أستراليا عام 2015، حيث اشتكى اتحاد هونغ كونغ لكرة القدم للاتحاد الآسيوي مطالبا بنقاط مباراتيه امام الامارات في التصفيات بداعي ان عمر عبدالرحمن من جنسية أخرى. ودفعت هذه الاتهامات الأمين العام لاتحاد الكرة الإماراتي يوسف عبدالله للرد بقوة قائلا: "لاعب المنتخب عمر عبد الرحمن، إماراتي الجنسية ولا تشوب مشاركته أدنى شائبة مع المنتخب الوطني في مشاركاته ضمن مختلف البطولات وهناك جهات حرضت اتحاد هونغ كونغ لرفع الدعوى ولن أسميها لأحد"!. وأضاف في بيان رسمي أخيرا أنه "سبق لهذه الجهات أن تواصلت مع اتحاد الكرة الفيتنامي وحرضته على التقدم بشكوى مماثلة، لكن الفيتناميون رفضوا ذلك". وأثار تصريح يوسف عبدالله جدلا واسعا في الشارع الإماراتي الذي تناول القضية مشككا في نوايا اتحادات ومسؤولين رياضيين في دول مجاورة هدفهم التشويش على منجزات الكرة الإماراتية التي تحققت أخيرا على أقدام عموري ورفاقه لاسيما ان المنتخب الإماراتي بات مرشحا ليكون بين الأربعة الكبار في القارة الصفراء في المستقبل القريب. وإذا كان كثيرون يعتبرون عموري من جنسية أخرى ولا يحق له اللعب لمنتخب الامارات، فلماذا لا يلومون أنفسهم حين كانوا يتابعون الجزائري الأصل الفرنسي الجنسية زين الدين زيدان ويهتفون له ويتغنون بفنه الكروي وينصرون فرنسا وينظرون له بفرح على أنه لاعب فرنسي، فهل مسموح لزيزو وممنوع على عموري؟!. الأصول والمنابت باتت شيئا من الماضي وعلى الجماهير الابتعاد عن الفكر الحجري، حيث ارتأت أسرة عموري ذات الأصول اليمنية الانتقال للعيش في الامارات قادمة من السعودية وحصل أفرادها على الجنسية منذ سنوات وباتت أسرة "عمر عبد الرحمن العامودي" واحدة من العائلات الإماراتية المحبة لأرضها فما الذي يمنع من ذلك؟ وهل يعيب عموري وعائلته ان أصولهم من حضارة حضرموت اليمنية العريقة؟!. هناك جماهير عربية تنظر الى الجزء الفارغ من الكأس وتتأمل به بحقد وكراهية.. وأعتقد أن كثيرون يحلمون بجنسية عموري الإماراتية، واسألوا لاعبي الدول العربية الأخرى عن حلمهم في ذلك؟. أخيرا.. عموري (22 عام) تطور في الملاعب الإماراتية وهناك سبعة عروض إنجليزية تلوح له الصيف المقبل أبرزها من ناديي ليفربول وأرسنال فهنيئا للإمارات هذا اللاعب.. وهنيئا للدولة ثروتها الرياضية الجديدة.